باحث :يصف نظام الحكم في اليمن إبان الوصاية السعودية بنظام حكم “اللصوص باللصوص”
وصف أحد الباحثين نظام الحكم في اليمن إبان الهيمنة والوصاية السعودية، بنظام حكم اللصوص باللصوص، ومن أجلهم، مشيرا في ذلك إلى مصطلح لنظام حكم أطلق عليه الباحث السياسي الأمريكي (بوب برفز) نظام (kleptocracy) (كليبتوقراسي).
وقال الباحث توفيق هزمل بدأت المملكة في مخطط تقسيم اليمن، عبر مشروع الأقاليم الستة، لضمان استمرار هيمنتها على اليمن، بعد علامات الضعف وهشاشة التركيبة الجديدة للحكم، مضيفا “هذا التوجه ادى إلى إنفجار ثورة شعبيه عارمة في 21 من سبتمبر أسفرت عن إسقاط نظام الوصاية”.
وحول هدف المملكة من شن عدوانها على اليمن، ذكر هزمل أنه عندما سقط نظام الوصاية للمملكة جعلها تقوم بالتدخل العسكري المباشر للقضاء على ثورة 21 سبتمبر لإعادة اليمن إلى بيت الطاعة وفي نفس الوقت فرض تقسيم اليمن بالقوة العسكرية”.
وأكد الباحث هزمل في معرض سرده المختزل تاريخيا لبدايات فرض السعودية هيمنتها على اليمن بالقول” تركيبة (كليبتوقراسي) سمحت للمملكة بحرية الحركة في اليمن والهيمنة عليه وعلى مقدراته وقراره السياسي والسيادي وبدأت في نشر ذراعها الفكري والمتمثل بالوهابية عبر الجماعات السلفية بشقيها الإخوانية والدعوي! “.
وأضاف” لقد نجح آل سعود وعبر علي عبدالله صالح من ربط كل الطبقة السياسية والفكرية اليمنية بمنظومة الفساد وهو ما انتج شبكة مصالح لهذه الطبقة وجعل ارتباطها بالنظام ارتباط عضوي”.
وتابع” بدا نظام الكليبتوقراسي بالتصدع إبان حرب الخليج الثانية، واحتلال العراق للكويت، بسبب نجاح صدام في استمالة جناح علي صالح إلى صفه، وهو ما دفع المملكة لمعاقبة النظام، وإلى دعم تقسيم اليمن فيما سمي بحرب صيف 94″.
واستدرك الباحث هزمل بالقول” لكن دخول الأمريكان على خط الازمه منع التقسيم وسمح لتحالف 7/7 بالاستيلاء على الجنوب، مقابل أن يتنازل النظام عن الأراضي اليمنية، في إقليم عسير ضمن معادلة عدن مقابل ترسيم الحدود”.
وأوضح الباحث” حرب 94 أفرزت إرتدادات على الساحة اليمنية نتيجة النكوص عن المسار الديمقراطي، وقيام نظام الغنائم والمحاصصة، وقد تجلت ذروة هذه الارتدادات في حركة الأحياء الفكري، التي قادها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، والمناهضة لنظام اللصوص، ونظام الغنائم، وفي مجابهة طاعون الوهابية، الذي استشرى في كل مكان”.
وقال” هذه الحركة اثارة فزع نظام الحكم الكليبتوقراسي، وخصوصا الجناح الوهابي، وتجلى هذا الفزع في محاولة القضاء على هذه الحركة في مهدها، عبر التحرك العسكري، وهو ما أدى إلى اشتعال النار في الحاضنة الشعبية للفكر الزيدي، الذي وصل لمرحلة الاحتقان، بسبب ممارسات الفساد للنظام المافيوي”.
وأشار الباحث هزمل إلى أنه “خلال سته حروب وصل النظام إلى حالة تصدع وانهيار، وبدأت الاتهامات المتبادلة بين أركانه، والتي تطورت إلى أزمة سياسية، بلغت ذروتها مع انفجار ما يسمى بالربيع العربي، فاندلعت ثورة 2011، مما تسبب في دخول المملكة بكل ثقلها، لإنقاذ نظامها الحاكم في اليمن، وإعادة لملمته، عبر ما سمي بالمبادرة الخليجية، وهو ما خلق حالة احتقان، وغليان شعبي، خصوصا بعد سيطرة الجناح الوهابي في النظام على مقاليد الأمور، وعمله على خلق وضع طائفي في اليمن”.