العوامية / 8 شهداء وأنباء عن 50 جريحاً وحركة نزوح جماعي
تعيش بلدة العوامية اليوم الـ80 تحت الحصار والنار، الذي راح ضحيته 21 شهيداً وأكثر من 100 جريج ومصاب منذ العاشر من مايو وحتى مساء أمس الخميس، في ظل حركة تهجير وإفراغ قسري تتم بصمت وبعيداً عن أعين العالم.
حظر تجوال وحرمان من الخدمات
السلطات السعودية كانت قد فرضت منذ فجر العاشر من مايو الماضي حصاراً مشدداً على البلدة منعت بموجبه دخول المواد الغذائية والطبية وفرق الإسعاف والإطفاء والخدمات البلدية، وبعد فترة هدوء نسبي امتدت نحو اسبوعين شنت قبل يومين هجوماً مباغتاً عند الخامسة من فجرالأربعاء الماضي، ودفعت بأرتال ضخمة من قوات الأمن الخاصة وقوات الطوارئ وعشرات المدرعات والعربات المصفحة والمدفعية والراجمات.
وقال الأهالي أن القوات السعودية استخدمت منذ الأربعاء قذائف صاروخية ومدفعية ضد منازل ومتاجر وسيارات الأهالي، وفرضت حظر تجوال غير معلن عبر استهداف كل شيء متحرك من البشر والحيوان والمركبات، حيث نشرت نحو 23 قناصاً على أسطح العمائر والمدارس وفي منائر المساجد.
ولجأت السلطات منذ بدء الهجوم إلى قطع التيار الكهربائي وخدمة الأنترنت عن بعض أحياء البلدة بشكل متقطع، فيما ذكرت مصادر أخرى أن ذلك حدث نتيجة تعرّض المحولات الكهربائية وأبراج البث للقذائف والرصاص ما تسبب في إعطابها واشتعال النيران فيها.
شهداء وجرحى.. قوائم مفتوحة
مصادر محلية مطلعة أكدت أن 3 مواطنين و3 من العمالة الآسيوية قد استشهدوا يوم الأربعاء، فيما استشهد أمس الخميس 2 من المواطنين, وتضاربت الأنباء حول شهادة الشاب مصطفى البناوي الذي أدخل إلى العناية المركزة.
وعُرف من بين الشهداء كل من: محسن اللاجامي الذي قتل أمام باب منزله عند عودته من عمله، حسين محمد ابو عبدالله 31عام استهدفت سيارته بقذيفة أثناء توجهه لإطفاء حريق في أحد المنازل ووجدت جثته متفحمة داخل سيارته، محمد عبدالعزيز الفرج 18 عام، حسين الغزوي، حسين إبراهيم الزاهر، فيما لم يتضح مصير المصاب مصطفى البناوي.
المصادر المحلية أشارت إلى بقاء بعض جثث الضحايا طوال ساعات وأحدهم على الأقل بقي لليوم الثاني على قارعة الطريق دون أن يتمكن الأهالي من انتشاله بسبب خطورة الوضع الناتج عن كثاقة الأعيرة النارية والقذائف، ما تسبب في تعفن الجثمان وانتشار رائحة نفاذة.
فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 50 بينهم نساء وأطفار وكبار في السن، وفيما نقل بعضهم إلى المستشفيات تم الاكتفاء بمعالجة الآخرين أهلياً في المنازل بسبب مخاطر التنقل في الطرق الداخلية وإعلاق منافذ الخروج من البلدة.
مصادر حقوقية أكدت أن عدد الضحايا منذ بدء هجوم القوات السعودية على البلدة ارتفع إلى 21 شهيداً وأكثر من 100 جريح ومصاب.
ولادة منزلية
واضطرت أمس الخميس سيدتان إلى الولادة في منزليهما بمساعدة أهلية دون توافر اللوازم والأجهزة الطبية، بعد أن حوصرتا في منزليهما ولم يتمكن ذويهما من إيجاد طريق آمن لنقلهما إلى أقرب مستشفى خارج البلدة.
وأشارت مصادر طبية أن السلطات أمرت بتحويل مستشفى عنك العام إلى مركز طوارئ لاستقبال الحالات الإسعافية فقط، وتحويل المرضى إلى مراكز طبية أخرى.
توسع دائرة التدمير.. التهجير القسري
وأكد عدد من الأهالي ما تناقله النشطاء عبر حسابات التواصل الاجتماعي حول لجوء القوات السعودية إلى توسيع دائرة القصف المدفعي والصاروخي حيث دمرت عدداً من المنازل والمباني في أحياء “الجميمة” و”شكر الله” غرب العوامية وكثفت الأعيرة النارية على عدد من الأحياء الأخرى، ويقول النشطاء ان السلطات تتبع سياسة بثّ الرعب والخوف بهدف إرغام السكان على ترك منازلهم والرحيل إلى خارج البلدة، التي تخطط السلطة لهدم أغلب أحيائها لاسيما القديمة.
إلى ذلك أرغمت السلطات قبل صباح اليوم الجمعة مئات العمال الأجانب على مغادرة البلدة، وأشارت المصادر الأهلية أن عشرات العوائل من المواطنين تتحضر لترك منازلها والنزوح عن العوامية تحت تهديد السلاح، فيما قال نشطاء أن طواقم إعلامية من الصحف والتلفزيون الرسمي شوهدت تجهز معداتها قرب الحاجز العسكري على الطريق الرابط بين البلدة ومدينة صفوى، ما يرجح أنه استعداد لتصوير الأهالي وإجراء لقاءات تحت أعين القوات وفوهات رشاشاتها, حسب تعبير النشطاء أنفسهم.
ساحة تجريب للعتاد الحربي
القيادات الشيعية المحلية أشارت أن السلطات السعودية حولت ومنذ فجر الأربعاء الماضي بلدة العوامية إلى ساحة حرب لتجريب مختلف أنواع العتاد العسكري للتغطية والتعتيم على أزماتها الخارجية وإخفاقاتها الداخلية.
وأضاف أحد رجال الدين متحدثاً لـ”مرآة الجزيرة” وقد تحفظ على ذكر اسمه خشية من ملاحقة الأجهزة الأمنية: السلطات ترفع شعار محاربة الإرهاب في العوامية والقطيف كذريعة لمواجهة نحو 10 شبان أدرجت أسماؤهم على قائمة المطلوبين الـ23 في عام 2012 ثم قائمة الـ9 مطلع العام الجاري, وتتهمهم السلطات باستخدام السلاح ومواجهة قوات وزارة الداخلية، فيما الحقيقة أن السلطة استهدفت هؤلاء الشبان على خلفية مشاركاتهم في الاحتجاجات المطلبية، ثم ظهرت مجموعة استخدمت السلاح كردة فعل على تجاوزات السلطة واستهدافها للمتظاهرين العزل بالرصاص الحي، قبل أن توسع دائرة عنفها إلى اغتيال النشطاء في الطرق وأمام منازلهم كالشهيد الشاب خالد اللباد والشهيد مرسي الربح.
مرآة الجزيرة