الإخوان.. وانحطاط الحياة السياسية.!

عندما تختلف مع أحدهم سياسياً، فمن المنطق أن لا تدخل الله والشيطان، والتاريخ والجغرافيا، ولون الشعر والعينين، ونوع الجينات الوراثية .. في المسألة.
إلا إذا كنت إخوانياً.. مع الإخوان تتجاوز الخلافات السياسية حول المصالح حدودها الطبيعية، ويصبح الخلاف السياسي صراعا دينيا طائفيا مناطقيا عرقيا وجوديا سرمديا.. لا حل له إلا بالاجتثاث والاستئصال!.
تماماً كما في موقفهم وخطابهم تجاه الحزب الاشتراكي اليمني إثر الوحدة اليمنية، الصراع السياسي الخالص بين شريكي الوحدة حينها، تحول على يد الإخوان إلى صراع بين حق وباطل، وكفر وإيمان، وصولا إلى إعلان الجهاد والإفتاء بجواز قتل الأطفال والنساء والشيوخ!
خلال هذه السنوات العصيبة الأخيرة فقط، أثرى الإخوان الوعي واللغة السياسية اليمنية بالكثير من الموبقات: المصطلح العنصري المناطقي،”الهضبة”، والمصطلحات الطائفية الدينية التكفيرية” زيود، مجوس، روافض”، والمصطلح القومي “الفرس”، والمصطلح السلالي العرقي” قريش، بنو هاشم”.. لم تدخل معجم السياسة اليمنية، سوى في عهدهم هذا المتخثر الراهن.
في الواقع، تم أحياناً، خلال آلاف السنين من التاريخ اليمني المثخن بلعنة الحروب الأهلية، إلباس الصراعات السياسية لبوسات دينية وطائفية مزيفة، لكنها كانت حالات شاذة عابرة. فيما اللعب بقواعد مفتعلة لا تنتمي للعبة السياسية، وبأوراق مزيفة من خارجها، أصبح الآن بفضل الإخوان، ظاهرة منهجية سائدة.
منذ بداية القرن الماضي، وخلال كل الثورات اليمنية ٤٨، ٥٥، ٦٢م. لم يحاول أحد استخدام السلاح الطائفي أو العرقي، أو المناطقي، في الصراع السياسي الطويل والمحموم ضد النظام الإمامي البائد..
بعد انتصار الثورة، جرت في النهر مياه ودماء كثيرة، لكن لم تجرِ في لغة اليمنيين، ولا في أذهانهن، نزعات عنصرية زنيمة.
طوال التاريخ، كان الفرقاء اليمنيون رجالا كبارا، يختلفون كفرسان نبلاء، يتقاتلون بشرف، وينتصرون بشهامة، وينهزمون كأبطال، دون أن يفرطوا في القيم الجامعة، والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي”.
حتى جاء الإخوان.. ومن الطبيعي أن يذهبوا كما أتوا.. لكن سيحفظ لهم التاريخ إنجازاتهم في تزييف الوعي، وتلويث الحياة واللغة السياسية بكمٍ هائل من المصطلحات والمفاهيم والممارسات العنصرية المنحطة.
..
✍?د. صادق القاضي

#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز