ما سر الصمت الدولي عن حقوق الإنسان في #البحرين؟
مرت الأحداث الأخيرة التي وقعت في البحرين مرور الكرام، فعلى الرغم من قتل وجرح واعتقال العشرات من المعارضين البحرينيين على أيدي قوات ومرتزقة نظام آل خليفة إلا أن العالم الذي يدعي الحضارة لم يحرك ساكنا ولم يتخذ موقفا من نقض الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلد معظم شعبه مخالف للنظام.
ستة سنوات تمر على بداية الثورة البحرينية على النظام الحاكم، وعلى رغم القمع والانتهاكات المستمرة بحق هذا الشعب والتي كان آخرها ما جرى الأسبوع الفائت من هجوم على منطقة الدراز واقتحام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لحكومة أقلية غير ديمقراطية أن تتمكن من الاستمرار في الاستخدام المفرط للقمع بحق الأكثرية الشعبية الساحقة بهذا الشكل، دون أن تتدخل الدول الغربية التي تدعي احترام حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية، بل وكيف لهذه الدول أن تبقى صامتة أمام هذه الجريمة المستمرة منذ سنوات؟.
لماذا يُغض الطرف عن نظام ديكتاتوري لا يحترم أبسط حقوق الإنسان كالنظام البحريني، وفي المقابل تقوم الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بالتجييش الإعلامي والعسكري والثقافي وبأبشع الوسائل ضد بعض الدول الأخرى التي تقف في مواجهة حركات إرهابية تكفيرية كالذي يجري في سوريا. فتُصوَّر هذه الدول(التي يقف معظم شعبها معها) متطرفة وداعمة للإرهاب، بل وأكثر من ذلك تقوم الأنظمة الديمقراطية الغربية بدعم المعارضة المسلحة كوسيلة للضغط على هذه الدول وعلى شعوبها.
إذا يبدو أن المعايير قد تغيرت والظروف الحاكمة بالنسبة للأنظمة الغربية ولأمريكا يجعلها تهتم بالأبعاد الاقتصادية والأمنية في الدرجة الأولى دون أن تولي أي اهتمام حقيقي بمسائل كانت بالأمس القريب تعتبرها مهمة كالديمقراطية وحقوق الإنسان. فالواقع الدولي اليوم يؤكد هذا الأمر، وإلا فكيف لنظام لا يعرف معنى الديمقراطية كالسعودية أو البحرين أن يصبح نظاما عظيما ومورد استحسان وثناء دول العالم المتحضر.
إنها المصالح الاقتصادية إذا هي المعيار الذي بات الغرب يبني مواقفه حسبها، وهذه المصالح التي تجمع هذه الدول بالبحرين والسعودية (الأم الشرعية للبحرين) والعلاقات الوطيدة السياسية والأمنية إضافة إلى الاقتصادية هي التي جعلت العالم يلتزم الصمت حيال انتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية في البحرين.
العلاقات البحرينية الغربية
شبكة مُحكمة من العلاقات الاقتصادية الأمنية والسياسية تربط البحرين مع الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا كانت كفيلة بأن يصم العالم الغربي آذانه عما تعبر عنه منظمات حقوق الإنسان الدولية إضافة إلى الناشطين المدنيين.
وللإضاءة أكثر على هذه الشبكة نشير إلى العلاقات التاريخية البريطانية البحرينية، حيث تُدير الأجهزة الأمنية البريطانية منذ تسعينيات القرن الماضي ملف الأمن الداخلي البحريني من وراء الستار، وكان لبريطانيا الدور الكبير في مساعدة نظام آل خليفة على إقامة مسابقات الفورمولا واحد عام 2012 م، وهي المسابقات التي يُراد منها إسقاط مفاعيل ثورة 14 فبراير عالميا وإعلاميا. هذا ناهيك عن النفوذ السياسي القوي للانكليز داخل أروقة الحكم البحريني وصفقات السلاح البريطاني التي كانت الأساس في قمع المحتجين خلال السنوات الماضية.
أما العلاقات الأمريكية البحرينية فنكتفي بالإشارة إلى صفقات السلاح بمليارات الدولارات التي وقعت خلال الأعوام الأخيرة، إضافة إلى القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين التي يستقر فيها الأسطول الخامس الأمريكي وهو الأهم في المنطقة وتأكيدا على حسن العلاقات مع أمريكا أتت تصريحات ترامب خلال زيارته الأخيرة للسعودية التي أكد فيها حرفيا أن العلاقات مع البحرين لن تكون متوترة بعد اليوم.
العلاقات السعودية البحرينية
الارتباط البحريني السعودي يحوز أهمية جدا استثنائية بالنسبة للسعودية والبحرين على حد سواء، حيث أن الارتباط التاريخي والجيوسياسي إضافة إلى العلاقات القبلية التي تربط الشعبين جعلا من أمن البحرين جزأ لا يتجزأ من أمن السعودية.
ولذلك فإن آل سعود يخشون على نظام آل خليفة كما يخشون على نظامهم، والسبب أن أي مكاسب يمكن أن يحققها الشعب البحريني على صعيد حريته وقراره السياسي سيؤدي بشكل حتمي ومباشر إلى ظهور حراك شعبي سعودي للمطالبة بنفس المكاسب.
هذا الأمر ينعكس أيضا على اليمن، حيث أن القرب الجغرافي والتبعية التاريخية السياسية للسعودية تفرض على النظام الحاكم في السعودية أن لا يسمح بأي شكل من الأشكال بقيام حكومة حرة ومستقلة في اليمن تريد بناء المجتمع اليمني القبلي، لأن أي إنجاز يمني سينعكس على الاستقرار والثبات النسبي الذي يعيشه الشارع السعودي الداخلي.
أما أهمية السعودية بالنسبة لآل خليفة فالبحث يختلف. آل خليفة يحكمون بلدا صغيرا ذو أكثرية شيعية معارضة، ناهيك عن المعارضة السنية لكثير من سياسات النظام البحريني، هذا الأمر جعل من آل خليفة ملوكا على نظام لا يستطيعون حمايته بأنفسهم، فهم بحاجة إلى عامل خارجي قوي يثبت حكمهم وهذا ما تلعبه السعودية من خلال قربها ومساهمتها القوية في تأمين الأمن الداخلي البحريني، إضافة إلى الدور الغربي والأمريكي الذي أشرنا إليه والمصالح التي تربط السعودية بالغرب وبالتالي هذه المصالح تشكل حماية غير مباشرة للبحرين وهذا الأمر كان كفيلا بعدم تعرضها لأي نوع من الانتقادات السياسية والحقوقية.
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز