لماذا تعز؟
علي نعمان المقطري
لا شك أن محافظة تعز محافظة هامة جداً،..ولها ثقلها السكاني الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.والاستراتيجي والثقافي، ولدور تعز التاريخي الوطني، فتعز كانت خلال العقود السابقة مركز الحركة الوطنية اليمنية ومركز التنظيم السياسي.الجمهوري الذي فكر بثورة سبتمبر ومركزاً للحراك السياسي الوطني خلال مراحل الصراع في الداخل السياسي الاجتماعي، والتأثير السياسي الاجتماعي، كانت قاعدة للثورة التحررية الوطنية ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب، وكانت أيضاً قاعدة رئيسية لثورة سبتمبر ودعمها وإسنادها بالرجال والمقاتلين، وكان لها دور حاسم في حصار السبعين يوماً، وهي التي قادت الصمود في العاصمة وفك الحصار عن طريق المحافظات الأخرى، هذه الأهمية لتعز يجعلها باستمرار مشروع عداء مع الاستعمار والإمبريالية والقوى الرجعية، ومع الرجعية السعودية بالذات، والسعوديون يعرفوا أنه في السبعين يوماً أن أهم الوحدات العسكرية التي قاتلتهم كانت الصاعقة والمضلات،
وأهم كوادر القيادة العسكرية من أبناء محافظة تعز وإب، وبالذات تعز كانت حاضنة للقضية الوطنية وللحراك الوطني الشعبي وحاضنة للفكر الثوري القومي التحرري وللفكر الاشتراكي، حاضنة لكل تيارات الفكر الحديث بما فيها الفكر الليبرالي وفكر الإدارة والتقدم، هذه كلها حضنتها تعز، ومن هنا تعز، بثقلها وبدروها ، بكوادرها، وبنسبة الثقافة والتعليم
فيها، بموقعها الاستراتيجي والجيواستراتيجي سواءً على الصعيد الوطني كمنطقة واسطة تلحم كل المحافظات الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية معاً بلحمة واحدة وهي ملتقى لكل التيارات السياسية
والاجتماعية في الشمال والجنوب، وكذا موقعها الاستراتيجي الدولي حيث باب المندب والممرات الدولية
وجزيرة ميون، هي تتبع محافظة تعز بما فيها من ثقل استراتيجي، وهذا كله يجعلها محل مطمع لكل القوى، سواء القوى الخارجية أو المحلية، وكل قوة تريد السيطرة على اليمن كانت دائماً تضع تعز في مقدمة حساباتها، فإن لم تستطع أن تجتذب تعز إلى صفها؛ هي تعمل على تفكيكها أو تحييدها إلى حدٍ كبير، لأنها تعرف بدون تعز لا يمكن لأي مشروع أن
ينجح سواءً في الشمال أو في الجنوب. وأهم مكسب للعدوان في حال نجاحه هو كسر صمود الشعب وصمود الجيش واللجان، وأيضاً السيطرة على باب المندب والساحل، وهذه المعركة هي الأهم وليست المواجهات في المدينة، والمعركة في المدينة فُجرت لغرض تشتيت القوى الوطنية وإدخال المجتمع في صراعات بينية، بينما تستطيع قوى العدوان أن تقوم بإنزالتها على السواحل وترجيح الكفة لصالحها، المعركة فيتعز ليست تكتيكية بل استراتيجية.
من حوار أجرتهُ معه صحيفة لا