سيدمرون تعز فوق الدمار الذي هي عليه
محمد عايش
سيدمرون تعز فوق الدمار الذي هي عليه، وفقط فقط لكي يُحسِّنوا شروطهم في المفاوضات المنتظرة في جنيف!
سيدمرون تعز في سبيل تحويل تعز إلى مجرد ورقة تفاوضية..
أو إلى مجرد نقطة مخصومة من رصيد الحوثيين ومضافة إلى رصيد السعودية والتحالف!
المعركة التي يتحدثون عنها الآن، لا علاقة لها بإنقاذ المدينة ولا “تحريرها” ولا ايقاف نزيف الدم فيها..
ليست لعيون تعز ولا لخاطرها، بل لعيون “المقايضات” ومن أجل خاطر الصفقات والمساومات.
وبدلاً من أن يكون اقتراب موعد المفاوضات وتصاعد آمال إنهاء الحرب، بشارةً كبرى لتعز، كإحدى المدن الأكثر تضرراً من الحرب؛ تصبح البشارة وعداً جحيمياً.. حيث المطلوب أن تُذبح المدينة قرباناً لإنهاء الحرب!
ما دمتم ذاهبين لتسوية سياسية فهل على التسوية أن تكون على جثة تعز؟!!
في “التسوية”، أية تسوية، سينسحب الحوثيون من تعز إنفاذاً لقرار مجلس الأمن، الذي أعلنوا التزامهم به، لكنهم سيحصلون على مكاسب سياسية في التفاوض قبل انسحابهم، وتفضل السعودية وحلفاؤها، من هادي إلى الإصلاح، أن تموت تعز أو أن تُدفن حيةً على أن يخرج الحوثي منها، بالسلم، ومتفوقاً بنقطة أو نقطتين (سيستثمرها في حصته ضمن تقاسم السلطة في صنعاء والذي سينتج عن التسوية؛ افتراضاً)!
هل مِن جنونٍ أكبر؟! وهل من انعدامٍ للمسؤولية أفظع؟!
هل على تعز أن تدفع الثمن الأخير، والباهظ، لفشل السعودية وحلفائها في تحقيق أي إضعاف حقيقي للحوثي وصالح بما يضمن ذهابهما للتفاوض وهما بلا أوراق قوة حقيقية؟!
كلهم يبكون على تعز
وفي الحقيقة أن تعز لا بواكي لها..
مثلها مثل صعدة تماماً..
فكثرة البكائين هنا، مع استمرار هذا الجنون؛ تعني أن كلاً يبكي على “ليلاه”، وليس بينهم من ليلاه تعز.. أبداً، وإلا لما كانوا مستمرين حتى اللحظة في قيادتها إلى الخراب أو قيادة الخراب إليها.