غسيل الأموال في المناطق التي يُزعم أنها حررت
في شوارع عدن اليوم يمكنك وأنت تمر بشوارع كثيرة ان ترى مجموعة من العمال يجاهدون لأجل رفع لوحة إعلانية كبيرة تبشر بافتتاح مركز صرافة جديد في المدينة التي يقتل أهلها الفقر والجوع والحاجة ..
حيرتني هذه الظاهرة منذ أشهر مضت وانطلقت باحثا عن إجابة لها في كل مكان عند أهل الشأن خصوصا العاملين في مجال الصرافة والشئون المالية والاقتصاد.
وأخيرا اهتديت إلى إجابة آلمتني كثيرا ..
حملت كل تساؤلاتي إلى احد العاملين في البنك المركزي اليمني بعدن
قلت له:” إننا في عدن نرى كل يوم وفي كل شارع يفتتحون محل صرافة صغير فهل هذا دليل نهضة وازدهار ؟؟
ضحك محدثي وارتسمت على محياه ملامح “الحسرة” وقال :” بل هي دليل خراب وان البلد تحكمها عصابات وان القادم أسوأ .
قلت له كيف ، هل لك ان توضح لي الأمر أكثر ..؟
قال :” هذه المظاهر تحدث في الدول التي تشهد حروبا حيث تذهب إيرادات الدولة إلى أشخاص بسبب غياب المسألة وتظهر مراكز قوى مالية تستحوذ على كميات ضخمة من الأموال من العملة المحلية وفي عدن ظهرت الكثير من القوى المالية التي نهبت إيرادات الدولة أو تاجرت بالسلاح أو كسبت مئات الملايين من الريالات من عمليات البسط على الأراضي أو تاجرت بملفات النفط وغيرها .
قلت له :” أكمل .
قال :” بعد عامين من الحرب بات لدى هؤلاء مئات الألوف من الملايين من الريالات اليمنية التي ازدحمت بها بيوتهم ولان مواردها غير مشروعة فأنهم لا يستطيعون استثمارها داخليا ويفكرون باستثمارها في الخارج لكن تأتي مشكلة تحويلها إلى عملة أجنبية .
قلت له :” سهلة سيذهبون إلى اقرب مركز صرافة وسيقومون بالتحويل وينتهي الأمر.
قال :” الأمر ليس بهذه السهولة عمليات التحويل يتم لمبالغ صغيرة للغاية ثم ان تكرار عمليات التحويل سيكون مكلفا وبطيئا ومكشوفا وهؤلاء يملكون أموال طائلة اكتسبوها من الحرب وموارد الدولة وغيرها من الأعمال غير المشروعة .
قلت :” أكمل ..
قال:” لذلك فأن الطريق الأسلم هو افتتاح محل صرافة صغير بتصريح لا تتجاوز قيمته 20 ألف ريال ومن ثم مباشرة عملية بيع العملة المحلية المكدسة وشراء العملة الصعبة التي ستذهب إلى الخارج لاحقا محلات الصرافة هذه لا تقوم بأي عمليات تحويل بين المحافظات ولا بيع أي عملية أجنبية وهنا الكارثة ، سيدفع المواطن البسيط الثمن لان هذا سينعكس على سعر الصرف .
قلت :” مصيبة يا أخي ..لماذا لا يتحرك المسئولون في البنك المركزي لوقف ذلك.
قال :” لا احد يتحرك في عدن أنهم يغطون في نوم عميق ، أنها عصابة كبيرة تنهب كل شيء ويموت البسطاء على قارعة الطريق على امل الحصول على وجبة غذاء واحدة .
قلت له :” شيء مؤلم ما يحدث هنا ، يموت الناس أمام أبواب مكاتب البريد وكل هذه الأموال تتكدس في بيوت هؤلاء الفاسدين ، شيء مرعب ومخيف ومؤلم وغير إنساني ..
من صفحة الصحفي العدني / فتحي بن لزرق