تعز العز

الصين وروسيا تحت المجهر …ورسالة داعش للرئيس ترامب. …

قبل ايام قلائل اصدرت ونشرت داعش في العراق على شبكة التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو يضهر مجموعة من المقاتلين الصينين من الطائفة الاغوارية وهم يتوعدون الصين بالجهاد وتحرير اقليمهم الواقع في الشمال الغربي لصين ذات الاغلبية الاغوارية وهم من المسلمين السنه الذين يتحدثون اللغة التركية
 
، علما انه قد سبق وشهد هذا الاقليم الصيني الذي يطالب بالاستقلال عن الصين. اضطرابات عديدة سحقها الجيش الصيني بقوة وبكل عنف ، إن الدوائر الاستخباراتية الغربية هي من ترعى تأجيج الفوضى في هذا الاقليم الصيني ومحاولة فتح جرح كبير للاستنزاف العملاق الاقتصادي الصيني وادخاله في مشاكل داخلية تعيق الخطط الصينية الاقتصادية و في التوسع العسكري خارج الاراضي الصينية من اجل حماية المصالح الصينية ودعمالخطط الصينية الباحثه عن الموارد في افريقيا وغرب اسيا والذي تشهد تزايدا مستمرا صينيا في بداية. محاولة مد الذراع العسكري الصيني في اتجاه القارات البعيده.
 
ولاجل هذا الغرض بدأ الجيش الصيني بإضافة حاملة طائرات الى تسليح جيشه والتوسع في هذا المجال مما يؤشر الى اصرار الحكومة الصينية الى الذهاب. بجدية عسكريا في. حماية مصادر الموارد التي تحتاجها. وحماية مجال عمل شركاتها في تلك الدول، وكان لدرس الليبي التي تلقته الصين عندما خسرت الكثير من الشركات الصينية لعقودها واستثماراتها فيها بعد الربيع الاخواني الداعشي المدعوم غربيا ولم تستطع الصين حماية مصالحها هناك انذاك . وقد شكل هذا دافع لها في زيادة حجم قواتها في خارج حدود الصين في افريقيا وغرب اسيا
 
ومن قبل جميعنا شاهد الجيش الصيني يتدخل في السودان. بقوة عبر قوات الامم المتحدة وفي اكثر من دولة افريقية ومحاولة اقامة قواعد عسكرية لها في القارة الافريقية وغرب اسيا ، بدلا من الاكتفاء بكون الصين فقط عملاق اقتصادي ينظر الامريكيون لها على انها هي من ستطيح بهم من تصدر الاقتصاد العالمي والسيطرة عليه، ولذلك يعدون الخطط المضادة لتحجيم الصين من خلال دعم حركات التمرد الداخلي او محاصرة الصين بحزام من الدول المناوئة لها سوى في تايون او بحر الصين الجنوبي .
 
وبإعتقادي ان توقيت نشر الفيديو الصيني الداعشي هو رساله من داعش للإدارة الامريكية الجديدة. (و سياسة ترامب المعلنة ) تجاه هذه المجوعات الوهابية الداعشية المتتطرفه ، مفادها لا تذهبوا بعيدا ايها الامريكين في القيام بالتخلص والقضاء على داعش او دعم ذلك في العراق وسوريا واليمن وليبيا. ونذكركم ان داعش تظل تعتبر من الاوراق المهمة التي تحتاجها واشنطن لتحجيم الدور الصيني واستنزافه وزعزعة امن واستقرار الدولة الصينية مستقبلا، فلا تستغنوا وتفرطوا بهذه الورقة .
 
لقد تم نقل الالاف من الصينين الاغوارين الى سوريا والعراق عبر تركيه هم وعائلاتهم وتشيراخر إحصائية لوجود اكثر من 5000 الف مسلح صيني في صفوف داعش والنصرة واشتقاقاتها ، وقد تم توطين المئات من العائلات الصينية في القرى العراقية والسورية بعد ان طردوا اهلها السابقين وخاصة في الرقة وغيرها ، علما انه جرى تدريبهم في الاراضي التركية قبل ادخالهم الى سوريا والعراق عبر معسكرات خاصة لذلك.
 
وبالمثل شهدت سوريا تدفق الالاف من المقاتلين الروس من الشيشان. والقوقاز اليها والازبك ومن وسط اسيا والذين انخرطوا في صفوف جبهة النصرة وداعش واخواتها عبر تركيا والذي كانت للكتائب الروسية الشيشانية دور بارز ومؤثر وقوي في مقاتلة الجيش العربي السوري وحسم المعارك لصالح داعش والنصرة في حلب واريافها ومدن ادلب واريافها وفي الشمال الشرقي لريف اللاذقية وبلدة كسب قبل ان يستعيدها الجيش السوري ، وما يمثل هذا من تداعيات امنية خطيرة على روسيا مستقبلا ، ولاننسى ماحدث من حرب طاحنة وتدمير جروزني بالكامل في حرب شرسة وصفت بالأعنف بين القوات الروسية الفيدرالية والمجموعات الانفصالية الشيشانية ذات العقيدة الوهابية وهي نفسها التي تنشط في سوريا.
 
ان الصين وروسيا يعلمون جيدا بالمخططات الامريكية والغربية في اعداد واستخدام هذه التنظيمات الوهابية المتتطرفه في زعزعة امنهما مستقبلا بعد ان يتم الاطاحة بالنظام السوري وتثبيتهم في مناطق واسعة من العراق والدول العربية لمشروع اضعاف هاتين الدولتين العملاقتين والتين تعد المنافستين الرئيسيتين للامريكا والغرب وبالتعاون من منظومة دول الخليج المنخرطة في دعم المشاريع الامريكية والصهيونية بالمال والسلاح .
 
لذلك رأينا سياسة صينية وروسية اكثر تشداد في ملف الازمة السورية وكيف انهم يعتبرون سوريا هي خط الدفاع الاول لضرب هذه المجموعات وهزيمتها قبل ان تكبر وتنتصر وتشكل خطرا قادما عليهم يزعزع استقرارهم ،
 
قبل ايام قلائل شهدنا استخدام حق النقض الفيتوا من قبل الصين وروسيا في مجلس الامن الدولي ضد قرار يفرض عقوبات على سوريا ، وهذا يضاف لرصيد استخدامهم المتعدد ولأكثر من ثلاث مرات لحق النقض الفيتوا في مجلس الامن ضد مشاريع القرارات والقرارات التي كانت تحاول امريكا وحلفها تمريرها والتدخل العسكري المباشر في سوريا للإطاحة بالنظام السوري طوال اكثر من خمس سنوات من عمر الازمة والصراع في سوريا ،
 
هذا في المجال السياسي اما في المجال العسكري والاستخباراتي فقد كثفت الدولتين الصين وروسيا من نشاطهما الاستخباراتي لمراقبة هذه المجموعات الداعشية الصينية والروسية في سورياوالعراق، وكان التدخل العسكري الروسي المباشر على الارض في سوريا جويا وبريا شكل اكبر مضاهر هذا التدخل في محاربة هذه المجموعات المتتطرفة ، كما ان الصين استمرت وخلال الازمة في سوريا بارسال سفنها الحربية ومدمراتها الى شرق البحر الابيض المتوسط والى قبالة الساحل السوري كما انها فتحت تعاونا اكبر في المجال العسكري والاستخباراتي مع النظام السوري ،
 
والجدير بالذكر انه لم يقتصر عامل محاربة. الجماعات الصينية والروسية الوهابية الداعشية. وحده لتدخل الروسي والصيني في سوريا الى جانب الحكومة السوريا وإنما المصالح الاقتصادية ومنها النفطية والغازية وبقية الموارد العامل الاهم في سوريا وما يوجد من ثروات في الساحل والمياه الاقليمية السوريا في البحر الابيض المتوسط ، وخاصة روسيا التي تعتبر سوريا هي اخر معقل لها في البحر المتوسط والمياه الدافئه.،
 
اضافة الى السعي الروسي والصيني من التخلص من احادية القطبية في النظام العالمي الذي تحتكرة امريكا وحلفائها وتحويله الى التوازن القديم متعدد الاقطاب لكسر الاحتكار والهيمنة الامريكية وما تشكيل مجموعة البريكس والتي تضم الى جانب الصين وروسيا البرازيل والهند وغيرها من الدول كقوة اقتصادية وسكانية ضخمة في مواجهة امريكا والتوازن معها إلا يندرج تحت هذه السياسة.
صلاح القرشي
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز