لم يعد أحد يستخدم مسمى “الجند” إن أراد الحديث عن تعز و إب أو عن “مقاومة تعز”
محمد عايش
لم يعد أحد يستخدم مسمى “الجند” إن أراد الحديث عن تعز و إب أو عن “مقاومة تعز” مثلا..
لا أحد يستخدم “سبأ” إن تحدث عن “مأرب” أو عن “مقاومة مأرب”..
وهكذا في بقية مزعوم “الأقاليم”..
لكنهم لا يتوقفون عن استخدام مسمى “آزآل” في أي حديث لهم عن صنعاء أو ما حولها:
إقليم آزآل …….مقاومة آزآل……..قبائل آزآل………الخ
لماذا؟؟؟!
لأن الأقلمة خُلقت أصلا من أجل ” آزآل ” وبهدف التخلص من ” آزآل “..
ولأن هذه الحرب برمتها قائمة على فكرة أن المشكلة تكمن في هذا المجتمع/ المنطقة، الممتدين من صنعاء إلى ذمار.. واللذين يجري تنميطهما وقولبتهما و “جوهرتهما” تحت مسمى تصنيفي واحد هو ” آزآل “..
ولذلك تلاشت “الأقلمة” وفكرتها في خطابهم وإعلامهم إلا حين يتعلق الأمر بـ” آزآل “..!
آزآل التي تعني في وعي السعودية: الروافض وإيران..!
وفي وعي “هادي”: الانقلابيين!
وفي وعي “الإصلاح” و”المقاومات” التابعة له وللقاعدة: الزيود والسادة!
وفي وعي بعض النخبة التي تقدم نفسها كممثلة لهوية “تعزية”: التخلف والبردقان والهمجية!
وفي الوعي واللاوعي العام لكل هؤلاء، وفي أفضل حالاته، فإن ” آزآل ” هي “الحوثة” و “العفافيش”!
الحوثي وعفاش يتحركان، بالحق أو بستين باطلاً؛ للسيطرة على “اليمن”، كل اليمن، و كقطعة واحدة، و “وطن” واحد من صعدة إلى المهرة..
بينما كل خصومهم يسعون فقط لبناء كانتوناتهم المستقلة عن ” آزآل ” بعد سحق أنف ” آزآل “..
يسعون لإقامة دولة الجنوب.. وبعضهم دولة حضرموت.. وبعضهم لضم تعز إلى الجنوب.. وبعضهم لإلحاق مأرب بشبوة وحضرموت.. و..
وحين يستحي بعضهم الآخر فإنه يكتفي بالتمسك بفكرة “الأقاليم الستة” بشكلها المعتمد من “هادي”.. والهدف في النهاية واحد.
هؤلاء، ونكاية بالحوثي وعفاش و آزآل ، انتهت لديهم فكرة “اليمن” تماما، اليمن كهوية وليس اليمن الموحد فقط..
ولولا أن يُضحكوا الناس عليهم لأعلنوها على الملأ: لسنا يمنيين!! تماما كما فعل بعض مشائخ في حضرموت في رسالتهم الشهيرة لـ”سلمان”: لسنا يمنيين ولسنا جنوبيين ونريد ضم حضرموت للسعودية!
هذه أرخص طبقة سياسية تخوض أرخص حرب ضد بلادها في سبيل أرخص مشروع تمزيقي وبأرخص وعي عصبوي.