محمد عايش : انهم لا يحاربونكم فقط بل يستثمرون حربهم عليكم
هيا بنا نكذب:
السعودية لا علاقة لها ولا لحصارها بأزمة النفط والوقود والسوق السوداء في اليمن.
هيا بنا نجرب الصدق:
منذ ٢٥ يوليو، أي منذ أزيد من ثلاثة أشهر ، لم تدخل ميناء الحديدة قطرة نفط واحدة غير سفينة واحدة سمح لها “التحالف” أخيرا، وبعد ضغوط دولية، وهي الآن في الميناء بصدد تفريغ حمولتها.
حقول النفط ومصافيه داخل اليمن، بكاملها تحت سيطرة حلفاء السعودية، من مارب إلى حضرموت وحتى مصفاة عدن.
كل النفط الموجود في السوق السوداء قادم، في القليل منه، قادم من مارب بشروط حلفاء السعودية نفوسهم، وفي كثيره قادم من السعودية عبر منفذ الوديعة.
كبار حيتان النفط (وواجهات الاستثمار فيه) وعلى رأسهم العيسي وعبد الرحيم، يقيمون في الرياض، ويديرون هم وغيرهم عملية بيع التفط القادم من المملكة في السوق السوداء.
أمام سلطة الأمر الواقع (الحوثيين) حيال ذلك خياران: إما منع السوق السوداء في المناطق الاي تسيطر عليها، وبالتزامن مع استمرار الحصار، فيتسبب ذلك بأزمة جفاف وقود أكثر ضروارة من تلك التي شهدتها البلاد بداية العدوان، فيخلق ذلك حنقا شعبيا قد ينصب على رأس هذه السلطة، أو الخيار الآخر: أن تستسلم لهذه السوق ورغما عن أنفها.
والخيار الثاني هو القائم الآن.
الحرب على اليمن ليست فقط عملا عسكريا، انها أيضا مجال لاستثمار و “بزنس” هائل.
لقد تحول العدوان الى دحاجة تبيض ذهبا في جيوب تجار “الشرعية” (والشرعية كلها تجارة) ولذلك لم يحاوا مشكلة الوقود في المناطق “المحررة”، إذ مثلما السرق السوداء هي السائدة في الشمال، هي كذلك السائدة في الجنوب.
ليس في عدن حوثيين وفيها سوق سوداء
ليس في حضرموت حوثيين وفيها سوق سوداء.
تاجر السوق السوداء هنا هو تاجرها هناك.
سفينة تحمل خمسة ألف طن ديزل وصلت الحديدة قبل أسابيع لمصلحة أحد التجار ولتشغيل مصانعه الخاصة.
اضطر التاجر لدفع مليون دولار إتاوة لـ”الشرعية” (وليس للتحالف) كي تسعى لدى التحالف للسماح لهذه الكمية بدخول البلاد.
وهناك شكوى بتفاصيل الواقعة مقيدة لدى الأمم المتحدة.
انهم لا يحاربونكم فقط بل يستثمرون حربهم عليكم.
هذاه هي الحقيقة وهذا هو “الصدق”، والصدق مضروب هذه الايام في سوق الارتهان للسعودية و أكاذيب السعودية.