رغم الإرهاب وحلفائه، حلب جرحت وتعذبت… لكنها تحررت !
“توجد هنالك -ونحن جميعاً نشعر بذلك- دقائق تتجاوز كل واحدة منها كامل حياتنا البائسة. حلب ! حلب التي جرحت وحلب التي تعذبت وحلب التي انكسرت. والتي، مع ذلك، تحررت ! تحررت على يد شعبها. على يد سوريا التي تقاتل. سوريا الخالدة”.
هذه الكلمات المأخوذة، بتصرف، عن الجنرال ديغول إنما إدرجت في هذا السياق لتذكرنا بأن الشعوب التي لا تريد أن تموت تفرض نفسها أمام العالم. فالشعب السوري الذي نكل به إرهابيون تدعمهم الامبراطورية العالمية وعملاؤها قرر أن يعيش. لم يكن بإمكان بشار الأسد أن يصمد فيما لو كانت غالبية شعبه ضده. وفوق ذلك، فإن جميع هؤلاء الذين كانوا يطبلون لا يستحقون الحياة. كانوا يريدون أن يعاقبوه دون أن يعلموا أنهم كانوا على وشك أن يكنسهم التاريخ الذي عبروا فيه بطريقة مخجلة.
علينا أن نتذكر الآلية الشيطانية التي اعتمدت من أجل تقسيم سوريا وفقاً لمشيئة كل من الإمبراطورية العالمية والصهيونية والتي تم الانخراط في خدمتها بكل مذلة من قبل الأدوات العميلة. أرادوا في البدء تشكيل حكومة في الخارج، واقترحت فرنسا، مع ساركوزي وبعده مع هولاند، رئيساً هو عبارة عن “سوري سابق” يشغل [في فرنسا] كرسياً جامعياً. واقترحت معه إبنة ديبلوماسي سوري كان قد خدم حكم الرئيس الأسد الأب قبل أن يلحظ في نفسه، بشكل مبكر، وجود نفس وروح منشق أورثهما ابنته التي أصبحت فرنسية ولا تتوقف عن تفريغ حقدها المتأجج على الضفة اليسرى لنهر السين. وبهذه العدة أنشأوا مرصداً سورياً لحقوق الإنسان وظيفته إحصاء القتلى والجرحى انطلاقاً من مركزه في لندن. ويقول المرصد بأنه قد أحصى 300 ألف من القتلى في ألفي يوم من المعارك، بمعدل 150 قتيلاً في اليوم ! من يمكنه أن يقدم أرقاماً أفضل ؟!
انكسار الإجماع على مستوى الصحافة الفرنسية
وللغرابة، نلاحظ ان بعض وسائل الإعلام قد كونت وعياً أفضل للمشكلة. لا مشكلة، لأن وصولك متأخراً خير من عدم وصولك بالمرة. وهذا الوعي يتمثل بإدراك أن ما تقوله وسائل الإعلام السائدة ليس كلاماً هابطاً من السماء. وهكذا، نقرأ على الموقع الالكتروني ” Avic” ما يلي : “مع تحرير حلب الشرقية على يد الجيش العربي السوري وحلفائه، يرسل قسم من الصحافة الفرنسية إشارات تدل على التوبة، وذلك عبر إعطاء الكلام لمحللين حقيقيين. في حين يظل القسم الآخر متشبثاً بمواقع البروباغندا الرسمية بالرغم من جميع الشهادات التي تصل من حلب. في الحالة الأولى، نجد أن صحيفة الفيغارو هي التي تفاجئُنا وتتحفنا وتفرحنا أيما فرح من خلال نشرها لمقابلة مع الكولونيل كارولين غالاكتيروس التي تقدم لنا تحليلاً تأخذ فيه الجدية والنزاهة والدقة موقعاً متعارضاً مع ما نقرؤه في العادة على أعمدة الصحافة المأجورة. والأكيد أن الصغار من كتبة صحيفة ليبراسيون العديمي الإحساس، أمثال برنار-هنري ليفي وشركاه، لن يكون بإمكانهم مطلقاً أن ينتجوا خطاباً غير الخطاب الذي يرددونه منذ خمس سنوات خلت. لكن، هنالك صحافيون شرفاء يمكن لخطابهم أن يتحرر قريباً بفعل بداهة الحقيقة.
تهديد عالمي
إدارة أوباما ستسلم مفاتيح السلطة من الآن وحتى أقل من 40 يوماً. كان يمكننا أن نصدق بسذاجة أن حامل جائزة نوبل للسلام قد يسلم إلى خليفته وضعاً أقل خطورة. عبثاً. لماذا ؟ عندما يحصل الإرهابيون في الشرق الأوسط على صواريخ أرض-جو، فإن ذلك هو، وفق تحذيرات الكرملين، أسوأ ما يمكن أن يؤدي إليه القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة برفع الحظر عن إرسال الأسلحة إلى سوريا. فقد علق ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، علق يوم الجمعة في 9 كانون الأول على قرار الرئيس أوباما رفع العوائق الشكلية على إرسال الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية إلى حلفاء الولايات المتحدة في الصراع ضد الإرهاب في سوريا. وجاء في تعليقه أن “الرئيس باراك أوباما قد رفع الحظر عن العوائق بخصوص إرسال الأسلحة إلى سوريا، أي إلى البلد الذي تعتبره واشنطن من البلدان التي تدعم الإرهاب وتأمر به. وقد أرسلنا مذكرة بهذا الصدد إلى المسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية. إن الولايات المتحدة تقصف مواقع داعش في سوريا منذ العام 2014 دون موافقة السلطات في هذا البلد. كما أن وحدات من القوات الخاصة الأميركية تقدم الدعم لجماعات محلية معارضة للرئيس السوري بشار الأسد وتشارك في مكافحة الإرهاب”.
الواقع أن الغرب وحلفاءه لم يتوقفوا يوماً عن تزويد الإرهابيين بالأسلحة والأموال والرجال. لنتذكر أن الإرهاب قد استولى على أراض شاسعة في سوريا والعراق بالتزامن مع الهجوم الذي شنه التحالف الدولي المكون من الولايات المتحدة والبلدان التابعة لها. فبدلاً من محاربة الإرهاب، عمل التحالف على تعزيز قوته وتمكينه من الوصول إلى مواقع استراتيجية، على أساس أن الإرهاب هو ذراع الغرب في مواجهة من يرفضون الانصياع لإملاءاته. ويندرج شحن الترسانة الإرهابية في إطار العمل من أجل تحقيق الهدف النهائي المتمثل بالحرب المتعددة الأشكال ضد روسيا”.
حلب… انهيار الديبلوماسية الغربية
كارولين غالاكتيروس، وهي ضابط برتبة كولونيل في الاحتياط، قدمت تحليلاً ثاقباً حددت فيه طبيعة الأوضاع، وذلك في حديث أدلت به إلى صحيفة لو فيغارو. لنستمع : “استعاد الجيش السوري ما يزيد على 70 بالمئة من حلب الشرقية من أيدي المتمردين. إن بلداناً أخرى يمكنها أن تقترب من روسيا التي عرفت كيف تحمي بنى الدولة في سوريا بالرغم من عملية السطو الدولي على هذا البلد. إن التقدم الذي حققه الجيش السوري مهم فعلاً، خصوصاً أنه سمح بخروج عشرات الألوف من المدنيين نحو الجانب الغربي من المدينة، وحرم الجهاديين من “الدرع البشرية” التي يحتمون بها. وكذلك، حرم خصوم النظام الغربيين من حجة قوية ضد انخراط موسكو العسكري إلى جانب النظام. إن تحرير حلب، فيما لو حدث ذلك سريعاً، سيشكل منعطفاً على مستوى القوى المعنوية الي تتواجه في هذا الصراع اللامتناهي، كما ستشكل خصوصاً نصراً سياسياً رمزياً كبيراً من شأنه أن يعزز ميزان القوى الذي يميل بشكل متزايد لصالح إعادة بناء الدولة السورية. وحتى جون كيرى بدا من خلال التصريح الذي أدلى به في بروكسيل بتاريخ 6 كانون الأول / ديسمبر وكأنه ينفض يده من الموضوع مقتنعاً في ما يبدو بأن معركة إسقاط النظام السوري وتقسيم سوريا قد باءت بالفشل”.
وعن موضوع عناد الإدارة الأميركية الحالية، قالت غالاكتيروس بأن هذه الإدارة “ستواصل بلا شك تقديم الدعم غير المباشر، على الأقل، للجماعات المتطرفة لكي تفسد، إلى الحد الأقصى، مساعي الروس وبشكل أكثر إلحاحاً مساعي الرئيس الأميركي الجديد الذي أطلق حواراً مع موسكو بهدف الخروج بالولايات المتحدة من عش الدبابير السوري. وعلى ذلك، فإن الحرب لن تتوقف فور تحرر حلب، ولكنها ستتوقف عندما تقتنع كل من الدول السنية والولايات المتحدة، وفرنسا على وجه الخصوص، بأنها قد فشلت وتبدأ بالبحث جدياً عن تسوية سياسية مقبولة من قبل روسيا وإيران. عودة روسيا [إلى المسرح الدولي] قد أصبحت بتقديري أكثر من أمر بديهي. لقد أصبحت ضرورة وإن لم يعجب ذلك الكثيرين من “الخبراء” والمعلقين الذين يصرون ويعاندون الحقيقة بنظرهم إلى العالم بعين واحدة وقاصرة. لقد بات من الملح إلى أبعد الحدود أن يصار إلى الاعتراف أخيراً بأن النموذج الضمني للعلاقات الدولية التي سادت منذ عشرين عاماً قد تحطم بشكل نهائي بسبب توجهاته المسرفة. إن المثالية المتأستذة خلف برقع الأخلاق في حين أنها عدوانية مفترسة قد ألحقت بالعالم أضراراً لم يعد من الممكن تجاهلها”.
ما الذي تقترحه روسيا ؟
تواصل كارولين غالاكتيروس حديثها قائلة : “استفادت روسيا من هذا الإخفاق المؤكد فاقترحت إعادة التوازن إلى اللعبة الدولية، والقبول الفعلي بتعددية أقطاب هذه اللعبة، والاقتراب من الغرب الذي ما زالت تعتبر نفسها جزأً منه. وقدمت خصوصاً نموذجاً مرجعياً بديلاً هو خصوصاً أيضاً نموذج مقنع للحماية لجهة مصداقيته وتماسكه وبراغماتيته وقدرته على تحمل الصدمات. وتضيف روسيا إلى ذلك ‘‘عدم التخلي عن الأسد’’ رغم ضراوة الهجمة الدولية عليه، وحماية الدولة السورية من تفكك لن تقتصر مفاعيله السلبية على دمشق وطهران، بل أيضاً على القاهرة والجزائر ودلهي وإفريقيا والإمارات المتحدة وأنقرة وحتى على الرياض بشكل أو بآخر. وحتى الآن، تمكن الروس من تهميش الولايات المتحدة التي بدأت تعاني من كيفية ‘‘دعم الجهاديين دون دعمم’’ ومن ضبط حليفها التركي غير المطيع. أما بالنسبة لباريس، فبدلاً من أن تنخرط في هذا التوجه البراغماتي، فإنها تستمر في المعاندة وفي التهجم على بوتين، والتكلم عن الأسد وكأنه الوحيد في قتل شعبه، وتجاهل الدعم الشعبي للنظام السوري، وكل ذلك بهدف منح المصداقية للفكرة القائلة بإمكانية فرض تسوية من الخارج. فالأسد ليس المشكلة الوحيدة ولا الحل الوحيد. إنه ورقة رابحة في مفاوضات شاملة يسعى كل فريق من المتدخلين إلى الاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن. وإذا ما استمر التقدم العسكري في صالحه، فسيكون بإمكانه أن يفاوض على شروط تسمح له وللمقربين إليه بالتوصل إلى نتيجة مشرفة بعد المرور بعملية سياسية دستورية وانتخابية يمكنه، هو أو غيره من المقربين إليه ممن يشكلون عناصر بارزة في النظام، أن يشاركوا فيها بشكل أو بآخر”.
وتصل متحدثتنا إلى النتيجة التالية : “أعتقد أن عالمنا بحاجة ملحة جداً إلى الواقعية السياسية والاستراتيجية. يجب أن يصار، باسم الحد من العنف البنيوي، إلى فتح عصر من التعاون البراغماتي الكبير وذي الأبعاد الأخلاقية (لا وجود لتناقض بين الأمرين) وذلك عبر التخلي عن الطوباويات القاتلة التي تتمسك بها المثالية المتأستذة في الدعوة إلى الأخلاق والتي عبدت العالم بجثث المدنيين الذين يسقطون على مذبح تطرفنا. إن دونالد ترامب يقوم الآن بإحاطة نفسه بفريق أعتقد أنه بمستوى جيد جداً في مجالي العلاقات الدولية والدفاع. ومرة أخرى، إننا نلقي دروساً ونرفض واقع رئيس جديد لا يعجبنا لأنه لا ينظر إلى العالم من خلال نظارة وردية أو سوداء. وبالتالي، ها إننا (الكلام عن فرنسا) نغرق أكثر فأكثر في الانعزال الديبلوماسي والاستراتيجي. اللهم إلا إذا قمنا سريعاً جداً بإعادة تأسيس كاملة لسياستنا الخارجية على أساس من السيادة والاستقلال والواقعية والجرأة والكرم. وذلكم ليس خياراً، بل هو أمر لا مناص منه”.
الحل من منظور بوتين
لا تتوقف البلدان الغربية عن طرح مشاريع القرارات المطالبة بوقف إطلاق النار من أجل إخلاء المدنيين والجرحى. والعجيب أنه عندما تطرح الحكومة السورية هدنة تحت إشرافها لإخلاء المدنين الذين يتم استخدامهم كدروع بشرية مع تجنب تسلل الإرهابيين بينم، يقوم الغرب ومعه المعارضة “المعتدلة” بالتهجم على عمليات الإخلاء هذه ويصفها بأنها أعمال “تطهير عرقي”، مع أن ما يقوم به الإرهابيون هو احتجاز رهائن. وقد اقترحت روسيا إيجاد ممرات لإخلاء المدنيين، ولكن هذا الإقتراح تم رفضه من قبل عدد من المنظمات غير الحكومية ! أما لماذا يرفض الغرب ومعه الوكالات الإنسانية عمليات الإخلاء هذه فبسبب الخشية من قيام الأسد وحلفائه باستخدام خروج المدنيين كمبرر لشن غارات أكثر عشوائية على الجانب الشرقي من حلب، بحجة أن الذين يرفضون الخروج قد اختاروا طلب المساعدة من “الإرهابيين”.
وهنا، علينا أن نتذكر : كانت هنالك هدنة إنسانية اتخذ القرار بشأنها من قبل الدولة السورية وروسيا. وكان فلاديمير بوتين قد بين موقف موسكو من هذا الملف في لقاء جمعه بآنجيلا ميركل وفرنسوا هولاند. وفي 18 تشرين الأول / أكتوبر، أوقفت القوات الجوية الروسية والسورية قصفها لحلب، وشدد الرئيس الروسي بشكل خاص على أهمية الشق السياسي من العملية، أي على صياغة وإقرار دستور يكون من الممكن على أساسه إجراء انتخابات انتقالية والتوصل إلى التوفيق مسبقاً بين مواقف الأطراف المتصارعة. لكن الغربيين تصوروا أن أمنياتهم هي عين الواقع وأن بإمكانهم أن ينزلوا العقاب، كما في أزمنة الاستعمار الخوالي، بمن يشاؤون. فمن واشنطن إلى باريس وبرلين، سمع الكلام أيضاً عن إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين السوريين وحتى الروس وتوجيه التهمة إليهما بارتكاب “جرائم حرب” في حلب. وقد أدرجت هذه المسألة في جدول أعمال اجتماع مجلس أوروبا المنعقد في العشرين والحادي والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر. لكن غالبية بلدان المجلس قد مانعت في فرض عقوبات على موسكو في الملف السوري من نوع تلك التي فرضت وطبقت بناجعية بهدف الضغط على موسكو في هذا المجال.
مشروع السلام المقدم من الاتحاد الأوروبي بخصوص سوريا
“على ضوء اعتباره أن الولايات المتحدة لن تتدخل في سوريا بعد وصول دونالد ترامب إلى قمة السلطة، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذ الجهاديين في سوريا. ففي أواخر تشرين الثاني / نوفمبر، اقترحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، على محاوريها الخليجيين تقديم مشروع لإقامة حكم لامركزي في سوريا. فبالنظر إلى كون الرئيس الأسد سيبقى في الحكم، يتخيل الاتحاد الأوروبي نظاماً سورياً تحتفظ فيه الحكومة في دمشق لنفسها بالسياسة الخارجية، في حين ستتمتع المحافظات بحكم ذاتي. وعليه، فإن الجهاديين سيكون بإمكانهم أن يواصلوا احتلالهم لقسم من البلاد. لكن المشكلة هي في كيفية إقناع ملايين الناخبين السوريين الذين أوصلوا بأصواتهم الرئيس الأسد إلى الحكم والذين يستعدون الآن للاحتفال بالانتصار… في كيفية إقناعهم بالموافقة على هكذا تسوية. ثم إن الاتحاد الأوروبي ينوي تقديم مساعدة مالية ضخمة إلى الحكومة السورية شرط أن تسمح ببقاء الإرهابيين السوريين في الحكم. وبهذا الصدد، تقول صحيفة التايمز البريطانية أن الاتحاد الأوروبي ينوي اقتراح تقديم مساعدات مالية إلى دمشق مقابل الإبقاء في السلطة، في مناطق معينة من سوريا، على “معارضين” سوريين ممن شاركوا في الأعمال الإرهابية. بكلام آخر، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى رشوة الرئيس الأسد لكي يوافق على تفكيك سوريا. إن الأسد الذي يقاتل منذ ما يقرب من ست سنوات لكي تبقى بلاده موحدة، ولكي يُرمى الإرهابيون خارج الحدود، لا يمكنه مطلقاً أن يضعف أمام الإغراءات. خصوصاً وأن الذين يقدمونها عاملوه، هو وشعبه، بأبشع الطرق الممكنة.
إن هذا العرض المالي القميء منسجم تماماً مع سياسة هؤلاء المتعفنين من قادة الاتحاد الأوروبي. ونحن لسنا عديمي الذاكرة لكي ننسى بأنهم، هم، من ساعدوا على توسع رقعة الحرب وموت الناس بالألوف. وبعد الاقتراح الذي سبق وتقدم به ستيفان دو ميستورا بوضع حلب الشرقية تحت إدارة “المعارضة”، جاء دور الاتحاد الأوروبي للقيام بالمساعي الحميدة الهادفة إلى جعل الخاسرين يربحون بشكل آخر “متفاوض عليه” بقوة المليارات!!! بعد فشل التلاعبات والابتزازات بالشأن الإنساني وبالهدنة تلو الهدنة، ها إن الاتحاد الأوروبي يتحول، في محاولة أخيرة، إلى حمال للحقائب المحشوة بالأوراق النقدية لصالح التحالف والإرهابيين. لم يقبل الأسد مليارات حكام الخليج، فليست بضعة ملايين هي التي قد تدفعه إلى التراجع.
نيران مضادة : منذ السبت الماضي، سيطر الجهاديون على الشمال الغربي للمدينة التي سبق أن طردوا منها في آذار / مارس الماضي على يد القوات السورية المدعومة روسياً. بعد حلب، ستركز كل من موسكو ودمشق جهودهما على محافظة إدلب التي ما تزال خاضعة للإرهابيين. أكثر من عشرة آلاف مدني فروا من المناطق الخاضعة للإرهابيين في حلب منذ منتصف الليل الماضي بسبب القصف العنيف. وسائل الإعلام الغربية لا تتعلم شيئاً من التجارب : لا تخفي تلذذها وهي تعلن أن الإرهابيين قد عادوا إلى تدمر. كما ولوأن الكراهية متلازمة مع مشاريع القادة الغرببيين الذين ما يزال يهدهدهم وهم الانتماء إلى العرق الأعلى الذي لا يشكو من أي تناقض !
الكاتب : Chems Eddine CHITOUR ، ترجمة :عقيل الشيخ حسين
المصدر / العهد الاخبارية عن موقع Le Grand Soir الالكتروني
#تعز
#جرائم_داعش_في_تعز