أبناء زايد. . والسباحة في الدم!!
للأشقاء الإماراتيين إدارة في عدن. تذكرني التسمية بالإدارة الأميركية في العراق بعد احتلاله. . إنها رغبة القبّرة في أن تصبح نسراً!!
قبل أيام، اجتمع القائم بأعمال الإدارة الإمارتية بمسؤولين محليين في عدن، ووبخهم بسبب تدهور الأمن، كما ناقش معهم ضرورة التسريع بدمج المقاومة في الجيش والأمن!!
كنت أود أن أعرف، لماذا تحدث عن هذه القضايا مع مديري مؤسسات مدنية كالكهرباء والمياه، و فروع الوزارات كالتربية والأشغال!
الغريب أن الصحافة العدنية لم تسأل عن ذلك، بل تناقلت الخبر بحفاوة؛ بما يشير إلى أن الإمارات أصبح لها طبالون وفرقة إنشاد كالسعودية!!
حتى في هذا الأمر صارت أبوظبي تنافس الرياض، وربما لذلك أطلق السعوديون أيادي حلفائهم وصنائعهم (القاعدة وداعش)، لإجبار أبناء زايد على عدم «الخروج عن النص»، والالتزام بحدود الدور المرسوم لهم في عدن!!
ولنراجع ما حدث:
كان على الإمارات – بوصفها من توابع البروست السعودي- أن تعلن تأييدها لـ”عاصفة الحزم”، وتشارك فيها بصورة رمزية.
طبعا لم نكن نتوقع أن تعارض مملكة الرمال أو تلجم أحقادها، لكنها تورطت بأكثر من المشاركة الرمزية؛ فسمحت لقواتها أن تنتهك السيادة اليمنية، وقبلت أن تستلم مطار عدن، وتشرف على عمل أقسام الشرطة، وتؤدي دور الغني ذي الأيادي البيضاء على أهله الفقراء. ويوما بعد آخر، بدأ الإماراتيون يدسون أنوفهم في أمور أخرى، مستميلين بحاح، ومحولين علاقة التحالف مع الرياض إلى تنافس، وصراع صامت…
أما عدن، فغرقت في الظلام، وبرك الصرف الصحي، وظل مستحقو المساعدة يتفرجون على حزب الإصلاح وهو يوزع الإعانات لمن يريد.
في البداية، اشترك الإماراتيون في معركة عدن مع القوات التي تضم مليشيات هادي وعناصر تنظيم القاعدة ومرتزقة من جنسيات متعددة، ثم عارضوا التقدم باتجاه تعز، مصممين على أن الأولوية لتثبيت الاستقرار في محافظتي عدن ولحج، ومكافحة الإرهاب؛ ما أثار حفيظة الرياض التي اتبعت سياسة تدليل الإرهابيين وتذليل العقبات أمام سيطرتهم على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية.
بعدها، تكبد الإماراتيون خسائر فادحة ومتوالية، في صافر وعدن. تعرض جنودهم للكمائن، والاختطاف والذبح. وبينما ظل السعوديون في مأمن من سكاكين داعش ونيران القاعدة، وصل الانتحاريون إلى مقرات القوات الإماراتية المحاطة بإجراءات أمنية مشددة!!
كل ذلك يقود الأعمى ليلمس أن السعوديين قرروا معاقبة شركائهم في قتل اليمنيين ومحاصرتهم. قرروا أن يذكروا عيال زايد بأن للعبة الموت أصولها، وأنهم لا يزالون مبتدئين في الرياضة التي يجيدها آل سعود منذ تأسيس دولتهم.. “السباحة في الدم”!!