السيد نصر الله: فاجعة منى تعبر عن قمة إستهتار حكام السعودية
وفي كلمة له خلال الإحياء العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع) أشار السيد نصر الله إلى أننا نشهد حراكاً شعبياً قوياً في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة بما يشبه بداية إنتفاضة ثالثة، فيما يسود القلق في بعض الدول التي تعتبر نفسها معنية بموضوع فلسطين.
لفت إلى أن الأميركيين والإسرائيليين يفترضون أنه من المنطقي أن يعيش فلسطينيو الداخل حالة يأس وإحباط بما يمنع أي حركة إيجابية في الميدان، فإستغلوا هذه الأوضاع لزيادة الإستفزازات لاسيما في ما يخص تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، بينما أثبت الشعب الفلسطيني أنه الأقدر على مواجهة هذا الإستفزاز وحماية المسجد الأقصى.
وأكد السيد نصرالله أن شعوب منطقتنا معنية بتحمل المسؤولية وتحديد مصائرها بالدماء والدموع من دون انتظار مساعدة أحد مشدداً على أنه لا يوجد خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة والإنتفاضة ليفرض إرادته على محتليه.
واعتبر أن مأساة منى تعبر عن قمة إستهتار حكام السعودية بكل المقدسات الإسلامية وشعائر الإسلام وعن مدى إستكبارهم وإستعلائهم وإستهتارهم بعقول ودماء المسلمين، مشيراً إلى أن هذه الفاجعة لا يجوز أن تنسى. ورأى أن الأسوء مما حصل، هو انه ممنوع على احد ان يتحدث عما حصل، وممنوع المطالبة بتحقيق واعتبار المطالبة بذلك بانه تسييس!.
وأكد السيد نصرالله أن سيكون لهذه النفوس الزكية التي ازهقت في منى بسبب التقاعس والتقصير والفشل، وبعد ذلك الاستعلاء، سيكون لها الاثر العظيم على انتهاء هذا الظلم التاريخي الذي يلحق بالامة وبالحرمين الشريفين الذي يمثله هؤلاء الحكام.
وعن الأزمة في البلاد العربية، رأى ان الحرب الكونية لا تزال مستمرة على سوريا، مشيراً إلى أن “اعمال القمع بحق الشعب في البحرين ومنعه من ابسط حقوقه الانسانية وسد الافق امام اي حل سياسي لائق لا تزال مستمرة”.
ولفت إلى “استمرار معركة العراقيين بوجه تنظيم “داعش” والارهاب واصفا هذه المعركة بانها مصيرية للشعب العراقي .
كما تطرق الى تصاعد حالة الاضطراب في عموم دول المنطقة وصولا لتركيا” مشددا على أن “منطقتنا تدخل عامها الهجري الجديد بعنوان الحرب المسيطرة”.
وحول الأوضاع في لبنان، قال إنه في لبنان انتهى العام الهجري مع إفشال كل محاولات التوصل إلى حلول سياسية، معتبراً أن لدينا إيجابيتان هما الاستقرار الأمني والحوار القائم بين القوى السياسية، لافتاً في الوقت عينه إلى أن من أفشل مساعي الحلول في لبنان سيكتشفون أنهم أخطأوا كثيراً.
وبشأن المناسبة العاشورائية، رأى السيد نصرالله أنه من خلال إحياء الليالي العاشورائية نحاول أن نؤدي جزءاً من حق النبي (ص) وآل بيته (ع) على هذه الأمة منوها الى انه علينا أن نعلم بأن اهتمامنا بالمناسبة العظيمة فيها الكثير من بركات الدنيا والآخرة، وبالتالي علينا أن نحرص على إظهار الحزن والأسى والابتعاد عن مظاهر البهجة والسرور.
ودعا السيد نصرالله الجميع إلى الحضور المباشر في المجالس العاشورائية، مؤكداً أن الحسين (ع) وزينب(ع) أعز علينا من أي عزيز ولذلك يجب أن نعبر هذه الايام والليالي عن تاثرنا في هذه الحادثة التاريخية.