الانتفاضة الفلسطينية | خمس عمليات في قلب «إسرائيل»
تعز نيوز: فلسطين
وفي اليوم الثالث عشر لانتفاضة فلسطين، انتفت الخطوط الحمراء. لا شيء يمنع المتهافتين على الشهادة من غرز سكاكينهم في قلب تل أبيب.
هكذا، افتتح الفلسطينيون يومهم بخمس عمليات متتالية، كان أبرزها عملية نفذها مقدسيَان، حيث أطلق أولهما، وهو بهاء عليان، النار في حافلة «رقم 78» في حي «أرمون هنتسيف» في القدس قبل أن يسقط شهيداً، فيما قام بلال أسعد بطعن الركاب، ما أسفر عن مقتل إسرائيليَيْن وجرح ستة عشر آخرين، بينهم ثمانية بحال الخطر. وبعد تنفيذ العملية اعتقل أسعد على يد قوات الاحتلال.
أما العملية الثانية، فقد نفذها المقدسي علاء أبو جمل، على مقربة من محطة الحافلات في القدس، حيث دهس خمسة مشاة، قتل أحدهم وأصيب أربعة بإصابات خطرة. وأيضاً في باب العامود في البلدة القديمة في القدس، استشهد مقدسي بنيران العدو، بعدما نفذ عملية طعن قتل فيها إسرائيلي. وفي رعنانا، بالقرب من عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب، نفذ الشاب طارق خليل دويك (22 سنة) عملية طعن، أصيب خلالها بجروح خطرة، فيما أصيب الإسرائيلي بجراح متوسطة.
كذلك أفيد، قبل لحظات، عن عملية طعن أخرى في رعنانا أصيب فيها 5 إسرائيان أحدهم جراحه خطرة.
وفي اليوم الثالث عشر أيضاً، كبُر خوف العدو الإسرائيلي، فصار يطلق نيرانه لمجرّد الشبهة. وكبُرت لائحة الشهداء، حتى أصبحت اليوم تضمّ سبعة وعشرين شهيداً، من غزة إلى الضفة فالقدس. وهو ما أكّدته وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة إلى أنه «منذ بدء الانتفاضة الشعبية مطلع الجاري، بلغ عدد الشهداء سبعة وعشرين شهيداً، من بينهم سبعة أطفال، فيما بلغ عدد المصابين بالرصاص الحي والمطاطي أكثر من ألف وأربعمئة شخص، وأكثر من أربعة آلاف مصاب بالاختناق جراء الغاز المسيّل للدموع». وينقسم الشهداء ما بين ستة عشر شهيداً في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وأحد عشر شهيداً في غزة.
وبالنسبة إلى حصيلة يوم أمس، فقد أصيب خمسة وعشرون مواطناً في الخليل ورام الله ونابلس وطولكرم، خلال المواجهات مع قوات العدو، بينهم واحد وعشرون مصاباً بالرصاص الحي. وفي الخليل أيضاً، أصيب طفل في السادسة عشر من عمره في بطنه بالرصاص الحي، ونقل إلى مستشفى «الأهلي» في المدينة لتلقي العلاج. أما في بيت لحم فقد أصيب طفل في الثانية عشر من عمره بقنبلة غاز في وجهه، وأصيب شاب آخر بالرصاص الحي، قبل أن يخطفه جنود العدو إلى جهة مجهولة.
وفي هذا الإطار، يلفت وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد إلى أن هذه الحصيلة تؤكد استهداف العدو للأطفال بشكل مباشر، حيث تركزت جميع الإصابات في الأجزاء العلوية من أجسادهم.
في سياق منفصل، صادق «الكنيست» الإسرائيلي، مساء أمس، على اقتراحين قانونيين ينصان على تشديد العقوبات على «ملقي الحجارة وذويهم وكل من يحاول المس بإنسان آخر باستخدام السلاح».
وجاء في أحد نصوص الاقتراح الأول، بأن كل «من يصيب إنساناً آخر بضرر ويلحق به الأذى مستخدماً حجراً أو سكيناً أو مقلاعاً أو أي سلاح آخر يعاقب بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات، كما يُحرم هو وذووه من المخصصات الحكومية التي تندرج ضمن حقوقة كمواطن».
أما الاقتراح الثاني، فيتضمن فرض غرامات ماليّة على أهالي قاصرين يدانون برشق الحجارة، ويجبرهم على دفع تكاليف المسار القضائي كاملاً، إضافة إلى دفع مبلغ من المال لمن وقع عليه الضرر.
وصادق «الكنيست» على الاقتراحين في القراءة الأولى بغالبية اثنين وأربعين عضواً مقابل أحد عشر عضواً، ومن المتوقع أن تطرح تعديلات للمصادقة عليها في القراءتين الثانية والثالثة في وقتٍ لاحق.
وتعد هذه التعديلات دليلاً واضحاً على سيطرة الحكومة الإسرائيلية على جهازها القضائي ومحاكمه، فهي التي تفرض العقوبات وتحدد الحكم مسبقاً، فيما ينطق القاضي بالحكم. لا أكثر من ذلك ولا أقل.
(الأخبار)