اللاجئ حميد الاحمر .. خرج من صمته متوعداً هادي وقبيلة حاشد.. ومبشراً بانفصال الجنوب
- بعدَ 200 يوم من العُـدْوَان على الـيَـمَـن يخرُجُ حميد الأحمر من مخبأه، عارضاً خدماتِه على الرياض التي ما زالت تصُــدُّ أبوابها في وجه نجل أكبر شيخ قبلي يمني ارتبط بآل سعود خلال نصف قرن تقريباً.
وكان لافتاً أن القياديَّ الكبيرَ في حزب الإصلاح، ورجل المال والإعلام الشهير لم يجرؤ على التحدث مباشرةً مع وسائل الإعلام، مكتفياً بنافذة فيسبوكية استعان فيها بصديقٍ قام بعرض الأسئلة والإجابات بعناية فائقة، تدُلُّ على حجمِ الخَوف والارتباك الذي يعتري الأحمر بعد أن كان فارسَ الخطابات المتلفزة في عـز (الربيع العربي).
غازَلَ الأحمر دولة العُـدْوَان، واصفاً علاقتَهم –كمرتزقة- بالسعودية أنهم “رفاقُ سلاح”، متطلعاً إلى صداقةٍ حقيقية تجمعهم بالمملكة، التي قال انها تخافُ من وجود الإصلاح في كل قرية يمنية، ومنتشياً بمآلات الوضعِ في الجنوب قائلاً: حزبُنا موجودٌ في الجنوب والمعركة الأخيرة أظهرت قوتنا وشاهد كل الناس حقيقتنا.
لم يتحدث الأحمرُ عن دعم الشرعية وهادي؛ لأن الأخيرَ –بنظره- يحملُ مشروعاً صغيراً لا أكثر. ولا يبدو أن بإمكان الإصلاح ورئيسهم ( الشرعي) أن يتوافقا سياسياً، خاصة أن هادي متهم من قبَل الإخوان بالضلوع في مؤامرة قضت على نفوذ الإصلاح وبيت الأحمر (علي محسن وأولاد الشيخ عبدالله).
وللتدليل على عُمق الخذلان الذي شعر به الإخوان وبيتُ الأحمر، كشفت المقابلة عن مشهد مُهين، جمع هادي بحميد الأحمر بعد أحداث عمران العام الفائت:
“رحت لهادي وجلست على ركبتي قدامه، وهو فوق الكرسي. قال لي قوم قلت له: لا والله لن أكلمك إلا هكذا، أتوسل إليك، افعل شيئاً. سأغادر الـيَـمَـن إذا شئت وأعلن اعتزالي العمل السياسي لخمس سنوات. سنخرج أنا وإخواني من الـيَـمَـن إذا شئت. إذا كنت تريدُ الخلاصَ من عيال الأحمر أرجوك لا تجعل هذه الرغبة سبباً في تدمير الـيَـمَـن، والحوثيون لا يريدون عيالَ الأحمر بل هذا الكرسي . أرجوك افعل شيئاً. وبقي هو صامتاً”.
لم يقل حميد هذا الكلام وإلا وقد أخذ نفَساً عميقاً، وكأن لسانَ حاله يقول لهادي: الأيام بيننا.
قبيلة حاشد كانت هي الأخرى نافذة للبوح، ومرمى للوعيد.. عاتب حميد الأحمر أبناءَ قبيلته؛ لأنهم لم يدافعوا عن بيوت أسرته وأموالهم، متوعداً إياهم عند عودته – إن عاد أصلاً-: الآن بيننا دولة، علينا كلنا، لم تحموا أموالي ولا حافظتم على أرواحكم، ليس لكم أيُّ فضل علينا، ولم تعودوا تحرسوننا، فأنتم لم تفعلوا ذلك وتفرجتم على أموالنا وهي تنهب. الآن ستكونُ هناك دولة فوقنا جميعاً ولا فضل لأحد على أحد.
يتوقع حميد متوهماً، أن نهايةَ “صالح والحوثي مسألة وقت قريب”، وكما كان يفاخر دوماً بقبيلته وبالشيخ صادق، ها هو يراهن على بطولات أخيه الأصغر هاشم الذي انخرط في جبهات المرتزقة تمهيداً لعودته وأمثاله من عملاء الرياض.
لكنه يعرفُ أن العودةَ إلى السلطة تحتاجُ إلى إعلان الطاعة من جديد لآل سعود، خاصة وأن الرياض قد اكتشفت أن الاصلاح صديقها الحقيقي، كما قالت اللومند الفرنسية.
لا يعرف حميد كيف يبدد مخاوف الرياض، فقد سبق أن طالبها بتحرير تعز “لكي نعود إليها”.
لم تتحرّر تعز ولم يعد حميد.. لكن طموحات الشاب الأربعيني في السلطة تحمله إلى التضحية بما هو أكبر: وحدة الـيَـمَـن.
هل حزب الإصلاح مستعدٌّ للتنازل عن الوحدة؟
سؤالٌ انتظره بفارغ الصبر ليعلنَ في إجابته عن ملامح الصفقة المنتظرة.
يجيب حميد: إذا كانت رغبةُ الجنوبيين في الانفصال على عيني ورأسي.
– ولن تقاتلوا؟
أجاب وهو يحاولُ أن يضعَ رجلاً على رجل: نحن لا نقاتل ضد رغبات الناس.
– لكنكم حزب وحدوي!
جاءت الإجابةُ في وادٍ آخر، ولكن اللبيبَ أدرك أن حميد مستعدٌّ أن يسيرَ مع الرياض في مشروع انفصال الجنوب حتى يستعيدَ بعضاً من سلطته ونفوذه وإن في حاشد لوحدها.
مع ذلك يبدو أن حميد قد فشل في اختيار المدخل المناسب لإرضاء الرياض، التي وجدت ضالتها في الإصلاح ليس كحزب سياسي وإنما كمليشيا داعشية. وهذه هي المهمة المطلوبة سعودياً لحميد الأحمر..أمير في داعش، لا أقل.. ولا أكثر!.