لله ثم للتاريخ
بقلم / عبدالرحمن العامري
بإمكان السيد عبدالملك الحوثي أن يعيش في طيرمانة عالية عن أوجاع وهموم الشعب بإمكانه أن يكون (هتلريا) يجد المبرر للتخلي عن المسؤولية ولن يمنعه من ذلك علي البخيتي أو مروان الغفوري أو سام الغباري
وهو حين يتحدث عن التبرع للبنك المركزي فيعني هذا الإحساس بالمسؤولية وبالعزة والكرامة أيضا
هو يقول بإختصار إما نبني وطننا واقتصادنا بأنفسنا وإما أن نستسلم للعالم الجبان ونضع كرامتنا وعزتنا وشرفنا في متناول أيديهم وكما نعلم فإنها لم تنهض أمة ولم ينهض شعب عاش في ربقة التبعية للبنك الدولي والأمم المتحدة على الشعوب الضعيفة.
ليس هذا ما أعنيه هنا
ما أعنيه هو أن السيد عبدالملك الحوثي عندما تحدث وقال نتبرع حتى بخمسين فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على بساطة الرجل ،على ريفيته،على معايشته لطبقة الكادحين والفقراء (البروليتاريا) بل وانتماءه لهذه الطبقة
لو كان غيره من أصحاب الكروش الكبيرة ،(الثوريين الذين تورموا حتى صاروا بلا رقاب)مع الاعتذار لمظفر النواب..لو كان من أولئك لن يتكلم ويقول تبرعوا ولو بخمسين ريال
لأن أولئك لا يتكلمون إلا بالاعداد المجاورة للستة أصفار ولا علم لهم بأن غالبية الشعب مايزال يتعامل بالأعداد المجاورة للصفر أو الصفرين أو الثلاثة إن تيسر الحال
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الفقراء الكادحين الذين توجه السيد بالخطاب لهم هم أخوف على وطنهم وأكثر حرصا عليه من غيرهم وإذا كان الكثير منهم مستعد للتضحية بدمه فكيف لن يقدم خمسين أو مئة ريال لصالح اقتصاده.