السعودیة إستخدمت غازات سامة ضد الحجاج؟!
لا شك ان في القضية علة… لانه ليس من المعقول ان يحدث التكدس بالطريقة التي اشرنا اليها، ولا يمكن ان يصدر هكذا فعل عن انسان عاقل، فكيف اذا كان هذا العاقل في الحج؟ وفي مكان الاحرام حيث يحرم الله قتل اي حيوان مهما صغر، فكيف بقتل الانسان وامتطاء جثته للموت فوقها؟
فهل من اجابة عاقلة ومنطقية عم حدث ؟
في المبدأ يجب ان تقدم السلطات السعودية الاجابة على التساؤلات المطروحة. وبما ان السعودية :
– لم تجب عن الاسئلة المطروحة، لا بل ترفض الاجابة
– تكتفي بتحميل المسؤولية للضحايا دون ان تقدم مبررات لما حدث.
– تتخلى عن مسؤوليتها وترفض تشكيل لجنة تشارك فيها دول الضحايا.
ومع طرح الاسئلة التالية:
– لماذا ترفض ان تشارك دول الضحايا بالتحقيقات ان كانت بريئة مما حصل؟
– لماذا ترفض منح تأشيرات دخول للجان التابعة لدول الضحايا؟
– لماذا تحظر بقوة وتحذر من نشر اي افلام او صور للكاميرات المنتشرة في منطقة المجزرة؟
– لماذا لم تعلن بعد مرور اسبوع على المجزرة، الارقام الحقيقة لعدد الضحايا وجنسياتهم وعدد الجرحى والمفقودين طالما ان الحدث حصل في بقعة جغرافية ضيقة جدا ومحددة؟
– لماذا تتعامل السعودية واعلامها مع المجزرة بتجاهل وكأن الكارثة فعل ماض حدث في دولة اخرى.
امام هذه الوقائع نجد انفسنا مجبرين على البحث عن اجابات مقنعة، تعتمد على شهادات الشهود والخبراء والمشاهد المسربة والتحليل الموضوعي منطلقين من عنوان اكيد هو ان هناك سبب، والا لما حدثت الفاجعة.
المستشار السابق لوزير الصحة المصري الدكتور عبد الحميد فوزي ابراهيم ابو السعد المقيم في السعودية، وجه رسالة الى الملك السعودي، يقول فيها ما نصه، إنه بعد مروره “على جميع مستشفيات المشاعر في منى وعرفات ومكه – بحثا عن ابن شقيقه المفقود في المجزرة- وأعني بكلمة جميع أي كلها بدون استثناء بما فيهم مديرية الشؤون الصحية بمكة ومن خلال تجربتي، التي تعد أكثر من ثلاثين عامًا في الإدارة الطبية لاحظت ملاحظتين في غاية الأهمية”:
الاولى، اشاد فيها بالكادر الطبي البشري السعودي.
والثانية قال فيها ما نصه “أنني لاحظت يا سيدي (اي الملك) على معظم المرضى الذين شاهدتهم بنفسي أنهم يعانون حالة غريبة من فقدان الذاكرة وليس بهم أي خدوش أو رضوض أو أي إصابات، وهذه ليست حالة أو حالتين بل عشرات الحالات مما اضطر المستشفيات ان تقيدها في السجلات تحت اسم ((مجهول)) لأن المريض لا يستطيع أن يتذكر اسمه أو اسم بلده أو أين هو، وأيضا هناك العشرات من الموتى الذين عاينتهم في الثلاجات لا توجد على أجسادهم أي إصابات ظاهرة يمكن أن نحكم بها على سبب الوفاة مما يحتم ضرورة تدخل الطب الشرعي، ليقول كلمته الفصل في هذا الموضوع، أرجوكم – اي يا ملك – التدخل لمتابعة هذه الشكوى حفاظًا على أرواح المسلمين لأن هذه الحادثة وما نتج عنها ينافي العقل والمنطق ويؤكد الشك فيه ملاحظات عين خبيرة”.
ويضيف مستشار وزير الصحة المصري السابق “أشك سيدي ولي كامل الحق في شكي هذا، بوجود يد آثمة وراء هذا الحادث المريع وشكي في تفجير قنبلة من غاز ما داخل هذا التجمع الكثيف المتداخل من الحجاج أدى إلى وقوع هذا العدد الرهيب من الشهداء والمصابين وقد شاركني هذا الشك العديد من الاخوة من كبار الأطباء في تلك المستشفيات”.
وفي مقابلة على قناة CBC المصرية (هذا رابطها لمن يرغب www.youtube.com/watch?v=-RsPFWxLY_c) يقول المستشار المصري عبد الحميد فوزي انه “لا يوجد شي في الطب يقول ان التدافع يؤدي الى فقدان الذاكرة”.
اذاً الاجابة الاولى المحتملة على الاسئلة المطروحة عن اسباب المجزرة هي استخدام مواد كيميائية ضد الحجيج بحسب خبير.
السؤال، من له مصلحة في استخدام هذا الغاز السام؟ هل الحجاج سيتسخدمونه ضد انفسهم؟ ومن القادر على استخدامه هناك؟
الجواب المباشرة هو ان للسلطات السعودية مصلحة في ذلك، لانه اذا ما اخذنا بحسن النية، فان هكذا اعداد هائلة من الحجيج لا يمكن ان تضبطها عناصر امنية محدودة العدد، في مكان ضيق ومحدد. واذا ما حللنا الامر، فربما استخدمت السلطات هذه المواد بعد ان اقفلت الطرقات في وجه الحجاج، مما ادى الى حالة هياج وتدافع وهرج ومرج، خافت القوى الامنية على اثرها من خروج الوضع عن السيطرة، فسارعت الى استخدام هذه المادة استنادا الى قرار رسمي لضبط اي حالة خروج عن السيطرة.
ولو حللنا في المشاهد والصور لوجدنا ان الحجاج كانوا مسلوبي الارادة وخائري القوى، وكانهم مخدرين. ولو كان لديهم الارادة والقوى، لما تتدافعوا، ولما كدسوا بعضهم فوق بعض ولما تتدافعوا، لأن الكثير من الضحايا هم من الشباب اصحاب البنى والاجساد القوية. (بينهم افارقة والافارقة معروفون بقاماتهم الطويلة وبناهم الجسدية القوية)، ولو اقتصر امر الموت على كبار السن والعجزة لكان معقولا، مع عدم العقلانية بامر التكدس لكبار السن والعجزة.
الاجابة الثانية.. انه اذا أسأنا النية.. فان السعودية تعرضت لصفعات قوية من ايران وحلفائها في المنطقة. لا سيما في ملفات سوريا والعراق واليمن، وتريد ان ترد بطريقة ما، فلجأت الى استخدام الغازات، ليتسنى لها مبررات تتمكن من خلالها تصفية اواعتقال “بعض” الحجاج من الشخصيات المؤثرة في هذه الدول.
وبناء عليه فان السلطات السعودية لجأت الى الترويج بأن السفير الايراني السابق في لبنان غضنفر ركن ابادي، لم يدخل الى اراضيها، وان دخل فبجواز سفر مزور، مما اضطر السلطات الايرانية الى تكذيب الادعاء وعرض جواز السفر وتأشيرة الدخول السعودية المدموغة عليه، مع العلم ان ركن ابادي هو شخصية بارزة ومعروفة في العالم العربي ولا يمكن ان يخبئ نفسه بين جموع الحجيج، ولو كان الادعاء السعودي صحيحا، فلماذا يقف امام وسائل الاعلام في الحجيج، ليتلو عليهم رسالة قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي خامنئي (وركن ابادي هو احد الاعضاء البارزين في بعثة مكتب الامام خامنئي) ومصيره لا يزال مجهولا مع ايرانيين اخرين بعد مرور اسبوع على المجزرة.
ايضا اذا ما اخذنا ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن اختطاف مدير مكافحة الاجرام في بغداد العميد الحقوقي اسماعيل حميد زاير، نتلمس ان السعودية كانت تدبر امرا لبارزين من الحجاج ولم يكن امامها الا اللجوء لاجراء ما يغطي هذا الجريمة؟
فقد نقلت جريدة السمير الاخبارية عن زوجة العميد الذي اعلن عن وفاته في مجرزة منى، ان زوجها كان برفقتها في الحرم المكي ولم يكن في منى. ونقل عنها، انهما كانا معا في الحرم بمكة، وفجأة حدث تدافع بسيط واختفى زوجها بعدما سحبته مجموعة من الحجاج بقوة، وبعد يومين من الاختفاء عثر على جثته مع المتوفين في حادثة التدافع بمنى. ولمن لا يعرف فهناك مسافة كيلومترات بين الحرم المكي ومنى. ويضيف اقارب العميد، لموقع العراق تايمز، ان هناك اربعة ضباط اخرين مختفين ايضا وجميعهم من مديرية مكافحة الاجرام في بغداد.
الامور الاخرى المثيرة للشك، انه حتى الان لم تعلن السعودية عن اي نتائج مخبرية على جثث الضحايا، وما اذا كانت اجرت هذه الفحوصات؟
وبعد مرور ايام على المجزرة، لماذا لا يزال عدد المفقودين بالمئات ولم تكتشف السعودية هوياتهم؟
اسئلة كثيرة ربما تتكشف الاجابات عنها في المراحل اللاحقة…. ولكن كلها لن تبرر المجزرة والمسؤولية المباشرة لسلطات ال سعود عنها، وعدم اهليتهم لتولي اي شأن من شؤون المسلمين فكيف بمسالة الحج…؟
*الإعلامي حكم امهز