الصحف الأجنبية: ترامب لا يقدِّم جديدًا في خطة محاربة الارهاب
أجمعت غالبية الصحف الغربية على أن خطاب المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب لم يقدم شيئًا جديدًا في اطار محاربة الارهاب. وقالت ان ما طرحه ترامب لمحاربة “داعش” هو ما يقوم به الرئيس الحالي باراك اوباما، على الرغم من الانتقادات التي يوجهها المرشح الجمهوري لاوباما.
تصريحات ترامب حول محاربة الإرهاب
كتبت “نانسي يوسف” مقالة نشرت على موقع “Daily Beast” بتاريخ السادس عشر من آب/اغسطس الجاري تناولت الخطاب الاخير الذي ألقاه المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب حول خطته لمحاربة داعش.
ورأت الكاتبة ان كلام ترامب لم يأخذ بعين الاعتبار الخسائر الميدانية التي تلقاها داعش، وانه ركز بشكل اساس على انتقاد ادارة اوباما بسبب عدم قيامها بما يكفي لهزيمة الجماعة.كما تحدثت الكاتبة عن التقدم الذي تحرزه المساعي الدولية لهزيمة التنظيم الإرهابي في كل من سوريا، ليبيا والعراق. وأوضحت ان الافكار التي طرحها ترامب لهزيمة داعش تشبه الى حد كبير ما يقوم به اوباما ضد هذا التنظيم.
الكاتبة لفتت الى ان ترامب انتقد اوباما وكذلك المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بسبب الاوضاع في ليبيا، رغم النكسات التي يتلقاها التنظيم هناك، على حد قولها. واعتبرت ان داعش على وشك ان يخسر عاصمته الافريقية سرت لصالح المقاتلين المحليين المدعومين بالضربات الجوية الاميركية.
كما تحدثت الكاتبة عن طرد قوات عربية و كردية (مدعومين اميركياً) من احدى المدن الشمالية السورية قرب الحدود التركية،اضافة الى طرد داعش من مدن عراقية عدة مثل الفلوجة والرمادي وتكريت.
وعادت الكاتبة لتؤكد على ان الافكار التي طرحها ترامب لمحاربة داعش تطبق اليوم، اذ تحدث ترامب عن عمليات ائتلافية مشتركة من اجل القضاء على داعش وعن تعاون دولي لقطع التمويل عنها، اضافة الى تعزيز التعاون الاستخبارتي والحرب الالكترونية من اجل تعطيل دعاية داعش وتقويض مساعيها للتجنيد، وهي اساليب يستخدمها اوباما.
كذلك لفتت الكاتبة الى ان ترامب دعا الى التعاون مع شركاء ائتلافيين في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة تحالفًا مؤلفًا من اكثر من ستين بلدًا.كما قالت ان دعوة ترامب لاستخدام الطائرات من دون طيار ولاعتقال ارهابيين “ذوي قيمة عالية” (high value targets) اساليب يستخدمها اوباما ايضاً.
هذا فيما اعتبرت الكاتبة ان من بين الفوارق الكبرى بين ترامب واوباما هو ان ترامب دعا في كلمته الى تعزيز التعاون مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من اجل هزيمة داعش في شبه جزيرة سيناء. وهنا تحدثت الكاتبة عن وجود الكثير من التناقضات في كلام ترامب، اذ قالت انه يؤيد تعزيز التعاون مع السيسي الذي قام “بشكل ممنهج بسجن آلاف المعارضين” وقلص حرية التعبير من دون ان يستطيع وقف توسع داعش، وذلك رغم كلام ترامب بانه سيطالب يتحسين ملف حقوق الانسان في الشرق الاوسط.
وفي السياق، نشر مجلس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” مقالة في الخامس عشر من آب/اغسطس الجاري أوضح فيه ايضاً ان ترامب وبينما يهاجم الرئيس اوباما في كلمته حول محاربة الارهاب، يطرح استراتيجية تشبه الى حد كبير الاستراتيجية التي يتبعها اوباما.
وقالت الصحيفة ان التقدم الميداني ضد داعش يعود بشكل اساس الى خطوات اتخذها اوباما في ولايته الثانية، على حد زعمها، والتي يدعي ترامب انه يبتكرها. كما اشارت الى ان ترامب تعهد خلال كلمته بالقضاء على داعش من خلال الدعوة الى مؤتمر دولي والاستفادة من مساعدة اي بلد، بما في ذلك روسيا وما اسمته الانظمة الدكتاتورية العربية المستعدة لتقديم هذه المساعدة. وتابعت بان ترامب طرح كذلك الاستفادة من القدرات الاميركية في مجال الحرب الالكترونية لتعطيل دعاية الارهابيين وتعطيل تموليهم. واشارت الى ان ادارة اوباما قامت باتخاذ جميع هذه الخطوات، والى ان ترامب لم يقدم اي شيء جديد.
كذلك تطرقت الصحيفة إلى ان كلام ترامب “الايديولوجي” حول اللاجئين المسلمين، حيث قال انه لن يسمح للاجئين الذين لا يظهرون التزاماً بالقيم الاميركية بدخول البلاد، اضافة الى دعوته اجراء عمليات “تدقيق شديدة” للذين قد يسمح لهم بالدخول.
الصحيفة رأت ان الطرح الاخير هذا هو عبارة عن مسعى لابعاد الانظار عن كون ترامب لا يملك اي شيء جديد ليضيفه على الاستراتيجيات التي تتبع حالياً لمحاربة الارهاب.
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅