التجسس الاسرائيلي.. محاولات متكررة والمقاومة بالمرصاد
من جديد يطفو على سطح الاحداث خبرا لعدوان اسرائيلي جديد على السيادة اللبنانية تمثل بزرع جهاز للتجسس في عمق الاراضي الجنوبية للبنان، فقد كشفت المقاومة والجيش الجهاز وتمَّ تفكيكه ليؤكد من جديد الابعاد العدوانية لاسرائيل وانها ما تزال ولم تنقطع عن التربص بلبنان وامنه لتعتدي في أي لحظة تراها مناسبة.
ففي خضم كل هذه الاحداث المحلية المعقدة والاقليمية الصاخبة يعمل العدو الاول للبنان بصمت وخبث للاضرار بلبنان وشعبه، في معركة تجابهه فيها اعين ساهرة وعقول واعية أكدت انها ما أضلت التصويب وان لديها بوصلة موجهة بالاتجاه الصحيح اي باتجاه نقطة الارتكاز لكل المخططات التخريبية التي تجري في المنطقة، فالكيان الصهيوني الغاصب يحاول بشتى الطرق إبعاد الانظار عنه ليعمل بهدوء وليضرب ولتوجيه الاذى للمقاومة والجيش والشعب في لبنان.
وهذا العدوان الاسرائيلي الجديد على لبنان والانجاز النوعي بكشفه يؤكد المؤكد ويكرس على الأرض صوابية المعادلة التي حمت لبنان وتحميه في كل يوم وهي المعادلة الثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، وجاءت واقعة كشف الجهاز في بلدة بني حيان الجنوبية لتقول لكل من شكك ويشكك بقدرة هذه المعادلة الذهبية بأن القوة لا ترد إلا بالقوة وان المؤمرات لا ترد إلا بالتكاتف والتضامن بين مكونات الوطن وعناصر قوته، وبالتالي فهذه العناصر مجموعة في هذه المعادلة الثلاثية الثابتة.
والمطلع على تفاصيل العدوان بزرع جهاز التجسس وكيفية وضعه والمنطقة الجغرافية الموجود فيها، يدرك بالتحليل مدى اصرار العدو على اختراق الداخل اللبناني بشتى الطرق، فالبرغم من قدرته على التجسس في الجو والبحر والارض من خلال عملائه او اجهزة الاتصالات والتواصل وطائرات التجسس والاقمار الاصطناعية وغيرها الكثير من التقنيات الحديثة، لا يتوقف العدو عن محاولة زرع اجهزة التجسس في اكثر من منطقة لبنانية، وقد سبق للمقاومة والجيش ان اكتشفا العديد من المحاولات المشابهة لعملية بني حيان الاخيرة.
وطالما ان الحرب الاستخبارية على هذا النوع من الدقة والاحترافية بين العدو من جهة والمقاومة والجيش من جهة اخرى، يبرز امامنا ملف دقيق وعلى درجة عالية من الحساسية يتمثل بملف مناقصات إدارة قطاع الخليوي، مع كل ما بدأ يتسرب ان لبعض الشركات المشاركة في هذه المناقصة لها علاقة بشكل او بآخر مع شركات اسرائيلية، فمن بين ست شركات مشاركة في المناقصة هناك ثلاث منها تدير قطاع الاتصالات في كيان العدو هي: “اورونج – داتا كوم – فودافون”.
ومن هنا وفي ظل العدوان الاسرائيلي الجديد والحي على لبنان، تبدأ الاسئلة تطرح كيف يمكن القبول بهذا الشكل المعلن بدخول مثل هذ الشركات في ادارة قطاع هام وحيوي في حياة اللبنانيين هو قطاع الاتصالات؟ وهل هناك من يضمن عدم دخول العدو الاسرائيلي على هذا الخط لاستغلال بعضا او ربما كل عمل هذه الشركات للوصول الى “داتا” الاتصالات بما فيها من معلومات تتيح له الكثير داخل لبنان وعلى صعيد تهديد حياة وامن اللبنانيين؟
حول ذلك أوضح خبير الاتصالات العميد المتقاعد محمد بيضون في حديث لقناة “المنار” إنه “بمجرد ان تكون هناك شركة تتعامل مع اسرائيل تستطيع هذه الاخيرة او الشركة نفسها من الدخول على الشبكة اللبنانية ولو من داخل اسرائيل”، واضاف ان “ذلك يتم عبر شبكة الانترنت ولو من خارج لبنان”، وتابع “طالما ان الجهة المخولة إدارة هذا القطاع تملك المفاتيح التي تسمح له بالدخول الى الشبكة تستطيع الدخول اليها من مكاتب الشركة سواء في لبنان او في مكان آخر ولو كان في اقصى انحاء العالم فكيف بالاحرى بكيان العدو القريب جغرافيا من لبنان”.
إذا فالموضوع غاية في الحساسية ولا مجال للتساهل ويجب ضبطه بشكل آمن قبل ان نقع في المحظور، صحيح ان العدو لن يتوقف عن محاولاته التجسس ولكن هذا لا يعني اننا نتيح له الفرص المجانية او السهلة للتجسس على كل الشعب اللبناني تحت عناوين اقتصادية او لتطوير قطاعات معينة، لذلك على الحكومة اللبنانية وبالاخص وزارة الاتصالات عدم الاستخفاف بهذا الموضوع والتعاطي معه بالجدية المطلوبة.
بالتأكيد ان المواجهة مع العدو الاسرائيلي هي مواجهة مفتوحة ولا تقتصر على مجال دون آخر او على جانب من الجوانب فقط، فالمواجهة الامنية وحرب الاتصالات قد تكون احد ابرز جزانب هذه الحرب، سواء قبل انطلاقها او خلالها، وهذه المواجهة مع العدو الاسرائيلي تناولها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته الاخير عبر شاشة قناة المنار يوم الجمعة 25-9-2015، حيث أشار الى ان المقاومة تتجهز وتتحضر ليل نهار لان في وجهها عدو يعمل ويتحين الفرصة للانقضاض على لبنان ولذلك فالسيد نصر الله لم يستبعد اي عدوان اسرائيلي على لبنان، فجاءت حادثة بني حيان لتثبت ان العدو يعمل ويتحضر للاعتداء عندما يعتقد انه قادر على ذلك، كما ان المقاومة حاضرة وجاهزة للرد على اي حماقة اسرائيلية.
ذوالفقار ضاهر