مؤسسة البيت القانوني “سياق” تنشر النص الكامل لتقرير لجنة تقصي الحقائق في اليمن
نشرت مؤسسة البيت القانوني “سياق” اليوم الجمعة تقرير لجنة تقصي الحقائق في اليمن الذي طرح على المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في دورته الأولى لعام 2016م الذي انعقد في شرم الشيخ بشأن الوضع القانوني والسياسي والإنساني الذي نتج عما تعرض له اليمن من عدوان حتى تاريخه.
نص التقرير
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد المحترم/ أمين عام اتحاد المحامين العرب
تحية الحق والعروبة..
الموضوع/ تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن اليمن.
يطيب لي ببالغ الاحترام والتقدير ان ارفع اليكم تقرير لجنة تقصي الحقائق بشأن ما تعرضت له الجمهورية اليمنية “أرضاً وإنساناً” من عدوان غاشم وذلك بناءً على تكليفكم لنا وتنفيذاً لقرارات وتوصيات اجتماع المكتب الدائم بالجمهورية التونسية والذي تعذر علينا المشاركة الحضورية فيه جراء الحصار والعدوان ولعدم التزام نقابة المحامين اليمنيين بواجباتها السابق طرحها عليكم.
مع العلم.. بأنني سبق وارسلت اليكم تقريراً مفصلاً بناء على طلبكم والذي استعرضه على عجالة الزميل المحامي الاستاذ/ محمد المسوري بمكتب تونس.
إلا أنني وللأسف الشديد فوجئت بعدم تضمينه او حتى جزء منه او الاشارة اليه في التقرير العام الصادر عن اجتماع المكتب الدائم بتونس.
وارجو.. واتمنى.
ان لا يكون مصير هذا التقرير كسابقه.
حرصاً على جهد اللجنة التي شاركت مشكوره بتفاعل تام معنا في تنفيذ قرارات اتحاد المحامين العرب بشأن هذا القرير.
التقرير:
بناء على خطابكم المؤرخ 21/1/2016م والذي تضمن تكليفنا بتنفيذ قرارات ومخرجات اجتماع المكتب الدائم بتونس والتي جاءت بناء على طلباتنا التي تم استعراضها في تقريرنا السابق بمكتب تونس.
فإنني في البداية:
أذكركم بماهية الطلبات التي اوردناها في تقريرنا السابق والمتمثلة في الآتي:
أولاً: قيام اتحاد المحامين العرب بدوره الكامل والرافض للعدوان والحصار على اليمن والقيام بالتحركات الجادة ليس لحماية اليمن فقط وانما لحماية الامتين العربية والاسلامية من الخطر القادم ضد الجميع والعالم اجمع.
ثانياً: تشكيل لجان عاجلة للقيام بالآتي:
1- لجنة سياسية/ تقوم بعقد لقاءات مع قادة الانظمة العربية والاجنبية للعمل على وقف العدوان ورفع الحصار واقامة الفعاليات والانشطة المتعلقة بذلك.
2-لجنة تقصي الحقائق/ تقوم بالانتقال إلى اليمن لمعاينة آثار واضرار وجرائم العدوان والالتقاء بالمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وتلمس الشارع اليمني ورفع تقرير بذلك للامانة العامة.
3-لجنة قانونية/ تقوم بالاعداد والترتيب والتنسيق مع الجهات القضائية الدولية لتشكيل لجنة تحقيقات دولية يكون الاتحاد عضوا فيها وتتبنى رفع قضايا جنائية عربية ودولية ضد مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الابادة الجماعية وضد الإنسانية.
4-لجنة إنسانية/ للقيام بالتحركات اللازمة لتوفير المساعدات والاغاثات والمعونات العاجلة التي يحتاج اليها المتضررين من العدوان.
5-لجنة إعلامية/ تقوم بنشر الحقائق للشعب العربي وعبر جميع وسائل الاعلام في كل دولة عربية عضو في الاتحاد وفي وسائل الاعلام الاقليمية والدولية.
ثالثاً: عقد اجتماع عاجل واستثنائي للمكتب الدائم في اليمن ليكون “اجتماع سلام” يهدف إلى ايصال رسالة المحامين العرب لتحقيق السلام في اليمن وحث الاتحادات العربية والدولية لتحدي العدوان وكسر الحصار.
رابعاً: الاستمرار في اصدار البيانات والتقارير والنداءات العاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار وكشف الحقائق لوسائل الاعلام العربية والاجنبية ليعلم الشعب العربي والعالم بواقع الخطر الذي سيتعرض له العالم.
خامساً: مشاركة الاتحاد وعبر ممثلين له في جميع الفعاليات المحلية والاقليمية والدولية لايصال رسالة الاتحاد بوقف العدوان ورفع الحصار ومتابعة مرتكبي الجرائم وملاحقتهم قضائياً.
سادساً: التخاطب مع نقابات الحامين العرب لاصدار بيانات ونداءات مستمرة لوقف العدوان على اليمن ورفع الحصار الجائر والتنسيق مع اتحادات المحامين الدوليين والافارقة للقيام بواجبهم القانوني والإنساني.
سابعاً: التخاطب مع نقابة المحامين اليمنيين للقيام بواجبها المهني والنقابي والقانوني والوطني والترفع عن مراعاة المصالح الحزبية امام ما تتعرض له اليمن من عدوان وحصار جائر.
إلا ان الملاحظ ان مخرجات المكتب الدائم بتونس اقتصرت جزئياً على البعض فقط، ومن ذلك على سبيل المثال:
1- لجنة تقصي الحقائق:
والتي كنا نتمنى ان تشكل اللجنة من الزميلات والزملاء المحامين من نقابات الدول العربية.
وعموماً فإننا وبموجب تكليفكم والأمانة العامة قمنا بتشكيل اللجنة التي قامت بدورها بحيادية وكما سنبينه في التقرير.
2- لجنة سياسية:
كنا ولا زلنا نتمنى منكم تشكيل لجنة من كبار الاساتذة المحامين العرب للتواصل مع قادة وزعماء الدول المشاركة في العدوان على اليمن لايجاد حلول عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار وحل الخلافات الداخلية.
3- لجنة قانونية:
وهذه اللجنة طلبنا تشكيلها للقيام بواجبها القانوني في دراسة كل الجرائم المرتكبة في اليمن واعداد الشكاوى والدعاوى الدولية بشأنها.
ونحن نعتبر هذا التقرير مرجع قانوني لهذه اللجنة بجانب التقارير الدولية السابقة المؤكدة لارتكاب العدوان جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية.
4- لجنة الاغاثات والمساعدات الانسانية:
وهي كذلك لجنة عاجلة تشكل لرفع تقارير ومناشدات عاجلة لوقف العدوان ورفع الحصار وتسهيل وصول المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية وغيرها للضغط على المجتمع الدولي للقيام بواجبه.
وكذلك الحال بالنسبة لبقية الطلبات المبينة في التقرير.
وعليه:
اجدد واشدد على ضرورة الاستجابة لبقية الطلبات وعلى وجه الاستعجال.
تشكيل اللجنة وأعمالها:
فور وصول خطابكم.. تم البدء الفوري في التنفيذ.
حيث تم التواصل مع العديد من الزملاء المحامين في صنعاء وعدة محافظات وعقدت عدة لقاءات واجتماعات لعرض المهام المناطة بهم والهدف منها.
وقد تشكلت اللجنة من:
1- المحامي/ محمد مهدي البكولي رئيساً
2- المحامي/ محمد محمد المسوري عضواً
3- المحامي/ علي احمد العاصمي عضواً
4- المحامي/ محمد سيف الشرجبي عضواً
5- المحامي/ عبدالرب علي المرتضى عضواً
6- المحامي/ صلاح علي المرسي عضواً
وتم تخويل كل اعضاء اللجنة الحق في التواصل مع كل من يلزم والقيام بكل الاجراءات اللازمة للحصور على المعلومات الدقيقة والصحيحة.
وبعد جهد كبير من الجميع.
تم استعراض ما تم تقديمه ومناقشته والتأكد من صحته وسلامته وجدية مصادرة.
ومن ثم تم اعداد هذا التقرير والذي تركز على اهم الوقائع والاحداث والجرائم.
وتجدر الاشارة الى ان هناك محافظات ومناطق لم نتمكن من التطرق لكل ما حدث فيها بسبب الاوضاع العسكرية فيها او سيطرة الجماعات الارهابية “القاعدة وداعش” وغيرها عليها.
مضمون التقرير:
في الساعة الثانية من فجر يوم 26 مارس 2015م فوجئ الشعب اليمني بقصف صاروخي عنيف من طائرات العدوان السعودي وحلفاؤه على العديد من محافظات الجمهورية معلنين بذلك عدوانهم على اليمن والذي اسموه “عاصفة الحزم”.
واستمر العدوان والحصار البري والبحري والجوي منذ ذلك التاريخ حتى الآن بالرغم من اعلان وقف اطلاق النار والسير في المفاوضات للمرة الثالثة والتي تجري حالياً في دولة الكويت.
عدوان وانتهاك سيادة واستقلال اليمن:
بالرغم من الذرائع والمبررات الواهية التي تتحجج بها تحالف دول العدوان بقيادة السعودية إبتداءً بالتعلل بأن ذلك تم بطلب من الرئيس المنتهية ولايته والمستقيل/ عبدربه منصور هادي والذي لا يملك طلب العدوان على بلاده وفقاً للدستور اليمني وميثاق الأمم المتحدة، وتارة بحجة التدخل والنفوذ الإيراني في اليمن والذي لا صح له ولا وجود له أصلاً وقد اظهر اكثر من عام للعدوان عدم صحة ذلك التعلل.. وأخرى بحجة تأمين باب المندب والخطر على أمن دول الجوار والذي لم يظهر حتى الآن أي أساس لذلك التعلل وعلى الاطلاق لا على المنطقة ودول الجوار ولا على العالم أجمع.
كما ان كل تلك المبررات والذرائع الكاذبة وغيرها لا تخول دول العدوان في الاعتداء على سياد واستقلال الجمهورية اليمنية “أرضاً وإنساناً”.
ووفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والمواثيق الدولية واتفاقية الطائف بين اليمن والسعودية فإن ما قامت به تلك الدول عدوان سافر وانتهاك صارخ لسيادة اليمن واستقلاله وتدخل في شئونه الداخلية أدت لقتل أبنائه وتدمير بنيته التحتية.
وتعتبر أفعالاً جنائية معاقب عليها ولا تسقط بالتقادم.
وامام ذلك..
فإن اتحاد المحامين العرب – وكما اسلفنا- معني كمؤسسة قانوني قومية قبل غيره بتشكيل لجنة سياسية للتواصل مع تلك الدول لوقف عدوانها ورفع حصارها الجائر وفي اسرع وقت ممكن.
جرائم العدوان:
من خلال الاعمال التي قامت بها اللجنة والتقارير المرفوعة وواقع الاعمال العسكرية التي نفذتها طائرات وسفن العدوان خلال عام كامل بالرغم من اننا الآن في الشهر الـ “15” للعدوان.
اتضح جلياً..
بأن غالبية العمليات العسكرية العظمى استهدفت السكان المدنيين والتجمعات السكانية والتجارية والخدمية والمواقع المدنية “الاعيان المدنية” المحرم دولياً استهدافها وبشكل كبير جداً.
وقد اكدت الاحصائيات بان جرائم العدوان قد نتج عنها ما يلي:
- السكان المدنيين:
سقط خلال عام كامل جراء عمليات القصف الجوي والبحري:
– (9366) شهيد –قتيل- من المدنيين الأبرياء.
– (17663) جريح من المدنيين الأبرياء.
- الاعيان المدنية:
حرصت دول العدوان على تدمير البنية التحتية لليمن وبشكل ممنهج وواسع النطاق وعلى مستوى العديد من المحافظات اليمنية.
ومما تم استهدافه بالقصف المدمر ما يلي:
– موانئ ومرافئ (10)
– خزان وشبكة مياه (163)
– مطارات (14)
– محطة ومولد كهربائي (140)
– شبكة ومحطة اتصالات (167)
– جسر وطريق (530)
– منشأة جامعية (41)
– مدرسة ومعهد (810)
– مسجد (664)
– مدارس متوقفة (3759)
– مرفق صحي (258)
– منزل (346103)
– نازح (2714579)
– مؤسسة اعلامية (17)
– منشآت حكومية ومرافق عامة (1136)
– ناقلات وقود (212)
– محطات وقود (271)
– مخازن غذائية (603)
– اسواق تجارية وشعبية (389)
– ناقلات مواد غذائية (463)
– مزارع دجاج (157)
– منشأة سياحية (149)
– مواقع أثرية (72)
– مصانع (223)
– منشأة رياضية (53)
– صوامع الغلال (8)
الحصار:
اثبت العدوان والحصار زيف الادعاءات والمبررات الواهية التي تعلل بها للمجتمع الدولي.
فالعدوان استهدف شعب اليمن بأكمله وليس جماعة او فئة كما يزعمون.
فالحصار البري والبحري والجوي ومنع وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتدمير منظومة الكهرباء الوطنية وشبكة المياه وعزل اليمن عن العالم الخارجي هو عقاب جماعي على شعب بأكمله.
وللتأكيد على ذلك.. نضع أمامكم أمثلة بسيطة تؤكد ذلك ومنها:
1- حصار لمنع وصول المواد الغذائية صاحبه قصف جوي استهدف المخازن العامة والخاصة للمواد الغذائية والمصانع وناقلات المواد الغذائية بل وحتى قصف العديد من المزارع وإتلافها ومنها مزارع الدواجن.
2- حصار لمنع المشتقات النفطية صاحبة قصف جوي لناقلات المشتقات النفطية من الإنتاج المحلي البسيط جداً.
وما نتج عنه من انقطاع تام للكهرباء منذ عام وتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الطبية وتزايد عدد الوفيات خاصة الأطفال “الخدج” ومرضى الفشل الكلوي والقلب…الخ.
وتسبب أيضا في توقف المصانع والمعامل بل وتلف عشرات الالاف من الهكتارات الزراعية لانعدام الماء الذي يحتاج للوقود لاستخراجه من الآبار.
وحدوث شلل تام في حركة المواصلات.
ولكم ان تحددوا بانفسكم حجم الاضرار الناجمة عن انقطاع المشتقات النفطية.
وفي الآونة الأخيرة..
يتم تغطية السوق المحلية من المشتقات النفطية التي يتم شراؤها من الجماعات الإرهابية التي مكنها العدوان من السيطرة على المنشئات النفطية او المحافظات التي سيطروا عليها وباسعار باهضة.
وكما سيأتي لاحقاً.
3- حصار لمنع وصول الدواء.. صاحبه قصف لبعض مصانع الادوية وناقلات الدواء بل وحتى قصف بعض المستشفيات والمراكز الصحية.
وقد نتج عن ذلك سقوط العديد من الضحايا الأبرياء من مرضى الفشل الكلوي تحديداً والامراض المزمنة وموتهم مباشرة لانعدام الدواء.
بالإضافة الى سقوط عدد كبير جداً من المرضى والجرحى في الأشهر الأولى للعدوان والذين تعذر اسعافهم الى خارج الوطن بسبب الحصا الذي أوقفت جميع الرحلات الجوية من وإلى اليمن وما صاحبه أيضا من منع لعشرات الالاف من اليمنيين العالقين خارج اليمن والذين تعرضوا لمهانة كبيرة وانقطعت عنهم الموارد المالية ومنهم من قضى نحبه وحرم حتى من الدفن في وطنه.
ومؤخراً..
سمحت دول العدوان ببعض رحلات الطيران الى مصر والأردن ولكن شريطة هبوط الطائرة في مطار بيشه بالسعودية ذهاباً وإياباً لتفتيشهم وبشكل مهين جداً.
بالرغم من ان ذلك مخالف للقرار الاممي (2216) الباطل والذي حصر التفتيش فقط على استيراد السلاح.
عدوان وحصار جائر..
ترتب عليه إنعدام للمواد الغذائية والدواء والمشتقات النفطية وارتفاع خيالي في الأسعار لما توفر منه.
وكذلك انهيار شديد للعملية الوطنية وارتفاع حجم البطالة وانقطاع مصادر الدخل لجميع فئات الشعب.
فهو عدوان غاشم وحرب اقتصادية على وطن وشعب بأكمله.
وحتى المساعدات والاغاثات الإنسانية الدولية لا يصل منها الا القليل وبصعوبة بالغة جراء تعسف النظام السعودي في السماح بوصولها.
فالشعب اليمني يواجه كارثة إنسانية خطيرة تقتضي تحرك المجتمع الدولي وعلى وجه الاستعجال.
أسلحة محرمة دولياً:
عدد كبير جداً من الضحايا المدنيين الأبرياء سقطوا جراء اصابتهم بالأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمها العدوان.
وبإمكانكم الرجوع الى تقارير المفوضية السامية لمجلس حقوق الانسان ومنظمة هيومن رايس ووتش ومنظمة العفو الدولية.
والتي اكدت ان طائرات وسفن العدوان استخدمت وبشكل ممنهج وعلى نطاق واسع أسلحة محرمة دولياً.
- قنابل عنقودية استخدمت في عمليات قصف عدة محافظات.
وها هي أمريكا.. تقرر مؤخراً منع بيع القنابل العنقودية للنظام السعودي بسبب الجرائم المرتكبة من قبلها في اليمن.
- برلمان الاتحاد الأوروبي والبرلمان الهولندي وغيرهم يقررون منع بيع الأسلحة للنظام السعودي.
- محافظة “صعدة” المنكوبة.
تعرضت لكم هائل جداً من القصف بالأسلحة المحرمة دولياً ودمرت تدميراً كلياً.
ولا زالت الأسلحة المحرمة دولياً والعنقودية منها منتشرة بشكل كبير في مساحات شاسعة من أراضيها وانفجاراتها مستمرة حتى الآن ويسقط الأبرياء باستمرار خاصة الأطفال الذين يعبثون بها عند العثور عليها.
جرائم إبادة جماعية ارتكبها العدوان في هذه المحافظة التي اعلن صراحة بانها هدف عسكري بالكامل.
- حي عطان.. بالعاصمة صنعاء الذي تعرض للقصف اليومي والمستمر ليلاً ونهاراً.
تعرض لقنبلة فراغية استخدمت تقريباً لأول مرة عالمياً في اليمن.
أمانة العاصمة تعرضت لقنبلة فراغية في حي عطان الذي تدمر بشكل كبير جداً.
قرابة المائة شهيد سقطوا إثر هذه القنبلة وآلاف الجرحى.
دمرت عشرات المساكن والمدارس والمستشفيات والمراكز التجاري والجامعات والمحاكم والمعاهد.
انفجار امتد اثره أربعة كيلومتر جنوباً ومثله شرقاً وغرباً…الخ.
لم يشهد العالم لمثل هذا الانفجار.
- جبل نقم.. بالعاصمة صنعاء. والذي تعرض للقصف اليومي من البوارج البحرية
تعرض لقنبلة محرمة دولياً.. استهدفت جبل نقم في العاصمة اليمنية.
ولا يختلف اثرها واضرارها عن القنبلة الصاروخية التي استهدفت حي عطان.
قنابل محرمة دولياً استهدفت العاصمة اليمنية وخلفت الضحايا الأبرياء وتدمير كلي في المناطق والاحياء المستهدفة.
والكثير من الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمت في العديد من المناطق في محافظات صنعاء وحجة والحديدة وتعز “المخا” وغيرهن.
أفعال متعددة ومتنوعة تمثل في مجملها جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
الآثار:
بشكل ممنهج وعلى مستوى العديد من المحافظات التاريخية اليمنية.
استهدف العدوان وبإصرار غريب قصف حاقد طال العديد من المواقع الاثرية والتاريخية مثل:
– سد مأرب التاريخي.
– قلعة القاهرة في تعز.
– قلعة زبيد التاريخية.
– جامع الامام الهادي التاريخي في صعدة.
– مدينة صنعاء القديمة التاريخية.
– مدينة شبام كوكبان.
مواقع أثرية ومعالم تاريخية كثيرة تم استهدافها وقصفها بنفس الطريقة التي تقوم بها الجماعات الإرهابية.
فما هو الخطر على المنطقة او العالم من هذه المواقع الأثرية لكي تدمر.
دور الإرهاب في العدوان:
صرح الناطق العسكري لدول العدوان احمد العسيري في بداية العدوان عند سؤاله عن استهداف دول العدوان للجماعات الإرهابية التي سيطرت على بعض المحافظات وقال بالحرف الواحد..
“القاعدة وداعش ليست ضمن أهداف عاصفة الحزم”
هذا التصريح وواقع الحال.
اثبت ان الجماعات الإرهابية شريك أساسي مع العدوان في جميع العمليات العسكرية ضد اليمن وشبعه.
وقام النظام السعودية تحديداً بتوزيع أدوار الجماعات الإرهابية وكذا المسميات الجديدة لها وعلى النحو التفصيلي التالي:
1- القاعدة:
سهل النظام السعودي لتنظيم القاعدة السيطرة على محافظة حضرموت سيطرة كاملة منذ بداية العدوان.
وأصبحت محافظة حضرموت “إمارة حضرموت الإسلامية”.
وتولى هذا النظام الإرهابي إدارة محافظة حضرموت وقام بنهب المليارات من البنوك والمصالح الحكومية.
واصبح النفط تحت سيطرته يبيع وينتج كما يريد حاله كحال الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا.
وقد ارتكب هذا التنظيم في هذه المحافظة ابشع الجرائم من قتل وسحل وذبح وتفجير.
وكذلك الحال في محافظات أخرى.
محافظة ابين وشبوة..
وتواجد فعال في محافظة تعز.
وكل ذلك بدعم “مادي وعسكري” من النظام السعودي تحديداً.
وقد اعلن هذا التنظيم عبر وسائل الاعلام دعمه وتأييده لعاصفة الحزم.
وأصبحت اليمن تتعرض لعدوان من الطائرات والسفن (جواً وبحراً) ومن الأرض من قبل الجماعات الإرهابية.
2- تنظيم داعش:
ظهر هذا التنظيم مؤخراً قبل العدوان على اليمن بفترة بسيطة وتحديداً عندما هرب الرئيس السابق عبدربه منصور هادي الى محافظة عدن حيث قام هذا التنظيم الإرهابي بمهاجمة الجيش والامن ومن ثم اللجان الشعبية واطلق هادي وإعلام دول العدوان اسم المقاومة الشعبية على تنظيم داعش.
وقد ارتكب هذا التنظيم جرائم بشعة سحل وقتل وذبح وتفجير ضد المواطنين الأبرياء من المحافظات الشمالية وضد الجيش والامن واللجان الشعبية.
وبعد هروب هادي الى سلطنة عمان ومنها للسعودية استمر هذا التنظيم في ارتكاب جرائمه وبدعم (مادي وعسكري) وبإنزال مظلي من طائرات العدوان.
وقد اتضحت الحقية بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من محافظتي عدن ولحج.
وظهر للعالم اجمع ان ما اسمي بالمقاومة الشعبية ما هو الا تنظيم داعش.
حيث سيطر هذا التنظيم على المحافظتين واصبح يديرهما إدارة كاملة بجانب القوات العسكرية الغازية الإماراتية والسعودية والسودانية المسنودة بمنظمات إرهابية مثل بلاك ووتر وغيرها من قوات الاحتلال.. في دليل واضح على الشراكة القائمة بينهم في العدوان على اليمن.
وها هي عدن ولحج..اليوم
اصبحتا امارتان اسلاميتان ترتكب فيهما ابشع الجرائم وحتى كتابة هذا التقرير.
3- الجماعات الإرهابية الأخرى:
حرص النظام السعودي وحلفاؤه على اطلاق وصف المقاومة الشعبية للعديد من الجماعات الإرهابية وخاصة التابعة للاخوان المسلمين.
في محافظة تعز ومحافظة مأرب ومحافظة الجوف ومحافظة البيضاء وغيرها من المحافظات الاخرى.
يتم دعم هذه الجماعات بشتى وسائل الدعم المتنوعة لمواجهة الجيش واللجان الشعبية وفي عمليات عسكرية مشتركة بين هذه الجماعات وطائرات وسفن العدوان التي تقوم بقصف مواقع الجيش واللجان الشعبية لتمكين الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها.
وقد أظهرت قناة (BBC) البريطانية على سبيل المثال فيديو يظهر بعضاً من مواقع ومعسكرات الجماعات الإرهابية المدعومة من النظام السعودي.
والخطر هنا:
لا ينحصر فقط على اليمن في حالة السيطرة عليها من قبل هذه الجماعات الإرهابية التي يتصدى لها الجيش واللجان الشعبية بل وشعب اليمن.
بل سيكون الخطر على المنطقة العربية بأكملها والعالم أجمع.
خلاصة التقرير:
حاولنا قدر الإمكان اختصار التقرير بالرغم من جسامة وبشاعة ما ارتكبه لعدوان (النظام السعودي وحلفاؤه- الجماعات الإرهابية) بحق اليمن وشعبه وما تحصلت عليه اللجنة من تقارير ووثائق تحقق مما فصلناه.
فالواقع على الأرض ابلغ من أي تقرير.
وما تضمنه التقرير جزء يسير جداً.
فالعدوان ارتكب جميع الأفعال المجرمة دولياً ابتداءً بجريمة العدوان والتي تفرع منها “جرائم الإبادة الجماعية- جرائم الحرب – جرائم ضد الإنسانية”
وهي جرائم مستمرة لم تتوقف حتى كتابة هذا التقرير.
وهذه الجرائم كما تعلمون لا تسقط بالتقادم ولا تنتهي او تزول باي اتفاقيات او مصالحات سياسية.
ونحن اذ نعتبر هذا التقرير مع الوثائق والتقارير التي تأسس عليها احد اهم المراجع التي يجب الاستناد إليها من قبل اتحاد المحامين العرب عند تحريك الشكاوى والدعاوى الجنائية.
فإننا نأمل بل نطلب منكم سرعة التحرك والقيام بواجبكم القومي والإنساني لإنصاف الشعب اليمني ومتابعة هذه الجرائم ومرتكبيها امام المحاكم الدولية والجهات المختصة.
فالسكوت على مثل هذه الجرائم التي تعرض لها الشعب اليمني ستؤدي الى تمادي دول العدوان في ارتكابها ضد دولة لأخرى.
وبناءً على ما سبق:
تؤكد اللجنة على أهمية قيام اتحاد المحامين العرب بمتابعة وتنفيذ الطلبات التي أوردناها في تقريرنا السابق والمبينة في هذا التقرير نظراً لأهميتها في وقف العدوان ورفع الحصار ومحاسبة ومساءلة مرتكبي الجرائم.
كما نؤكد على ضرورة إعطاء هذا التقرير والجهد الذي تم بذله فيه الاهتمام الكامل والكفيل بتحقيق الهدف منه كما اسلفنا.
وختاماً:
تتقدم اللجنة بشكرها الجزيل لكم وللامانة العامة والمكتب الدائم ولجميع النقابات والمحامين الذين تفاعلوا مع القضية اليمنية العادلة.
وتتمنى لكم التوفيق والنجاح.
عاشت مهنة المحاماة –حرة-مستقلة
وعاش وطننا العربي وشعبنا العريق.
وتقبلوا خالص التحية والتقدير.
رئيس اللجنة
المحامي/ محمد مهدي البكولي
الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب
بتاريخه: 2 يونيو 2016م
===
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅