صواريخ الجيش واللجان تلدغ عقارب “ساعة الصفر” وتصيبها بالشلل، تقرير شامل للمشهد العسكري والسياسي
تقرير – جميل أنعم
إقتربت “ساعة الصفر” واقتحام صنعاء قد يكون الليلة، هذا ما أعلنه إعلام المرتزقة عن مصادر رسمية للعدوان، أن العدوان قرر أقتحام العاصمة صنعاء يوم الثلاثاء 19 يونيو 2016م، بعد إكتمال وصول التعزيزات العسكرية وآخرها “كتائب الحسم” التي تضم الآلاف من المقاتلين، وأسلحة عسكرية متطورة ومتنوعة ومئات الآليات والدبابات .
وعلى طريقة “مراهق إخواني” يسرد أحلامه، نشرت مواقع العدوان أخباراً تؤكد أن القرار أُتخذ خلال الأيام الماضية، بعد أن تم إتخاذ خطوات موازية في الجانب السياسي، وانقلاب المبعوث الأممي وطرف العدوان على الإتفاقات التي جرت في الجولة الأولى لمفاوضات الكويت .
دخل اليوم الأربعاء وتعطلت “ساعة الصفر” ولم يحدث شيئاً يذكر عدا زحوفات إعتيادية تكبدت فيها قوى العدوان والمرتزقة خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، غير أن بعض التصعيد في الغارات والزحوفات كان مؤشراً لتعطل شيئاً ما على المرتزقة، كما يقول مراقبون.
صواريخ الجيش واللجان لدغت عقارب “ساعة الصفر” وأصابتها بالشلل؛
وعلى طريقة الجيش واللجان الشعبية، والذين كان لهم طريقتهم الهندسية الخاصة، بلدغ عقارب تلك الساعة وتلقينها سم الصواريخ الزعاف فأصاب “ساعة الصفر” بالشلل التام، من نجران إلى جيزان إلى الجوف إلى مأرب إلى نهم وأخيراً في تعز إلى نقطة باب المندب .
وبحسب ما أكدته القيادة المشتركة للجيش واللجان الشعبية، أن القوة الصاروخية أطلقت ثلاثة صواريخ طراز أوراغان إلى موقع مستحدث في جيزان فسقط ثلاثة جنود سعوديين، أما الصاروخ الأبرز فكان زلزال 3 والذي دك معسكر الحرس الوطني في نجران، بعد دك معسكر اللواء 115 في مدينة الحزم بالجوف بصاروخ مماثل، الضربة التي اعتبرها خبراء عسكريين بأنها الضربة “القاضية” لقوى العدوان، ضمن عملياتية وتكيتك فعال في مواجهة جيوش وخبراء العالم .
ووفقاً لخبراء عسكريين أعدو ضربة معسكر الحرس الوطني في نجران مرحلة متقدمة في مسرح العمليات العسكرية على الحدود، خصوصاً وانها وصلت إلى معسكرات قوات الحرس الوطني، التي تمثل قوات النخبة السعودية، ويقودها وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود .
معلومات عن الحرس الوطني السعودي الذي أستهدف بزلزال 3 الباليستي؛
- تمثل قوات النخبة السعودية وتتبع وزارة الحرس الوطني .
- يقودها وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود .
- تركن العائلة السعودية على هذه القوات بمساندة القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع أثناء الحرب الخارجية .
- لها أدوار مساعدة للحرس الملكي وقوى الأمن الداخلي .
- كما تلعب دوراً مهماً في حماية المنشآت الحيوية والإستراتيجية الهامة .
- تتمتع بإمكانيات دفاعية وهجومية عالية في الدفاع وادارة الحرب .
قيم مضافة ميّزت الجيش واللجان وعطلت قدرات العدو العملياتية؛
عسكريون رأو، بأن القيمة المضافة، خصوصاً بعد إدخال منظومة زلزال 3 الباليستية، إرتفعت لدرجة القول بأن فاعلية الزحوفات إنتهت، فالقدرة على الرصد والإطلاق والتكامل بين الوحدات، والسرعة في تنفيذ عمليات خاطفة مؤلمة للعدو، كذلك القدرة على التخفي والتموية، كلها قيم مضافة أخرى تزداد فاعلية يوماً بعد يوم، ولا يمكن للعدو تجاوزها، تماماً كما حدث أمس الثلاثاء مع تجمع للمرتزقة في القرية الجنوبية لمدينة ذباب، بالكاتيوشا والمدفعية فصُرع وأصيب 16 مرتزق منهم، ويحدث بشكل شبه يومي في كهبوب ونهم ومأرب .
يقول عسكريون، أن القدرة العملياتية للعدو شبه مُعطلة، فما تلبث أن يتقدمون بآلياتهم ومدرعاتهم، حتى تستقبلهم صواريخ “الكورنيت” أو “المعدلات” فيتم إحراقها وتدميرها بشكل مباشر، كما حدث في نهم والوازعية، كمثال يومي، مشيرين بأنه عملياً لا توجد مساحة للعدو يمكن أن يتقدم نحوها، الحشود يتم إستهدافها بأي كيفية تتناسب مع ظروف العملية، فقد يتم مباغتتهم بالمعسكرات أو أثناء التجمع والزحف عن طريق الصواريخ أو قذائف المدفعية، مشيرين بأن توزيع وتكامل الوحدات فيما بينها منسق ومنتظم وفق تكتيك ذكي فعال ومدروس .
كل ذلك يتم إسقاطه على الجبهات الداخلية والحدودية مع السعودية، فحديث “محمد عبدالسلام” على قناة الميادينمؤخراً، على الرغم من إلتفافات ومغالطات وفد الرياض، إلّا أن الخطى ثابته وقد تم رسمها منذ الشهرين الأولين من العدوان، مايراه مراقبون ومعهم المجتمع الدولي، بأن الوفد الوطني يعرف ماله وما عليه، ويعرف إمكانيات الجيش واللجان الشعبية التي تواجه العدوان ومرتزقته، مشيرين بأن ما قاله عبدالسلام قاله في مقابلة أخرى منذ أشهر .
دخول المرتزقة دائرة صراع عنيفةبينهم .. وأزمة ثقة مع تحالف العدوان؛
تماسك الوفد الوطني سياسياً على رؤية واضحة وثابتة، وتماسك الجبهة عسكرياً وتأهب الوحدات القتالية وتكامل الأدوار بينها، يقابله تفكك وتصدع أقطاب المرتزقة ودخولهم دائرة صراع وإغتيالات وتصفيات، وتبادل الإتهامات وتراجع ثقة المرتزقة بتحالف العدوان، كما يرى مراقبون، خصوصاً بعد تخلي تحالف العدوان عن جرحى المرتزقته في تعز، ولجوئهم الأخير للجنة الثورية العليا، التي رحبت بعلاجهم، وأصدرت مؤخراً وزارة الصحة العامة والسكان، تعميماً لمدراء عموم الهيئات والمستشفيات في الأمانة وإب وذمار وصنعاء وتعز، بإستقبال ومعالجة الجرحى من أبناء محافظة تعز واعطائهم الإهتمام والرعاية الخاصة وتقديم كافة الخدمات لهم بالمجان .
الأمر الذي أعده موالون للعدوان وصمة عار في جبين ما يسمى بالشرعية “الشوهاء” وتحالف العدوان “الأرعن” كما وصفتهما إحدى أبرز المؤيدين للعدوان، الناشطة الإخوانية “توكل كرمان” . وليس آخراً ما حدث في حضرموت من المحافظ “أحمد بن بريك” الذي وجه مدراء عموم المنافذ الجمركية والضرائب و مدراء المكاتب في المحافظة، بوقف توريد إيرادات المكاتب إلى المركز وتوريدها إلى حساب طرف البنك الأهلي، الأمر الذي قوبل برفض وزير المالية “منصر القعيطي”، الذي وجّه بدوره مدراء عموم المحافظة، بعدم التعاطي مع توجيهات المحافظ “أحمد بن بريك” ، لافتاً أنها تمت دون علم أو موافقة رئيس حكومة هادي و وزير المالية .
تخوف السعودية يدفعها لإخلاء القرى الحدودية؛
قال محمد عبدالسلام على قناة الميادين، أن الشهيد الذي يسقط في الداخل يقابله قتيل من الطرف الآخر، وهذا ليست معادلة جديدة، حيث إشتكت السعودية للمبعوث الأممي أنه منذ فترة التهدئة لديها 98 قتيل وجريح في جبهة الحدود، ولذلك تدرك السعودية بأن حدودها ستشتعل وستتلقى فيه ضربات مؤلمة لا تتوقعها، ولهذا دأبت السعودية على إخلاء القرى الحدودية مع اليمن .
الأمر الذي أكده المسئول السعودي “حمد بن هادي الشمراني” محافظ الداير بأن هنالك لجنة مختصة لعمل منطقة عازلة على الحدود، مشيراً بأنه لن يتم نقل أي مواطن سعودي إلا بعد حصوله على تعويضات كبيرة ومجزية ما يمكنه من اعادة التوطين في أي منطقة، حد تعبيره .
والخلاصة أمام هذا الواقع المرسوم، يرى مراقبون الآتي:
- سياسياً “الحل” يعني الذهاب لحزمة توافقات لا يمكن فيها الإنتقاء، كما لا يمكن فيها إقصاء أي طرف، وهذا يعني أن القرار 2216 معطل وغير فعال وسيجري تشكيله بناءاً على التوافقات المتوقعة، أما إذا إستمر وفد الرياض بتجاهل مبدأ التوافق، سنذهب إلى التفاهم عسكرياً .
- وعسكرياً، التصعيد في اليمن، يعني سقوط مواقع جديد في الحدود وإيلام السعودية في عمقها على نحو مغاير لما جرى سابقاً، كما يعني تكبد المرتزقة والغزاة مزيداً من الخسائر في العتاد والعدد دون تحقيق أي تقدم .
- ====