النظام السعودي ومحطات الفشل
إسماعيل المحاقري
لم يعد خافياً على أحد أنّ النظام السعودي يعيش في نفق مظلم في اليمن ويواجه مأزقاً حقيقياً لا يقف عند حد الجانب الاقتصادي وحالة الابتزاز والاستنزاف المالي لاحتياطيه النقدي بدفعه عشرات المليارات من الدولارات لشراء المواقف وتكميم الأفواه وإخفاء مظاهر الفشل والإخفاق الملازم له أمنيا وعسكريا وحسب، بل تعدى ذلك إلى انكشاف سوءة هذا النظام على المستوى الإنساني والحقوقي وإن بشكل تدريجي.
فالسعودية وعلى مدى ما يقارب العام والنصف من العدوان ارتكبت ولا تزال المئات من المجازر والجرائم المروعة والبشعة بحق الشعب اليمني في مختلف المدن والمحافظات مستهدفة آلاف الأطفال والنساء في صورة تضعها في صدارة الدول المنتهكة لكل القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان في العالم، إن من حيث سجلها الأسود في القتل والتدمير أو من حيث استخدامها لأفتك أنواع الأسلحة المحرمة دوليا في قصفها المدن والأحياء السكنية.
وبسجلها القاتم هذا وتجاوزها لكل الخطوط الحمراء ونظرا لمراوحة عدوانها مكانه في قتل واستهداف المدنيين جعل من سلوك السعودية ومكابرتها عبئا ثقيلا على حلفائها وواقع لا يطاق ولا يمكن بأي حال مواصلة تجاهله والتغطية عليه.
وهنا وإن اقتضت الحاجة الأمريكية عدم الإعلان والافصاح عن ذلك بشكل رسمي فإنّ بيانات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني تولّت بالنيابة فتح ملف الانتهاكات السعودية في اليمن.
وإن كان التعاطي مع هذا الملف دون الحد الأدنى والمطلوب لرفع الغطاء عن نظام مجرم وبالتالي محاسبته ومعاقبته إلا أن الواضح أن المملكة تعيش حالة من الخوف والقلق بدت من خلال حرصها الشديد على تبييض صفحتها ومحاولتها درء التهم الموجه إليها بقتل وتشويه الأطفال وارتكاب جرائم حرب في اليمن منتهجة بذلك سياسة الترغيب والتهديد وهي السياسة التي لن تدوم ولن تجدي نفعا في قادم الأيام.
وهكذا وعلى الرغم من كل هذه الوقائع يبدو أن السعودية لا تزال العزة تأخذها بالإثم بمواصلة عدوانها وإصرارها على تعطيل أي مبادرة قد تقود إلى إنجاز حل سياسي يُفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار الجائر عن بلد يتذيل قائمة الدول الأفقر في العالم.
====