لقاء القمة في نيويورك … مبارزة ورسائل للمرحلة المقبلة
لقاء القمة في نيويورك وصف بالمبارزة. ومن المتوقع أن تستمر رسائله بالظهور طوال المرحلة المقبلة.
إنها قمة الأسد في نيويورك بامتياز. فالرئيس السوري حاضر هنا برغم غيابه أميركياً عن الحل، وحضوره بقوة روسيا في الحل السياسي لسوريا. رفع الزعيمان نخب الارضية المشتركة أو على الاقل نخب سعيهما المشترك إلى إيجاد حل سياسي في سوريا. هذا هو الخرق شبه الوحيد الذي نتج عن لقاء القمة الاميركية – الروسية في نيويورك. طالما أن عقدة “مدى مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد” في المرحلة الانتقالية الموعودة، ما يزال “قيد الاختلاف” بين الجانبين. ولخّص مصدر في الادارة الاميركية الخلاف كالتالي:” الروس يرون الرئيس الاسد حصناً ضد المتطرفين ونحن نراه استمراراً لتأجيج نيران الصراع الطائفي”. المصدر نفسه وصف اللقاء ب”المثمر” طالما أن كل الاوراق وضعت على الطاولة من دون مواربة. على أرض روسية في المكتب الديبلوماسي للبعثة الروسية في مقر الامم المتحدة، عقد لقاء القمة بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين لنحو ساعة ونصف الساعة. إتسمت القمة بـــ “الجدية” على حد وصف الجانبين. الرجلان يلتقيان للمرة الاولى منذ قرابة العامين. الاتهام التقليدي الاميركي ضد الرئيس السوري ظهر في القمة، كما في كلمة أوباما التي سبقتها. لكن الدب الروسي نجح في انتزاع المبادرة من نظيره الاميركي، وتحويل اللقاء إلى ما يشبه “المبارزة” على حد وصف “تايم” الاميركية. ودعا إلى تشكيل تحالف واسع لمكافحة الارهاب. هذا التحالف يشمل إيران وسوريا على ما أعلن فيتالي تشوركين. رسائل القمة رشحت تباعاً بعد انعقادها. وجّه بوتين ما لا يحتمل اللبس إلى كل من يعجز عن “هضم” الصيغة الروسية للحل السوري. فأعلن احترامه لكل من أوباما وفرانسوا هولاند ولكنه أوضح: “ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى”. أوباما تحدث عن “إرادة مشتركة” في ايجاد حلول في مواجهة الحرب في سوريا”، وأعلن استعداد بلاده للعمل مع أي دولة بما في ذلك إيران وسوريا لتسوية النزاع”. وحضرت أوكرانيا في لقاء القمة ويبدو أن إسرائيل كذلك. كلام بوتين الى اسرائيل عقب قمة نيويورك جاء مغايراً للكلام الاسرائيلي. فالقيصر أعلن التنسيق بين موسكو وإسرائيل في موضوع محاربة الارهاب بين قادة الجيش من دون حاجة لاقامة هيئة ثنائية.
المصدر: الميادين