“يوزعون الموت على اليمنيين بعدالةٍ ومساواة”
(يوزعون الموت على اليمنيين بعدالةٍ ومساواة:)
من حجة إلى المخاء، ومن باقم بمحافظة صعدة إلى يريم بمحافظة إب،ومن بني حشيش بصنعاء إلى جبل راس في الحديدة.
كل يمني لديهم حلال الدم، رخيص الحياة..
لا فرق بين من يقاتل في جبهة حرب، أو بين من يرقص في حفلة عرس.
بين من في الخطوط الأمامية وبين من هو نائم آمن في منزله..
بين ناقلات الإمداد، وبين ناقلات القمح.
بين منصة صواريخ، وبين كوبري على طريق إسفلتي.
بين ثكنة عسكرية، وبين قرية لفقراء معزولين في أقاصي الريف اليمني.
طوال تاريخهم عرف اليمنيون صنوف الكوارث؛ كوارث الحروب، والطبيعة، والأوبئة: من خراب السد إلى زلزال ذمار، ومن “أصحاب الأخدود” إلى “أحداث يناير”، ومن عام الرمادة إلى حمى الضنك..
لكن لم يمر عليهم عصرٌ كانوا فيه عرضة لموتٍ يومي، جماعي، ينزل على رؤوسهم من كل سماء، في كل مكان وعلى مدار الساعة؛ كما هم عليه الآن تحت هذا الوباء “السعودي” الأعمى والقذر.
إنها جرثومة خبيثة..
جرثومة تنتقل عبر الهواء..تختار ضحاياها عشوائياً.. في كل الأمكنة وفي مختلف البيئات: في المرتفعات كما السهول، وفي الوديان والتهايم كما السواحل والجزر، في المدن كما الأرياف، في المنازل كما الأسواق كما المدارس كما المساجد كما الطرقات.
ومع ذلك فإن إرادة الحياة هنا أكبر من الموت وجرائمه العارية بعري أصحابها عن كل خلق من أخلاق الحرب أو قيمة من قيم الآدمية.
ولئن كانت هذه “جرثومة” مدججة بأحدث الأسلحة، فإن اليمني لن يعجز عن مكافحتها ولو بـ”النعال”.
سينتصر دم الضحية في المخاء وكمران ويريم وصالة وميدي ورازح..
سننتصر عليهم بانحطاطهم
سننتصر باستعلائهم واسترخاصهم لدمائنا
سننتصر بضعفنا
سننتصر بعجزنا
سننتصر بفقرنا
سننتصر بانقسامنا
ستنتصر نعالنا على أكبر رأس من رؤوسهم.. ولو بعد حين