أرواح 887 حاجا أزهقت بسبب لامبالاة وإهمال النظام السعودي
استشهاد الحجاج في منى .. حادث أليم لا يمكن تجاهله أو نسيانه من ذاكرة الشعوب العربية والإسلامية ، ففي الوقت الذي يقتل فيه المئات من الحجاج يقتل آل سعود أطفال ونساء اليمن بالآلاف، وبلا شك انه من يقتل الحجاج هو نفسه الذي يقتل الشعب اليمني ويقتل في سوريا وفي كل مكان.
ما حصل خلال موسم الحج هذا العام بحق آلاف الحجاج في منى ليس الحدث الأول من نوعه فقد استشهد منهم العشرات في حادثة الرافعة واحتراق الفندق وسقوط كتل صخرية وغيرها من الحوادث المماثلة والتي أودت بحياة العديد من الحجاج..
حوادث جنائية غاية في البشاعة بحق الحجاج يجب أن يعاقب آل سعود على ما تعرضوا له من موت جماعي، واعتبارهم المعنيين عن الإجراءات الأمنية والوقائية، مقابل الملايين التي يحصلونها لخزائن الأسرة الحاكمة من جيوب الحجاج فضلا عن عائدات الحج التي تمثل ثاني اكبر دخل اقتصادي للسعودية بعد النفط.
وحول مجمل ذلك رصدت “الثورة” آراء ومواقف الكثير من النشطاء وردود أفعال مندده بالحادثة وخرجت بالحصيلة التالية:
تساؤلات عده تفرض نفسها حول من الذي قتل مئات الحجاج دهسًا تحت الأقدام في مشعر منى؟، هل الحجاج قتلوا وأصابوا أنفسهم؟، هل تدافعهم وتصادمهم تسبب في الكارثة ام مرور أحد مواكب الأمراء السبب الرئيسي وراء ذلك؟
وحسب جريدة الديار اللبنانية أن زيارة ولي ولي العهد للمكان كان سبب في الكارثة، لكن لمن يبحثون عن تأجيج نار الفتنة بين المسلمين يهرولون لإتهام الحجاج أنفسهم، وهذه مهزلة عندما تستعمل “الدناءة السياسية” والدناءة الإعلامية” في استغلال فاجعة التفريق بين أبناء الدين الواحد، زيارة بيت الله الحرام قمة الإخلاص في العبودية والإيمان، فكان علينا احترام حجاجنا سود بيض عرب وفرس وغربيين وغيرهم مادام الإسلام يوحدنا جميعا.
وأفادت: انه في لحظة تدافع في منى تقرر ان يشارك ولي ولي العهد في هذه اللحظة فجاء بموكب رسمي كبير يضم أكثر من 200 عنصر من الجيش و150 من الشرطة وكانوا يحيطون به من كل الجهات ودخل بين الجمهور الحجاج ووصل الى مركز منى، هنا تغيرت وجهة الحجاج ذلك انه وصل عكس السير ليصل بسرعة ويذهب بسرعة، وحصل تدافع رهيب أكثر من الف حاج كانوا يضغطون مما جعل الكارثة تبدأ وانهى ولي ولي العهد زيارته وانسحب.
وأضافت الديار: ان الكارثة كانت عظيمة حيث بدأ الحجاج يضغطون ويقعون أرضا بشكل تلقائي فيما بقية الحجاج كانوا يدوسون عليهم وعلى رؤوسهم وأجسادهم بالآلاف، وبدأ عدد القتلى يرتفع عشرة، عشرين، مئة، مئتين الى ان وصل العدد الى 900 قتيل من الحجاج والجرحى إلى أكثر من ألفي جريح بحالة حرجة، ويتوفى منهم كل 5 دقائق 3 حجاج.
السلطات السعودية أعطت أمرا بجلب لائحة المسؤولين عن تنظيم زيارة الحجاج في منى –حسب ما تناولته عدد من الصحف العربية والإقليمية- واعتبارهم متسببين بموت نحو ألف حاج وأمرت بقطع رأسهم وهم 28 مسؤولا وحكمت المحكمة الشرعية عليهم بذلك وسينفذ الحكم أمام الحجيج.
إجراءات اتخذها النظام السعودي بغيه الهروب من تحمل المسؤولية الجنائية وامتصاص غضب الشعوب العربية والإسلامية بفعل الحادثين البشعين في منى والرافعة في الحرم الملكي، فيما مراقبون اعتبروا تلك الإجراءات مجرد تبريرات لتبرئة ذمتها من تلك الأرواح التي أزهقت بسبب الإهمال القاتل وبسبب اللامبالاة التي نشاهدها من طرف السلطات السعودية التي لا تهمها أرواح الحجاج بقدر ما تهمها أموالهم التي تستفيد منها المملكة لوحدها.
الأمن مهدد!!
يقول الكاتب والناشط رشيد أخريبيش –من لبنان-: يبدو أن البلد الذي دعا له إبراهيم عليه السلام أن يكون آمنا مطمئنا أصبح فيه الأمن الآن مهددا، وأن البلد الذي يقصده الملايين من المسلمين لأداء مناسك الحج لم يعد كما كان، بل أصبح أكثر خطورة فحياة الحجاج لم تعد في مأمن عن مثل هذه الكوارث التي تحدث تباعا في كل موسم حج ، آخرها كارثة منى التي أزهقت فيها أرواح أكثر من 700 شخص بالإضافة إلى عدد مهول من الجرحى.
وأضاف أخريبيش: نحن كغيرنا من المسلمين نؤمن بالقضاء والقدر كما أننا نؤمن بخيره وشره، لكن هناك العديد من علامات الاستفهام التي تطرح بعد هذه الحوادث التي تتكرر مراراً والتي تفسد على المسلمين فرحة العيد في الديار المقدسة التي من المفروض أن تكون بلدا آمنا مطمئنا.. إذا كانت الحوادث لا تفارق هذه البقعة الطاهرة وإذا كنا كل يوم نسمع عن شهداء بالعشرات فما الذي فعلته المملكة العربية السعودية لمنع تكرار مثل هذه الفاجعات؟ سؤال مطروح على ال سعود وعلى الدول الإسلامية التي تشارك في الحج وتسلم أمرها لعائلة آل سعود كل سنة.
وصمة عار!
وعلى النقيض كتب بعض المدونون على صفحاتهم على الفيس بوك اتهموا فيها السعودية بالمسؤولية الكارثية ومهاجمة المتعاطفين مع عائلة أل سعود تقول الحقوقية ثريا محمد على صفحتها في الفيس بوك تقول ”شهداء الحج وصمة عار في تاريخ ال سعود عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم أمام الخالق و المخلوق غضب رباني يحل بآل سعود ماذا يحدث في بيت الله بحق السماء؟!”
وأضافت ثريا: لكن مع تسليمنا بما تردد ويتردد، ومع نفينا لما تردد ويتردد نتساءل: أين كانت الأجهزة؟، لماذا تركت الشرطة الحجاج يتدافعون حتى الموت؟، لماذا خلت هذه الشوارع من سيارات الشرطة ومن رجالها الذين ينظمون سير قوافل الحجاج؟، وما هي فائدة الكاميرات التي زرعت في كل شبر من منى وعرفة ومكة؟، لماذا لم يتدارك المراقبون للشوارع عبر الكاميرات الكارثة؟
إهمال الشرطة!!
الكاتب الصحفي محمد الموهبي يقول على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أعتقد أن الأجهزة المسؤولة عن التنظيم والتسيير داخل منى هي المسؤولة عن هذه الكارثة، وبالتالي تتحمل حكومة المملكة مسؤولية الحادثة، على النقيض تمامًا من حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي، فحادث منى وقع بسبب إهمال الشرطة فى التنظيم وتتحمله الحكومة، وحادث الرافعة بمكة تسبب فيه إهمال فرد أو مجموعة كانوا قد كلفوا بنصب الرافعة بإحكام.
ويوافق أكرم غالب ناشر الرأي الموهبي حيث كتب في منشور له على صفحته قائلا: تعازينا الحارة لذوي الشهداء من الحجاج الذين استشهدوا غدرا بسبب غياب التنظيم والتقصير في المسؤوليات المفترض ان تصاحب أداء مناسك الحج، وكل اللوم يقع على الجانب السعودي كونه المسؤول عن الحج، ويتقاضون أجرة باهظة مقابل تأمين وراحة الحجاج.
تقصير غير مقبول!!
أما عماد علي العلفي فتحدث في منشور له: هناك تقصير غير مقبول قتل فيه جزء من مسلمو العالم أجمع ومن جنسيات مختلفة، وقد كان سقوط رافعة بجانب الحرم المكي قبل أيام وقتل على إثرها الكثيرين كانت بمثابة الإنذار الأولي لسوء التنظيم، الذي كانت السلطات السعودية تستطيع التأهب له لوقف مجزرة حركت مشاعر العالم.
تقصير وإهمال!!
من جانبة عبر مجلس التلاحم القبلي اليمني في بيان له عن أسفه البالغ لما تعرض له حجاج بيت الله الحرام بمشعر منى إثر الضيق والازدحام والتدافع الذي أدى الى سقوط مئات الشهداء ومئات المصابين منهم وذلك بسبب تقصير وإهمال نظام آل سعود الواضح للعيان خصوصاً وان هذه الحادثة قد تكررت عدة مرات وعلى مدى السنوات الماضية مما يكشف جلياً المؤامرات والمخططات التي يحيكها العدو الصهيو أميركي بحق أبناء الإسلام ومقدساتهم بغية منع وإرهاب المسلمين من أداء هذه الشعيرة المقدسة لما لها من أهميةٍ بالغةٍ وعظيمةٍ في قلوبهم.ح
حوادث وأرقام!!
هذه الجريمة ليست اللعنة الأولى التي تحل على عائلة أل سعود وتخلف الآلاف من القتلى والضحايا في موسم الحج وخصوصا في منى .
2 يوليو / تموز 1990، توفي حوالي 1426 حاجا، أكثرهم من الآسيويين، بعد انهيار نفق ضخم يفضي إلى الأماكن المقدسة في مكة. وقالت السلطات إن الضحايا اختنقوا بعد انهيار نظام التهوية داخل النفق.
9 أبريل / نيسان 1998، توفي 118 حاجا على الأقل، وجرح أكثر من 180 أثناء رمي الجمرات. وكان معظم الضحايا من اندونيسيا وماليزيا، ووقع التدافع مما أدى إلى وفاة الحجاج بعد أن أصيبوا بالذعر وسقوط العديد من الناس من فوق الحاجز.
1 فبراير / شباط 2004، منى، تعثر حوالي 251 حاجا وتوفوا خلال تدافع استمر لمدة 27 دقيقة. وقالت السلطات إن الكثير من الضحايا لم يكن مصرح لهم بالتواجد في رمي الجمرات، بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات بسبب حوادث تدافع سابقة.
12 يناير / كانون الثاني 2006، منى، توفي 364 شخصا على الأقل في تدافع أثناء شعائر الحج. وقال المسؤولون إن التدافع حدث بسبب سقوط بعض حقائب الأمتعة من الحافلات أثناء تحركها، أمام أحد مداخل جسر الجمرات، مما تسبب في تعثر الحجاج.
أصبحت الدولة السعودية محرجة للغاية أمام العالم العربي والإسلامي, يقابله تصريحات استنكار من القادة في السعودية, وأصبح الأمر ملح لعقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج بحسب رئيس الشؤون الدينية التركي.