مذاكرت شاب تعزي يحكي كيف ألتحق أخوه بصفوف المجاهدين..وكيف ينتمي لصعدة وشهاده ميلاده من تعز
وفي الاخير بعد انتظاري كثيراً استطعت ان اغير أسمي في حسابي الخاص كما غيرته وانتزعته من ذاتي الخاص أيضاً …….
مؤمناً أن الإنسان يتسنى له – اذا ما وجد ماهيته التي يبحث عنها – أن يغير أسمه متى وأين ما يشاء ….
وجدتها بعد صراع عظيمٍ( قبل أن يكون مع الغير ومع الكيف ومع الكم ) قد كان الصراع معي ….
لقد صيّرتُ أن أكون (حيدراً) وحيدْ خيرٌ من أن أكون (عمر) بالألاف …..
صيّرت حيدر إسماً يليق بي وبما أكون وأخي مجاهدٌ في صفوفِ الرجال والحفاة ,ويمناه بترت أصابعها ؛
فأردف فيه لو كانت أصابع كفي اليسرى التي قُطعت حتى أستطيع أن أضرب الزناد حتى النهاية نعم إن أخي مجاهد في صفوف الرجال والارض تقاتل معهم رأيتها تكراراً تفعل ..
والاشجار الطوال كانت تقبلهم وتدنوا من ملامحهم وسحنتهم كي تحفظ ما تبقى من جليل يعيش فوق الوطن , سيبدل الله أخي بكل الاصابع التي ضاعت في فردوسٍ خرائطه خلقت بأيدينا …
وأمي قنديلٌ لها الكثير من الأعوامِ ولم يفل ولدت إبنها في حفرة من حفر الحصار ومازالت تحبني ..
ووالدي كان حبة ضوءٍ أعطى الطريق الكثير من الخرائط والكثير من الحب والكثير من الرجال , لقد أعطى الطريق الكثير الكثير منهُ …..
تلك عائلتي البسيطةُ التي حصلت عليها من إله السموات ,
وأنتمي إلى صعدة من وراء الغيوب ؛
كذبت ألسُن القائلين أنني أنتمي لمدينة أخرى ولوصدقت شهادة الميلاد ,,
ولست أقدر أن اصف ذلك المقدار من شغفي وحبي الساجدُ قِبلتها بيد أنني أعرف كم هي ولاّدةٌ للرجال والمجاهدين والبفنسج .
أنا عاملٌ إستكنت إلى السكون بقيتي وارتشفتُ حليباً ليس يشربه الكثير إنني أكتب الشعر كثيراً ولست أجيد أن أكتب صعدة َ
في قصيدة أو أن أعمل طيلة عمري حتى أكون بوزن خردلِ من مجاهد ولكني راضٍ عن ما أكون وما أريد الحسين أخبرني بذلك …
أحب بلادي التي أنتجب جيشاً يخافه ضله يقاتل جيشاً يخاف من ضله ….
……
يوشك الحبر أن ينفذ مني …
صنعاء بعيدة
وأبعد من رمّان حائطها الدموع
يلتهمُ الحصارُ حصاره ويذبلَ من قصيدةْ
تغنيها بلادي في خشوع
—
بقلم / حيدر