ثورة الـ21 سبتمبر.. أعادت التوازن للمشهد السياسي اليمني ووضعت النقاط على الحروف
وها نحن اليوم نحتفي بهذه الذكرى كذكرى عظيمة على قلوبنا رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء العدوان السعودي الإجرامي الغاشم على الشعب اليمني وتدمير جميع مقدراته .
“الثورة” رصد آراء وانطباعات عدد من السياسيين والمثقفين حول ذلك وخرجت بالحصيلة التالية:
البداية كانت مع الناطق الرسمي لمكون أنصار الله محمد عبدالسلام الذي قال: مع اقتراب انتصاف عام من المنازلة التاريخية بين بلدنا اليمن شعبا وجيشنا الوطني من جهة، ومن جهة أخرى تحالف العدوان السعودي الأمريكي وافرازاته الاحتلالية سواء في جنوب البلاد أو في شرقها نرفع التحية إجلالا وإكبارا لأبطال الجيش واللجان الشعبية لما يحققونه من معجزات الصمود والتصدي بروحية قتالية وطنية عالية والتي لولاها ولولا العون الإلهي والاسناد الشعبي لكان اليمن قد وقع في براثن احتلال لا يقل سوءاً عن ماضي الاحتلالات التي تعرض لها اليمن في تاريخه الحديث.
وقال عبدالسلام: إننا نؤكد على أهمية وجدية المسار العسكري الكفاحي الوطني في مواجهة العدوان الغاشم ولا يثنينا عن ذلك أي تحرك عدواني من قبيل محاولات غزو هنا أو محاولات إنزال هناك ومهما كان حجم ما يعترضنا من تحديات ومخاطر فموقفنا هو التصدي بكل ما أوتينا من قوة إيمانا بأن الدفاع عن النفس والوطن والدولة مبدأ متسق مع الفطرة الإنسانية ومنسجم مع الشريعة الإسلامية الغراء ومتطابق مع ما تقره المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية التي تشدد على حق الشعوب في تقرير المصير وحقها في الدفاع عن النفس وحق الانسان في العيش بحرية وكرامة وحق الدولة اليمنية في الدفاع عن السيادة الوطنية وردع الغزاة، ونحن في اليمن لم نخرج عن تلك المبادئ قيد أنمله فيما تحالف العدوان يقف منها على النقيض جملة وتفصيلا.. ومهما حاول أن يصطنع من عناوين مغايرة لجوهر الصراع المستجد على مستوى شبه الجزيرة العربية.
وأضاف الناطق الرسمي: سياسيا نحن كنا ولا زلنا منفتحين على أي حل سياسي يكون عادلا ومنصفا لا ينتقص البتة من السيادة الوطنية لدولة الجمهورية اليمنية ومع أن جهات دولية بدأت تقدر ان الطرف المعتدي نتيجة لتعنته وتصلبه غير المبرر هو من يتسبب في عرقلة الحلول السياسية حتى الآن.
إلا أنه وبالمجمل لا يزال التعاطي الدولي مع قضية اليمن عند مستوياته الدنيا بل إن البعض يعمل على إعطاء العدوان مزيدا من الوقت لتحقيق أي إنجاز عسكري مما شجع تحالف العدوان على ارتكاب مجازر يندى لها جبين التاريخ وهي وصمة عار تلحق بالمعتدي ويرتد أثرها على الامم المتحدة التي لم تول الجانب الانساني المتدهور قدرا من الاهتمام وكأن الإنسان اليمني ليس من عالم البشر رغم عضوية اليمن في الامم المتحدة وأكثر من ذلك عراقة اليمن في التاريخ الإنساني بما لا تقارن بالأطراف المعتدية التي تعيش عقدة النقص وتترجمها بتدمير ما يتميز به اليمن من المعالم الحضارية والأثرية وإفقاد اليمن منها خسارة له وللحضارة الإنسانية بوجه عام.
وقال عبدالسلام: وأمام ما يتعرض له اليمن من تحديات ومخاطر جراء استمرار العدوان الهمجي فلا نجد تفسيرا للدور السلبي الذي تقوم به الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي سوى ان تلك المنظمتين قد تحولتا عن المهمة القومية والإسلامية المنوطة بهما وانتهى عجزهما في ابتكار الحلول للدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض هذه الأيام لأبشع أنواع الامتهان.
وفي ختام حديثه قال: وفي الختام لا ننسى أن نبارك لشعبنا وأمتنا الانتصارات التاريخية ضد الغزاة والمحتلين مجددين العهد لشهدائنا وجرحانا أن تظل دماؤهم الزكية وقود معركة الكرامة والتحرر الوطني حتى استعادة البلاد كامل سيادتها واستقلالها.. ونطمئن كافة أبناء شعبنا اليمني الثائر العظيم في الداخل والخارج بأن يثقوا بنصر الله لعباده المدافعين عن الحرية والكرامة وشعب فجر ثورتين ضد الاستبداد والفساد لهو أهل لأن يردع العدوان والاستكبار ويصنع للأجيال أعظم انتصار.
إنجاز مهم
من جانبه يقول المهندس حميد الروحاني مدير عام مكتب الاتصالات وتقنية المعلومات بمحافظة عمران بمناسبة مرور عام على ثورة 21 سبتمبر: لقد حقق أبناء شعبنا اليمني انجازا مهما في الـ21 من سبتمبر ولم تنته ثورته ومشواره بعد فما زالت هناك جبهات وسيبقى الشعب ثائرا ينشد العدل والكرامة والحرية.
وأضاف الروحاني: إن ثورة الـ21 سبتمبر بإنجازها قطعت شوطا كبيرا في ملاحقة النافذين وهذا الانجاز قوبل بردة فعل مضادة من تلك القوى التي لجأت بقوى الشر وشنت عدوانا ظالماً على أبناء الشعب اليمني.. ومن نتائج هذه الثورة أنها أتاحت فرصة لبناء دولة وهناك فرصة حقيقية ولا بد من استمرار الثورة فالشعب معني اليوم أن يقتطف ثمرة تضحياته وصبره والتضحيات بالشهداء والجرحى.. ولابد من اغتنام هذه المناسبة كفرصة لتوحيد الصف والتحرك الجاد لمجابهة العدوان ومحاولة قوى الاحتلال تمزيق وحدة اليمنيين والالتفاف على انجاز الشعب المتمثل في انجاح ثورته التاريخية العظيمة.
أعادت التوازن
فيما يقول عبدالله ابراهيم الوزير- رئيس تحرير صحيفة “البلاغ”، في هذه المناسبة: أنجزت ثورة الـ21 من سبتمبر 2014 حدثا ثورياً هاماً بإسقاطها العديد من المشاريع التي كانت قوى داخلية وخارجية تعتزم تنفيذها على أرض الواقع، ومن ذلك مشروع أخونة الدولة اليمنية ومشروع الوصاية والانتداب الخارجي على اليمن، ومشاريع الاستغلال للثروة والسلطة لحساب مصالح قوى نافذة في السلطة والجيش.
وأضاف الوزير قائلا: هذه الثورة التي أعادت التوازن للمشهد السياسي اليمني ووضعت النقاط على الحروف في ما يتعلق بإدارة شؤون البلاد تواجه اليوم مؤامرات ومخططات شريرة مسنودة بالقوى الخارجية من قبل تلك القوى التي رأت فيها ضربة موجعة لها، ونهاية لمشاريعها وأهدافها وأجندتها الخاصة، حيث تسعى هذه القوى للنيل من الثورة من خلال إطالة أمد الفوضى الأمنية والدفع بالأوضاع الاقتصادية نحو الانهيار واستمرار الاعتداء على أبراج وخطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط والغاز واللعب بورقة القاعدة والعناصر الإجرامية، محملة الثورة والثوار أسباب التدهور الاقتصادي والمعيشي والانفلات الأمني، في مغالطة مفضوحة، خصوصاً أن الجميع يدركون جيداً كيف كانت الأوضاع قبل 21 سبتمبر 2014م، وكيف أضحت بعد ذلك ولا يحتاج الأمر إلى براهين، فالواقع خير برهان وستبوء مخططات وأهداف تلك القوى المتربصة بالثورة ومكتسباتها بالفشل وسينتصر الشعب والوطن.
أسقطت المرتزقة
فيما تحدث القيادي في أنصار الله يوسف الفيشي عن اصداء ثورة الـ21 سبتمبر قائلا: ان أمريكا أبدت قلقها من ثورة 21 سبتمبر التي أسقطت مرتزقتها في الداخل –اليمني- وما نتج عنها من تغيير أدى إلى التحرر والاستقلال أخرجت اليمن من التبعية للاستكبار العالمي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً وثقافياً.
وقال الفيشي: نؤكد على ضرورة اليقظة والانتباه والجهوزية للتصدي لأي محاولات للانقلاب على مكاسب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ومن ذلك المحاولة الأخيرة في فرض مشروع الــ 6 الاقاليم .. معتبراً ذلك مخالفة واضحة لاتفاقية السلم والشراكة وفي مسعى لتدمير البلد وتجزئته وبعثرته الى “كنتونات” بمعايير تساعد على تفكيكه.
وأضاف الفيشي مستطردا: إن ذلك هو السبب الوحيد لشن حرب كونية على شعبنا لازالت تدور رحاها منذ نصف عام يترافق معها حصار اقتصادي ظالم وقذر وصمت عالمي متعمد برغم استهداف الأطفال والنساء والصحة والتعليم والإعلام الحر وجميع البنى التحتية والمقدرات الاقتصادية وكل مقومات الحياة وضربت كل القوانين السماوية والوضعية عرض الحائط واقترفت بحق شعبنا من الجرائم ما تعافه الوحوش المفترسة والجوارح الكاسرة في الغابات وهذا ما أدى إلى الصمود الاسطوري والدفاع الخيالي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
وقال الفيشي: لقد قرر شعبنا أن يهزم عدوان داعش الكبرى في عُقر دارها بعد التعنت السياسي والاستهتار الأممي والدولي بالحياة والإنسان والتاريخ والعمران في اليمن وقادم الأيام سيشهد تحولات كبرى ستذهل العالم وتربك الطغيان والاستكبار العالمي بعون الله.
واختتم الفيشي حديثه قائلاً: باختصار نحن مقتنعون جيشاً وشعباً أننا نخوض ملحمة الدفاع عن الإنسان والمكان والتاريخ والزمان في المنطقة بأسرها وكلنا ثقة بنصر الله وما النصر إلا من عند الله وهو الغالب على أمره والقاهر فوق عباده (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).