“دهلك” ما هو ممنوع على اليمنيين .. مسموح “للإسرائيليين”
بين إحدى أهداف العدوان المعلنة على اليمن والذي دخل عامه الثاني قبل أيام هو هاجس سلامة الملاحة في باب المندب، وما قد يشكله أنصار الله اليمنيون والعرب الأقحاح من خطورة على هذا الممر المائي الدولي الهام والحيوي، والملاحة في قناة السويس, وكان هذا العنوان هو الأبرز بين عناوين وأهداف الحرب الذي ساقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمصريين لتبرير انخراط مصر في التحالف السعودي للحرب على اليمن.
إذ نشر مركز “ستراتفور” الأمريكي للمخابرات الدولية تفاصيل جديدة عن القاعدة العسكرية الصهيونية المقامة بالقرب من باب المندب على أرخبيل جزر “دهلك” الإرتيرية، وتعد أكبر قاعدة بحريه للكيان الصهيوني خارج فلسطين المحتلة، وثاني أكبر قاعدة بحرية لها تمكنها من التجسس على كل ما يدخل ويخرج للبحر الأحمر.
والى جانب كونها مركزاً لها للرصد والمراقبة في البحر الأحمر، تعد أيضاً محطة لتشغيل الغواصات الصهيونية المزودة برؤوس نووية، التي تقوم بمراقبة حركة الملاحة عند مضيق باب المندب جنوب البحر الأحمر.
وتعد جزر أرخبيل “دهلك”، والتي يزيد عددها على مئة جزيرة، وتبلغ مساحتها 700 كم، وتبعد عن الساحل الإرتيري مسافة 43 كم، وعلى ساحلها عدد كبير من المراسي للسفن، وأقامت دولة الكيان القاعدة العسكرية والتجسسية في جزر “دهلك”، بموجب اتفاقية بينها وبين إريتريا، بعد أن أخلت روسيا الأرخبيل في بداية التسعينات من القرن الماضي حيث كانت تتواجد قاعدة روسية للسيطرة ومراقبة الملاحة في البحر الأحمر.
وتضم القاعدة العسكرية الصهيونية وحدة تنصت إلكتروني تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في الجيش الصهيوني، تقيم عدة أبراج هوائية وأطباقاً لاقطة من أنواع وأحجام مختلفة مهمتها التنصت على الاتصالات اللاسلكية الصادرة من السفن في البحر الأحمر ومراقبة هذه السفن، والتنصت على المكالمات الهاتفية، واختراق العناوين الإلكترونية.
وبحسب معلومات استخبارية فإن دولة الكيان تقيم قواعد مراقبة على عدد من جبال الأرخبيل بهدف تعزيز جمع المعلومات المخابراتية، وتورد معلومات أن دولة الكيان استهدفت قافلة معدات عسكرية في السودان في العام 2012 أثناء توجهها لقطاع غزة، بعد معلومات حصلت عليها عبر قاعدتها التجسسية في “دهلك”، كما استعملت ثلاثة مدمرات بحرية في “دهلك” في حربها على لبنان في عام 2006.
فيما استعان الإريتيريون بزوارق حربية صهيونية وحصلوا على دعم لوجستي كبير من قاعدة “دهلك” أثناء احتلال إريتيريا لجزيرة حنيش اليمنية عام 1996.
وإلى جانب دورها التجسسي تضطلع قاعدة “دهلك” بدور عسكري, إذ تحتفظ دولة الكيان الصهيوني بأسراب من المقاتلات والطائرات المساعدة في سراديب تحت الأرض في قاعدتها العسكرية بـ “دهلك” بالإضافة للمدمرات والبوارج البحرية، وغواصة ذرية استلمتها قبل سنوات من ألمانيا، ولا يستبعد الجانب اليمني مشاركة أساسية للطائرات والزوارق الصهيونية في العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، انطلاقاً من هذه القاعدة العسكرية.
وكانت مصادر رجحت وقوف الكيان الصهيوني خلف مجزرة مدينة العمال في مدينة المخاء المطلة على البحر الأحمر والقريبة من الساحل الإرتيري في الـ24 من يوليو 2015م، حصيلة ضحاياها 88 من المدنيين بينهم 24 طفلاً و19 امرأة و188 جريح بينهم 28 طفلاً و23 امرأة، وتدمير 150 وحدة سكنية.
وبحسب هذه الإمكانيات التجسسية والعسكرية لدى هذه القاعدة الصهيونية المطلة على باب المندب فيمكن للكيان الصهيوني إغلاق هذا الممر الحيوي في أي وقت يشاء وبسرعة، وحكماً تعطيل الملاحة بشكل مؤثر في قناة السويس.
فهل ما هو ممنوع على اليمنيين الذين أكدوا حرصهم على تأمين سلامة الملاحة البحرية في باب المندب والبحر الأحمر رغم العدوان عليهم، مسموح “للإسرائيليين”!؟
إبراهيم الوادعي
====
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا✅