الصحف الاجنبية: هجمات بلجيكا تؤكد فشل الغرب في محاربة داعش (ترجمة)
اعتبر صحفيون غربيون بارزون ان تفجيرات بلجيكا الارهابية التي نفذتها داعش تثبت فشل السياسة الغربية المعتمدة بمحاربة داعش، بينما شدد باحثون آخرون على ان التحاق البلجيكيين بالجماعات التكفيرية في سوريا ادت الى تتويج مشكلة التطرف التي كانت موجودة اصلاً في بلجيكا.
من جهة اخرى، اجرى الكونغرس الاميركي جلسة استماع حول حزب الله استخدم خلالها المتحدثون لغة شيطنة بهدف تشويه سمعة الحزب.
تفجيرات بلجيكا الارهابية
الصحفي “Roger Cohen” كتب مقالة نشرت بصحيفة “نيويورك تايمز” شدد فيها على ان هجمات بلجكيا الارهابية تبثت بان الاستراتيجية الغربية لمحاربة داعش لا تحقق نجاحاً، وقال ان هذه الاستراتيجية التي يتبعها الرئيس الاميركي باراك اوباما لا تقوم بشيء لجهة التصدي للرسالة الاستقطابية لدى الجماعة وتعطيل دعايتها ومنعها من قتل الاوروبيين.
واعتبر الكاتب ان الرسالة التي ارادت الجماعة توجيهها جراء الهجوم كانت واضحة: لا نزال نستطيع ضربكم متى نشاء.كما لفت الى ان كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومات الغربية منذ هجمات باريس لم تغير هذه المعادلة.
و شدد الكاتب على ان بلجيكا من حيث معدل عدد الافراد،هي من اكثر الدول الاوربية التي التحق مواطنوها بصفوف الجماعات المسلحة في سوريا.كما قال ان بلجيكا هي دولة ضعيفة من الناحية المؤسساتية و تعاني من ضعف المعلومات الاستخبارتية و التنسيق الامني في الحرب ضد “عدو متطور”.
هذا فيما اكد الكاتب ان سوريا هي حاضنة التهديد الارهابي العالمي،لافتاً بنفس الوقت الى ان “الارهاب يشع” من الرقة،حيث معقل داعش.
و اعتبر الكاتب ان الخطر الاساس في الرقة لا يتمثل بالارباح النفطية او منشآت التدريب او قربها الجغرافي من الغرب او سيطرتها على عدة ملايين من الناس،بل اعتبر ان الخطر الاساس في الرقة يتمثل بكونها تؤكد على جاذبية ما اسماه “القوة السنية الجهادية”.و رأى ان الولايات المتحدة و اوروبا لما كانوا قبلوا بوجود مثل هكذا معقل لو كنا نعيش في عام 2001.
كما اعتبر الكاتب ان استراتيجية اوباما بعدم سحق المتطرفين عسكرياً محفوفة بالمخاطر اكثر مما يمكن تحمله،اذ تسمح لداعش بان “تبتكر شرها” داخل الرقة و بان تنشر هذا الشر الى الخارج.
الكاتب شدد على قوة تأثير داعش من الناحيتين النفسية و السياسية،لافتاً الى ان الآثار قد ظهرت في اوروبا و الولايات المتحدة.ففي اوروبا، يقول ان الاتحاد الاوروبي يواجه خطر وشيك يتمثل بالتفكك،منبهاً الى ان الهجمات الاخيرة ستصب لمصلحة السياسيين اليمينيين في اوروبا مثل زعيمة جبهة القومية الفرنسية “Marine Le Pen”.كما حذر من ان هجمات بلجكيا ستزيد الاصوات المطالبة بوقف التنقل الحر بين الدول الاوربية و الغاء الاجراءات التي تسمح بالتنقل داخل ارووبا دون تأشيرات دخول،واضعاً كل ذلك في سياق التحدي للحريات في اوروبا.
كذلك اعتبر الكاتب ان تفجيرات بلجيكا ستعزز موقف الذين يطالبون بخروج بريطانا من الاتحاد الاوربي قبل ان تجري البلاد استفتاء شعبياً على الموضوع في شهر حزيران يونيو القادم.و حذر ايضاً من ان الارهاب الذي تمارسه داعش يخدم من اسماهم “الديماغوجيين”،و على رأسهم المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب.
و في الختام، سأل الكاتب لماذا يتم التسامح مع الرقة بينما لم يتم التسامح بالسابق مع معقل القاعدة في تورا بورا في افغانستان.و رأى ان الاستراتيجية الغربية القائمة على “انتظار الارهابيين حتى يخرجوا” تشبه الاستسلام.
الكاتب المختص بقضايا التطرف و الارهاب “Jason Burke” كتب بدوره مقالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية بتاريخ الثاني والعشرين من آذار مارس الجاري و التي اشار فيها الى ان بلجيكا و كما دول اخرى شهدت انتشاراً للايديولوجيا الدموية المتطرفة.
و نبه الكاتب الى عمق الجذور التاريخية لمشكلة التطرف في بلجيكا،حيث لفت الى ان البلاد شهدت موجات من الارهاب في الثمانينات و التسعينيات كان لها صلة بالاضطراب في الشرق الاوسط.و نقل عن الخبير في ملف الارهاب في جامعة غنت البلجيكية “Rik Coolsaet” بان هناك “ارتباطا تاريخيا طويلا بين بلجيكا و فرنسا في عالم الارهاب”.
الكاتب اشار الى حقبة التسعينيات على وجه الخصوص،حيث قال ان حالة من التشدد في شمال فرنسا الناتجة عن الحرب الجزائرية انتقلت الى بلجيكا،مضيفاً ان احد الواعظين الذين طردوا من فرنسا آنذاك وصل الى العاصمة البلجيكية بروكسل.
و قال الكاتب انه وبينما شهدت مدن مدريد و لندن تفجيرات ارهابية خلال العقد الماضي،فان الاجهزة الامنية الاوروبية تجاهلت الى حد كبير بلجيكا رغم وجود ادلة متزايدة عن وجود شبكات متطرفة متمركزة في البلاد.
كما تحدث الكاتب عن انتقال عدد من البلجيكيين الى العراق للالتحاق بالمجموعات المتطرفة هناك بعد الاطاحة بنظام صدام،و كذلك عن توجه عدد آخر الى افغانستان خلال نفس الفترة تقريباً.و اشار ايضاً الى تفكيك خلية في عام 2008 كانت تقوم بارسال شباب بلجيكيين الى معسكرات تدريب تابعة للقاعدة،لافتاً الى ان العديد ممن عادوا من معسكرات التدريب هذه كانوا ينوون تنفيذ الهجمات في الداخل بحسب ما قالت النيابة العامة البلجيكية حينها.و تحدث ايضاً عن نمو جماعات راديكالية “غير دموية” في المدن البلجيكية،مشيراً الى ان احدى هذه الجماعات اثارت مخاوف كبيرة و هو ما ادى بالتالي الى اجراء محاكمة.
الا ان الكاتب عاد ليقول انه و كما في دول اوروبية اخرى،فان الحرب في سوريا اوصلت بالامور الى هذه المرحلة.فقال انه و بحسب بعض التقديرات،فان بلجيكا هي الدولة الاوروبية الاولى من حيث معدل عدد الفرد التي التحق مواطنوها بصفوف الجماعات المسلحة في سوريا.و لفت الى ما يقوله الخبراء بان حوالي 450 مواطنا بلجيكياً من اصل 11 مليون يضم اقل من نصف مليون مسلم،قد توجهوا الى سوريا.
كما اشار الكاتب الى تقديرات اخرى تقول ان عدد المواطنين البلجيكيين الذين توجهوا الى سوريا هو 562،مضيفاً ان اغلب البلجيكيين ينضمون الى داعش بينما يختار البعض الالتحاق بجبهة النصرة.و اضاف ان ما يزيد عن ثمانين مواطناً بلجيكياً قتلوا،و ان عدد كبير من هؤلاء قتل في الاشتباكات التي دارت مؤخراً في شرق سوريا.
الكاتب تحدث ايضاً عن الدور الذي تلعبه المساجد،اذ نقل عن احد مصادره بان عددا من رجال الدين في المساجد البلجيكية قد توجهوا الى سوريا العام الفائت.
هذا فيما لفت الكاتب الى ان الاجهزة الامنية البلجيكية بدت مغلوبة،حيث كشف انه تم تكليف بضعة مئات من العناصر لمراقبة آلاف المتشددين المحتملين،حيث نقل عن مسؤول امني كبير قوله :” اننا ببساطة مستنزفون”.
جلسة للكونغرس حول حزب الله
من جهة ثانية، عقدت اللجنة الفرعية المختصة بالشرق الاوسط و شمال افريقيا و التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي،عقدت جلسة استماع حول ما اسمته “تهديد حزب الله الصاعد على مصالح الامن القومي الاميركي في الشرق الاوسط”.و تحدث في هذه الجلسة عدد ممن يصنفون بالمختصون الاميركيون في هذا الملف من بينهم الباحث في معهد وشاطن لشؤون الشرق الادنى المعروف بميوله الصهيوني “Matthew Levitt” الذي قال ان حزب الله لا يزال يشكل “تهديدا حقيقيا للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط” و ايضاً في اماكن اقرب الى اميركا نفسها،على حد زعمه.
و رأى “Levitt” ان الانفاق الايراني المتزايد على ضوء الاتفاق النووي سيفيد على الارجح ما اسماها “عمليات حزب الله اقليمياً و دولياً”. و اضاف ان نشاط حزب الله لم يعد محصوراً بما زعم انه “الصراع على السلطة السياسية في لبنان” و كذلك محاربة إسرائيل.
و قال “Levitt” ان حزب الله و مع حصوله على المزيد من المال،من المتوقع ان يعزز دوره المساعد لمن اسماها “الميليشيات الشيعية في العراق و اليمن بالتعاون مع ايران.و توقع ان يوسع حزب الله دوره بتدريب “الميليشيات الشيعية” في العراق وذلك القتال معها،زاعماً ان التكتيكات التي يستخدمها حزب الله تؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية.
كذلك تحدث “Levitt” عما اسماه اعادة تشكيل حزب الله قدراته خارج الشرق الاوسط جراء حصوله على المزيد من التمويل.(بعد الاتفاق النووي مع ايران).
===
اشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه
@taizznews
https://telegram.me/taizznews