من هي انتحارية أنقرة؟ هل حقاً شابة وصحفية..!!
ذكرت صحيفة تركية، أنها توصلت إلى معلومات تكشف شخصية منفذ التفجير الذي وقع في العاصمة التركية أنقرة، مساء، الأحد، مؤكدة أن المنفذ فتاة، تعمل في صحيفة محلية، استغلت بطاقتها الصحفية لعبور الحواجز بسيارتها الملغمة، وتنفيذ مهمتها.
وذكرت جريدة “صباح” اليومية واسعة الانتشار في صدر صفحتها الأولى، من عددها الصادر الاثنين، أن فتاة هي من نفذ العملية وتدعى “سهير ديمير”، مشيرة إلى أنها طالبة تدرس في الجامعة، بتخصص السياحة والفندقة.
وفي معلومات إضافية، أكدت الصحيفة أنها حصلت عليها من مصادرها الخاصة، فإن “ديمير” لديها أربع شقيقات، إحداهن مسجونة، حكم عليها القضاء التركي حكماً مشدداً؛ وهي منتمية لـ”بي كي كي”.
وأضافت أن “سهير ديمير” صحفية تعمل في جريدة “جمهوريت” المعروفة بكونها من الصحف المعارضة للحكومة التركية الحالية.
والسيارة التي نُفذ من خلالها التفجير، كانت بحسب جريدة “صباح” مخبأة في مرآب تابع لجريدة “جمهوريت” التي تعمل فيها “ديمير”.
وبينت أيضاً أن “ديمير” استغلت صفتها الصحفية، وبطاقتها التعريفية التي تمنحها حق المرور من الحواجز الأمنية، وتمكنت من تنفيذ العملية.
يشار إلى أن الانفجار وقع مساء الأحد، استهدف تجمعاً لقوات مكافحة الشغب التركية، في حديقة ميدان “كازالاي”، وأشارت آخر الإحصائيات إلى مقتل 37 شخصاً وإصابة نحو 125 آخرين.
وكانت وكالة “رويترز” ذكرت نقلاً عن مسؤول أمني تركي، أن الدلائل الأولية تشير إلى أن هجوم أنقرة نفذه حزب العمال الكردستاني أو جماعة تابعة له.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من شهر على مقتل 29 شخصاً في انفجار سيارة، لدى مرور حافلات عسكرية قرب مقر القوات المسلحة ومجلس النواب ومبان حكومية في أنقرة أيضاً.
وبعد أسبوع من الهجوم الذي وقع في 18 فبراير/ شباط الماضي، قال مكتب حاكم أنقرة إنه تم العثور على متفجرات وذخائر بالقرب من نقطة تفتيش للشرطة على طريق يربط العاصمة بمدينة سامسون.
وفي 19 من الشهر نفسه، أعلنت جماعة تطلق على نفسها “صقور حرية كردستان”، على موقعها الإلكتروني، مسؤوليتها عن التفجير رداً “على سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وعلى صعيد ذي صلة أثارت تحذيرات أطلقتها السفارة الأمريكية في أنقرة بتاريخ 11 مارس/ آذار، أي قبل التفجير الذي وقع في العاصمة التركية مساء الأحد، بيومين، شكوكاً بوجود يد أمريكية أو علم مسبق في الحادثة التي راح ضحيتها 37 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وتتحدث التحذيرات عن احتمال تعرض المدينة لـ”تفجير إرهابي”، وحددت أيضاً المنطقة التي سيحصل فيها، وهو ما نشرته أيضاً على موقعها الإلكتروني الخاص على الإنترنت.
وأثار ناشطون أتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، الحديث عن العلاقة بين واشنطن ومنظمات كردية تتهمها أنقرة بعدة عمليات مماثلة، ما يقود للاعتقاد بتواصل حقيقي بين الطرفين.
وشددت السفارة الأمريكية في بيانها المذكور على “ضرورة إعادة المواطنين الأمريكيين، النظر بتدابيرهم الأمنية الشخصية، والانتباه على محيطهم”، مشيرة إلى تلقيها بلاغاً باحتمال وقوع “تفجير إرهابي” ضد المباني الحكومية التركية، والمساكن التابعة لها في منطقة “باهجيلي إفلار” بأنقرة.
كما أكدت ضرورة متابعة محطات الأخبار المحلية من أجل الاطلاع على الأحداث أولاً بأول واتباع تعليمات السلطات المحلية.
وأوضح الناشط التركي، سجكين دنيز، في تعليق على الموضوع، أنه “إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحذّر مواطنيها من الإرهاب في أنقرة، وهناك علاقة ملموسة بينها وبين منظمة “بي كا كا” الإرهابية، فإن القاتل معلوم”، على حد تعبيره.
ويشير الكاتب التركي مصطفى سيلانيك، إلى أنه “إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحذّر مواطنيها منذ يومين، وتكتب حتى مكان التفجير المحتمل، وتقع العملية اليوم، فاجلسوا وفكّروا”.
وكان وزير الداخلية التركي إفكان ألا، أكد في تصريحات خلال مؤتمر صحفي عقب التفجير، أن الهجوم نفذ بسيارة مفخخة، ولفت إلى العثور على أدلة جدية تشير إلى الجهة التي تقف وراء الهجوم، إلاّ أن الإعلان الفعلي عن هذه الجهة بشكل قطعي سيكون بعد انتهاء التحقيقات، وقال: “سنعلن عن التنظيم الفاعلً (الاثنين)، بعد الانتهاء من جمع الأدلة”.
* كامل جميل – الخليج أونلاين