رسالة الفيصل .. فضيحة العصر
رسالة تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق فضيحة عرَّت حقيقة آل سعود وأهانت الشعب السعودي.
الرسالة فيها اعتراف سعودي صريح بالعمالة والتبعية ﻷمريكا منذ 80 عاما.
فيها إهانة كبيرة للشعب السعودي عندما يتخاطب أمراؤهم أمراء أكبر وأغنى دولة عربية إسلامية مع موظف أمريكي باستكانة وذل وخضوع وضعف واستجداء.
فيها اعتراف بأن أمريكا ستتخلى عن السعودية رغم اعتراف آل سعود بأنهم خدموها لفترة طويلة.
فيها تذكير سعودي ﻷمريكا بكل الخدمات التي قدموها تقرباً لها، عسى أن يتحرك في قلوب الأمريكيين عرق الأصالة ويحفظوا لهم جميلهم.
فيها اعتراف بأن مشاركة السعودية في العدوان على اليمن و سوريا كان استجابة لرغبة أمريكا وتنفيذها لمشروعها.
فيها دلالة واضحة على رخص العملاء مهما كانت عمالتهم ومهما كان ركوعهم ﻷسيادهم فإنه سيأتي اليوم الذي يتخلى فيه الأسياد عن عملائهم ويدوسونهم بالأقدام بمجرد أن تتطلب المصلحة منهم ذلك.
فيها مصاديق لتحذير السيد حسين بدرالدين الحوثي قبل 10 أعوام بأن أمريكا ستتخلى عن عملائها، بل وستحرقهم وتتخلص منهم، وأن الدور سيصل إلى السعودية وحكامها عاجلاً أم آجلاً كما فعلت بالذين من قبلهم.
فيها ارتخاء سعودي واضح، ومغازلة مفضوحة لفحل أمريكي تملكهم أكثر من 80 عاماً بأنهم مستعدون لتمكينه من أنفسهم أكثر وأكثر.
فيها دلالة على أن أمريكا تنوي ابتزاز السعودية لكي تركع لها أكثر وأكثر، وتخضع لها أكثر وأكثر، وتنفذ لها مشاريع أكثر وأكثر، وقريباً سنرى ذلك على أرض الواقع، ولا يستبعد أن تزج أمريكا بالسعودية في حروب ضد جهات جديدة، مناوئة ﻷمريكا في المنطقة، فإما أن تدخل السعودية في حرب مباشرة في سوريا أو في العراق أو في لبنان في محاولة للقضاء على حزب الله، ولا يستبعد حتى أن تساهم السعودية في قمع الحركات الفلسطينية الجهادية والمقاومة وتمكين إسرائيل من احتلال فلسطين بالكامل بعد تطبيع شامل للعلاقات بين الرياض و تل أبيب.
فيها نسف للمظاهر الكذابة بأن آل سعود ملوك الحزم والعزم، و التأكيد على أنهم مجرد خدام جبناء ﻷمريكا وإسرائيل.
فيها نسف لكل المزاعم السعودية والادعاءات الكاذبة التي قدموا المليارات في سبيل إقناع الرأي العام في السعودية والعالم بها، مثل كذبة أن عدوانهم على اليمن هدفه إعادة الشرعية والأمل، وأن عدوانهم على سوريا هدفه مساندة الثورة الشعبية، وتأكيد على أن السبب والهدف هو الاستجابة للرغبة الأمريكية.
فيها ضياع واضح للعروبة وحقوق العرب التي يدعي آل سعود أنهم حريصون عليها، وهل يكون العربي الأصيل خادماً لعدوه معترفاً بعمالته وخيانته لدينه ووطنه وأمته.
فيها نسف للكذبة الكبرى بأن آل سعود هم خدام الحرمين الشريفين، واعتراف شخصي منهم بأنهم مجرد خدام ﻷمريكا وإسرائيل.
فيها اعتراف سعودي بأن المئات من ضباطهم وجنودهم الذين قتلوا وأسروا وجرحوا وفقدوا في اليمن كانوا قرابين سعودية رخيصة على عتبة أبواب البيت الأمريكي الأبيض.
بقلم / صلاح العزي