أميركا…السعودية والكيان الصهيوني
نشر موقع “لوب لوغ” الأمريكي الكلمة التي القاها السفير الأسبق لدى السعودية “تشاس فريمان”، وذلك خلال ندوة في واشنطن.
واعتبر فريمان أن هناك انفصالا حقيقيا الآن بين الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وأن فرص “المصالحة” ضئيلة.
كما قال: إن إمكانية قيام “إسرائيل” بتسوية الخلافات مع الشعب الفلسطيني، أو الشعوب العربية المجاورة تبدو معدومة أكثر من أي وقت مضى، وذلك نظراً إلى سيطرة المستوطنين على السياسة الاسرائيلية.
وتوقع تسريع وتيرة الحملة الدولية لنزع شرعية “إسرائيل” في ظل غياب المساعي الإسرائيلية بجعل الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط يقبلون بوجودها.
كما شدد على أن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع حماية “إسرائيل” من عواقب سلوكها الذاتي.
كذلك رأى فريمان أن الأسوأ من ذلك هو أن المصالح الإسرائيلية والأميركية تتصادم بعدد متزايد من الملفات، ومن بينها إيران والهيكل الأمني في منطقة الخليج، إضافة إلى ضرورة التعاون مع تركيا.
إلا انه أكد في الوقت نفسه أن الخلافات الأميركية الإسرائيلية باتت تشمل العلاقات مع الإسلام بحد ذاته، إذ قال إن “اسرائيل” سعت إلى شيطنة الدين الإسلامي، وإنها تلقت مساعدة كبيرة بهذا الإطار من ممارسات المتطرفين الإسلاميين.
غير أنه رأى أن الولايات المتحدة لا تستفيد شيئا، وتخسر كثيراً جراء السماح لمؤسسة دينية (المقصود “إسرائيل” بأن تقود سياستها الخارجية.
من جهة أخرى، اعتبر فريمان أن الشراكة الأميركية مع السعودية وغيرها من دول الخليج هي أيضاً في خطر أكثر فأكثر، وذلك بينما يمارس الخليجيون العرب سياسات تستند على التعصب الطائفي تجاه الشيعة، بالإضافة إلى الخصومة مع إيران.
وأكد أن هناك تشابها بين السعودية وإسرائيل، إذ قال إن المسلمين في السعودية و”كما اليهود الإسرائيليين” لا يقبلون بأي نقد خارجي.
وبينما أشار فريمان إلى أن الدين الإسلامي هو في طبيعته متسامح وإنساني، إلا أنه أضاف بأن “الإسلام السعودي” لا يقبل بالتقاليد الإسلامية الأخرى وكذلك لا يقبل بالأديان الإبراهيمية الأخرى.
كما اعتبر فريمان أن السلفية السعودية – والتي تسمى في الخارج الوهابية – قريبة من المعتقدات التي يتبناها المتطرفون الإسلاميون مثل داعش والقاعدة.
ورأى أنه ومنذ أحداث الحادي عشر من أيلول، فإن “الاسلاموفوبيا” في أميركا، وكذلك الازدواجية السعودية حيال الجهاد السلفي وترت علاقة الصداقة بين الطرفين.
فريمان نبه إلى أنه ربما حان الوقت لتعترف أميركا بأن خارطة سايكس بيكو قد تغيرت. وأضاف أنه في حال زالت إسرائيل من الوجود فإن ذلك لن يكون من خلال حرب عسكرية ولكن بسبب الممارسات الإسرائيلية نفسها.
وعليه دعا واشنطن إلى تعليق استخدام الفيتو في بعض القرارات الأممية التي تدين إسرائيل واتخاذ اجراءات أخرى من هذا القبيل.
ورأى أنه في حال عدم تمكن واشنطن سياسياً من اقناع إسرائيل بتغيير سلوكها، فبالتالي يجب النظر في كيفية الحد من الضرر الذي سيلحق بأميركا بينما تدمر إسرائيل نفسها، مشدداً على ضرورة عدم دعم سياسات إسرائيلية تعتبرها واشنطن مضللة.
كذلك اعتبر فريمان أن أميركا يجب أن تتعاون مع إيران عندما ترى أن المصلحة تقتضي ذلك، دون الاذعان للاعتراضات الخليجية او الإسرائيلية.
وقال إنه حان الوقت لإعادة هيكلة العلاقات الأميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران بما ينسجم والتحديات في عهد ما بعد سايكس بيكو والحرب الباردة.
واعتبر أن المزيد من المرونة في العلاقات الأميركية مع الخليجيين العرب وكذلك مع إيران أمر ضروري من أجل إنهاء الحرب الباردة مع إيران، والحروب الساخنة في أماكن أخرى من المنطقة.
كما تحدث عن ضرورة توازن القوى في منطقة الخليج لإعفاء أميركا من عبء لعب دور الحامي الدائم لهذه المنطقة. ورأى انه من المطلوب أن تعمل واشنطن على تدويل مهمة ضمان أمن امدادات الطاقة، وحرية الملاحة في المنطقة.
كذلك دعا إلى الاستفادة من الأمم المتحدة من أجل انشاء تحالف من القوى العظمى والدول الإسلامية لاحتواء وسحق داعش، وبناء مؤسسات دولية فاعلة للتعاطي مع التهديد الذي يشكله هذا التنظيم.