وهم السعودية في تغيير الواقع الميداني عسكرياً
التحالف السعودي يسعى إلى تغيير الواقع الميداني عسكرياً، وذلك قبل الانطلاق باتجاه أي حوار سياسي جدي، وعليه تشهد مأرب معركة عنيفة تهدف إلى السيطرة عليها كمدخل للمعركة الكبرى في صنعاء.
“اليمن على الحافة” هذا العنوان للـــ “تايمز” البريطانية ولكنها أيضاً للواقع الميداني على الارض. فاليمن يبدو منقسماً إلى مشهدين رئيسيين من شأنهما أن يؤشران إلى الهاوية التي تلي الحافة: المشهد الاول حدودي. فالجيش اليمني واللجان الشعبية ينفذان على الحدود اليمنية السعودية عمليات نوعية. عملية مباغتة بالقصف الصاروخي والمدفعي أهلتهما إلى السيطرة على بلدة الربوعة في محافظة عسير السعودية. الجيش واللجان سيطرا كذلك على مواقع أخرى مهمة في عسير بعد نجران وجيزان، وتحدثت معلومات عن أسر جنود سعوديين، والاسوأ بالنسبة إلى الفريق الموالي للسعودية هو عجز قوات التحالف السعودي عن استعادة المواقع التي خسروها منذ بدء العمليات العسكرية. المشهد الثاني في وسط اليمن وتحديداً في مأرب. فبينما يحاول الجيش واللجان نقل المعركة إلى الحدود لإظهار على أنها سعودية يمنية، يجهد فريق التحالف السعودي للفوز في ما يسميها “حرب تحرير اليمن من الميليشيات الحوثية”، ويعتبر هذا الفريق أن ربح الحرب يبدأ من مأرب. وتقع مأرب على الحدود الادارية لمحافظة صنعاء وعلى مفترق طرق بين المحافظات الجنوبية والشرقية والشمالية، وتجاور حدود الجوف المحاذية للاراضي السعودية والغنية بالثروة النفطية. وبالتالي تشكل نقطة تجمع لقوات التحالف السعودي القادمة من منفذ الوديعة السعودي، في أي تحرك قد تخطط له في المستقبل نحو صنعاء وعمران وصعدة معقل جماعة “انصار الله”. ويرى مراقبون غربيون أن معركة مأرب مغامرة لن توصل إلى الاستقرار الذي تتحدث عنه السعودية. فبرأيهم أن الحرب في اليمن إلى تصاعد وعليه فإن الرابح الاخير هم المتشددون الاسلاميون، لأن تنظيم القاعدة جاهز لاستغلال الازمة الانسانية التي تستفحل في اليمن، في غياب الحوار المتعثر، ناهيك عن حلف المصالح الذي تبدى بوضوح بين هؤلاء وتحديداً في مديرية المعلا في ولاية عدن بين القاعدة وداعش في مواجهة الحراك الجنوبي.
المصدر: الميادين