التصرف بمسؤلية.!!!
تعز نيوز- كتابات
الوعي الصيني والاستهتار الإيطالي، انموذجان برزا على الساحة العالمية في خضم المعركة الطاحنة، والحرب الضروس التي تجري على قدم وساق بين البشرية جمعا وفايروس كورونا، الوباء العالمي بتشخيص منظمة الصحة العالمية..
بدأت القصة من مدينة ووهان الصينية وهي مدينة من أكثر مدن العالم ازدحاما وحركة تجارية ، حتى أن ٧٠٪ من الصادرات الصينية الضخمة والتي غزت كل اسواق العالم يتم تصديرها من تلك المدينة، تخيلوا حجم الإزدحام في هذه المدنية وحجم الحركة فيها، أما عندما ننتقل الى بقية مدن الصين ، ونتحدث عن بلد تعداد سكانه يفوق المليار ونصف المليار، فقد نصاب بالذهول ، و قد لا نصدق أن ذلك البلد قد بدأ يتعافى وينجو من خطر (كورونا)، هذا الوباء المعدي والعابر للقارات و قصور الملوك والرؤساء وقادة الدول…
لقد تمكن الصينيون من تجاوز المحنة ، وتفادي الخطر بفضل وحدتهم واجتماعهم على تفيذ حرفي وكامل لكل التعليمات ، والتزامهم بقواعد السلوك و الإرشادات الصادرة من الجهات المختصة، وبالتالي كان اكبر عامل في تحقيق ذلك الانتصار الكبير على الوباء هو المواطن الصيني ، وإلتزامه بكل الارشادات ، و تنفيذه لكل ما طلب منه ، وتقبله للصرامة التي اتبعتها حكومة بلاده في ادارة الأزمة..
انموذج آخر يضعنا على النقيض تماما ، وهو ما يحصل الآن في إطاليا ، ذلك البلد العريق و الضارب في جذور التمدن والرقي والحضارة، فقد اخفق في إدارة معركته ضد الوباء ، وأصبح البؤرة الأكبر على مستوى العالم في انتشار المرض ، و كثرة الأصابات، وكذلك الوفيات والأرواح التي يحصدها ذلك القاتل النهم.. لو فتشنا عن الاسباب ، فقد نجد أن الاستهتار وعدم الجدية في التعامل مع الوباء ، و عدم الإلتزام بالقواعد والارشادات التي وضعتها الحكومة الإيطالية ، من قبل عامة الشعب..وحتى عدم الصرامة من قبل تلك الحكومة في فرض وتنفيذ تلك القواعد والتعليمات..
تلك الاسباب قد تمثل نسبة عالية في مجمل الاسباب التي أدت الى وقوع الكارثة، ان لم نقل جميعها..
هذه التجارب وغيرها مما يجري في العالم من حولنا، حري بنا نحن هنا في اليمن ، أن نتعلم منها ، و أن نضعها نصب أعيننا في خضم إستعداداتنا لمواجهة هذا الوباء اللعين،، اولا للوقاية منه وعدم السماح له في النفاذ الى بلدنا،، و ثانيا حتي في مواجهتنا لأي طارئ، فيما لو حدث _ لا سمح الله_ أي تسرب للفايروس ، واستطاع ان يخترق كل الحواجز التي وضعت في طريقه…
نحن نعيش أوضاع استثنائية ، فالبلدمحاصر ، و العدوان مستمر وللعام السادس ، وجراح الوطن غائرة ، والأوبئة التي نعاني منها كثيرة ..
كل ذلك له انعكاسات خطيرة على الوضع الصحي في البلد، مابلكم اذا اضفنا بقية الخصائص التي يتميز بها الشعب اليمني ، من قبيل كثرة الحركة ، و اقامة المناسبات الاجتماعية ، وازدحام الاسواق _ خصوصاً اسواق القاتً _ و حتى عدم التعود على الإلتزام بالقواعد والإرشادات العامة..
في هذه المرة الوضع مختلف ، والكل مسؤول ومخاطب في التعامل بجدية مع الوضع، و إن كان يوصى بعدم التهويل أو التهوين في مسألة مواجهة هذا الوباء، فإن مشكلتنا ستكون في التهاون مع الوضع ، وعدم الجدية والإلتزام المطلق بكل التعليمات والارشادات الموضوعة من اهل الأختصاص واصحاب الشأن ، وعدم تنفيذ كلما يطلب منا..
التصرف بمسؤلية كل حسب موقعة ، هو طريقنا للخلاص والنجاة ، و ضمان انتصارنا على هذا الوباء سواءً للوقاية منه أو لمواجهته في حالة حدوث طارئ،، فالقيادة والدولة مسؤولة ، وكذلك المواطن يجب ان يتحمل مسؤليته ، و يتعامل مع الوضع بجدية ، فالكل امام مسؤلية تاريخية، ومطلوب من الجميع الإلتزام بها، كما أكد السيد القائد حفظه في خطابه الأخير، و الذي دعى فيه كل اليمنين بغض النظر عن مواقعهم أو انتماءاتهم الى تحمل تلك المسؤلية، كما حذر من عدم التهاون مع الوضع ، وكذلك من التهويل واعتبار الوباء قدر لا يمكن النجاة منه او الانتصار عليه ، بل إن قدرنا هو أن ننتصر..
كل ذلك من باب الأخذ بالأسباب ، و يبقى مسبب الاسباب ، من بيده الأمر ونواصي الخلق وعليه الاتكال ولا حول ولا قوة الا به، سبحانه وجل في علاه.. فلنعد إليه ولنطرق بابه.. و لندعوه مخلصين له الدين ، أن يحفظنا ويحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.. وألا يجمع علينا عسرين ، الوباء والعدوان، إنه جواد كريم ونعم المولى ونعم المجيب..
حميد دلهام
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه