11 فبراير من ثورة شعبيه الى أزمة سياسية
هاهي الذكرى الخامسة لثورة 11فبراير تطل علينا , وتطل معها جراح..ومآسي..وآلام ..الشعب اليمني -وتحمل معها خيبة أمله بتلك الثورة التي شارك فيها كل أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية وطبقاتهم الاجتماعية والتي قدموا فيها وفي سبيل انجاز أهدافها أرواحهم رخيصة من أجل تحقيقها
وبصورة حضاريه سلميه سعوا من خلالها إلى التخلص من الظلم والقهر والهيمنة والاستئثار بالحكم والسلطة من قبل مراكز وقوى النظام المثار عليه وتحقيقاً للعدل والمساواة والاستقلال من التبعية لدول المحيط الإقليمي والدولية
إلا أن تلك الأحلام والأهداف التي كان يسعي إليها الشعب من خلال تلك الثورة الشعبية السلمية تبددت بفعل التآمر على الثورة من قبل الأحزاب السياسية التي كانت بمثابة الرافع السياسي لها باعتبارها المكون السياسي المعارض للنظام إلا أنها تبينت فيما بعد بأنها القالب الأخر للنظام والوجه الأكثر بشاعة منه
فقد استغلت تنظيمها السياسي ومعاناة الشعب في سبيل تحقيق مصالحها الضيقة وتصفية حساباتها من رأس النظام ,بل إنها لعبت دورا تمثيليا في الحفاظ علي أركان النظام ورموزه ومشائخ فساده وجنرالات حربه وأعطتهم وسام شرف الثورة وتصدرها وحمايتها وتجاهلت كل التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب -وكانت الاداة لاجهاض الثورة وولادتها ميته بتواطؤ واضح ومفضوح مع رموز النظام ممن أعلنوا انظمامهم اليها زورا وبهتان ,وكان ذلك تحقيقا لرغبات أسيادهم في الخليج عموما ونظام الكيان السعودي الذي توجس خيفة من انتصار الثورة الشعبية السلمية في اليمن وحروج الشعب اليمني من وصاية ذلك الكيان الذي جعل من اليمن حديقة خلفيه له
فما كان من ذلك الكيان إلا أن أوعز لأذنابه من عناصر ورموز النظام الذي ثار عليه الشعب أن ينظموا اليها ويدنسوا طهرها وبمباركة “المعارطه” التي هي الوجه الاكثر بشاعه وفساد لنظام ذاته ,وكان انظمامهم المشؤوم للثورة الخطوة الأولى لإعطاء نظام الكيان السعودي بالدرجة الأولي الفرصه لإجهاض الثورة وتحويلها إلى أزمة سياسيه خاضعة لهيمنة ووصاية نظام الكيان السعودي وانظمة الخليج وسيدهم الامريكي -وعندما أصر الشعب علي مواصلة حراكه الثوري والتخلص من الهيمنة السعودية والأمريكية شنت عليه هذه الحرب الظالمة التي أهلكت حرثه ونسله وكل وسائل ومقومات حياته.
بقلم/ بسام الشرام