حملة «أمريكا تقتل الشعب اليمني» نجحت واقلقت الأمريكيين
مع مرورِ أَكْثَــر من عشرة أشهر على العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني على اليَمَن ، ادرك الشعب اليمني بثقافته القرآنية بشكل يكاد يكون مطلق من هم اعدائه الحقيقيين ووجه اصابع الاتهام صوبهم ، فاحتشد الشعب اليمني في مظاهرات ووقفات احتجاجية ومهرجانات ولقاءات قبلية ومعارض صور للتنديد بالجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان الامريكي السعودي الصهيوني منذ عشرة اشهر تحت غطاء دولي واممي مفضوح ، وكشف الدور الأمريكي في حرب الإبادة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن ، والتعريف بالمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن ، فخرج عشرات الآلاف من اليمنيين في العاصمة صنعاء في مظاهرة حاشدة للقول للعالم أجمع أن « أمريكا تقتل الشعب اليمني» في إطار السخط الرسمي والشعبي إزاء الدور الأمريكي المباشر في العدوان الغاشم على اليمن.
لقد كان لزاماً على الشعب اليمني توجيه بوصلة الاتهام صوب العدو الرئيس « أمريكا » التي تدُير هذا العدوان ، وايصال رسالةً ليس فقط لأمريكا ، ولكن للعالم أجمع بأن الشعب اليَمَني يدرك جيداً من هو القاتل الحقيقي والمجرم الفعلي لهذه المجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن ، لا سيما بعد إن انكشف المستور بإعلان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري أثناء زيارته للرياض مؤخراً بشكلٍ صريحٍ مشاركة بلاده في العدوان على اليَمَن ، فجاء ذلك من خلال حملة شعبية على مستوى ميداني لمعظم المحافظات اليَمَنية وإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي حملت شعار # أمريكا_تقتل_الشعب_اليَمَني دشّنها رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي صباح يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير / كانون الثاني 2016م .
وجاء إطلاق الحملة الشعبية لكشف الدور الأمريكي في جرائم الإبادة الجماعية والتعريف بالجرائم البشعة والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين في اليمن.
لقد نجحت حملة #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني #USAKillsYemeniPeople وأتت أكلها وحققت اهدافها بدليل ما كشفه رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي، أن رسائلَ وصلت عن طريق الأشقاء العمانيين، تحدثت عن قلقٍ كبيرٍ أبداه الأمريكيون من الحملة الشعبية اليَمَنية #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني التي انطلقت من معظم محافظات الجمهورية ومواقع التواصل الاجتماعي ، حيث قال رئيسُ اللجنة الثورية “إن الأمريكان طلبوا في رسالتهم للعُمانيين تحييدَ الشعب اليَمَني، حسب تعبيرهم في الرسالة، وأشاروا في مضمونها، أنه لولا وجودُهم في التحالف لكانت الجرائمُ بحق اليَمَن وشعبه أَكْثَــرَ بكثير مما هو حاصلٌ” حسب وصفهم ، وأصاف بأن “الامريكيين كانوا هم وراء فكرة بيان تحالف العدوان وما تضمنه بشأن الدعوة الى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق”.
فأين هي لجنة تقصي الحقائق هذه لتأتي وترى المجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان بزعامة النظام السعودي بحق المدنيين من ابناء الشعب اليمني جلّهم من النساء والاطفال ، وحجم الدمار الهائل في كل المدن المدنية اليمنية والمنشئات الحكومية والخاصة التي تعرضت للقصف الهمجي الغير المبرر الذي تجاوز الحدود ووصل الى قصف وتدمير مدينة الربوعة وهي تابعة لهم فما بالك باليمن
لقد اتضح جلياً أن الحملةَ الشعبية #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني كان لها أثر كبير وملموس واقلقت الأمريكيين وجعلتهم يهدّدون بشكلٍ ضمني برفع مستوى الإجرام الذي وصل الى مستويات قياسية اصلاُ ، وارتكاب المزيدٍ من المجازر الوحشية بحق المدنيين في حال استمرت أصابع اتهام الشعب اليمني تتجه نحوَهم وكاشفه وجه أمريكا الشيطاني القبيح ، ومشوّهةً وجه أمريكا الإنساني الذي تتشدق به وتدّعيه في نظر الشعوب الأخرى.
المتابع جيداً للأسلوب الأمريكي طيلة اعوام خلت في تنفيذ مخططاتها الشيطانية ومشاريعها الاستعمارية في منطقة الشرق الاوسط يدرك جيداً انها لا تقوم بتنفيذها مباشرةً ؛ بل عبر ادوات من صناعتها تتولى تنفيذ تلك المخططات بأشراف أمريكي وذلك لحرصهم الشديد لتفادي حصول سخط شعبي عليهم جراء ذلك ، اضف الى ذلك أن ما تقدمة أمريكا من دعمَ مالي سخي للعديد من منظمات المجتمع المدني لتنبي مشاريع بناء الوعي المجتمعي لدى الشعوب العربية والاسلامية المبني على تحسين وجه أمريكا القبيح ، لم يّكن من أجل سواد عيون تلك الشعوب وحرصاً عليهم ومحبةً فيهم كما يتشّدق به الأمريكيين ؛ بل من منطلق حرصهم الشديد لعدم وصول لك الشعوب الى مستوى الوعي الكافي الذي بلا شك سيعزز السخط الشعبي على الأمريكيين تجاه ما يقومون به من مشاريع ومؤامرات شيطانية للسيطرة على الدول العربية والاسلامية وارتكاب الجرائم بحق شعوبها ، حيث أن الشعوبَ التي تمتلك وعياً كاملاً بحقيقة أعدائها وأهدافهم الاستعمارية يشُكل خطورة استراتيجية على المدى البعيد ، لهذا اتخذت أمريكا منهجيةَ استهداف الوعي المجتمعي وتفادي السخط الشعبي عليها بما يكفَلُ ويضمن بقاء الشعوب خاضعةً لها.
وهذا ما أكد عليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في تشخيصه لما يقوم به اعداء هذه الشعوب مؤكداً أن اليهود “أمريكا وإسرائيل” يتفادون أن يوجد لدى الشعوب سخط عليهم ويعملون على أن يكون الآخرون من أبناء الإسلام هم البديل الذي يقوم بتنفيذ مخططاتهم ، قائلاً «السخط ، الذي يتفاداه اليهود بكل ما يمكن ، السخط الذي يعمل اليهود على أن يكون الآخرون من أبناء الإسلام هم البديل الذي يقوم بالعمل عنهم في مواجهة أبناء الإسلام، يتفادون أن يوجد في أنفسنا سخط عليهم، ليتركوا هذا الزعيم وهذا الرئيس وذلك الملك وذلك المسئول وتلك الأحزاب – كأحزاب المعارضة في الشمال في أفغانستان – تتلقى هي الجفاء، وتتلقى هي السخط، وليبقى اليهود هم أولئك الذين يدفعون مبالغ كبيرة لبناء مدارس ومراكز صحية وهكذا ليمسحوا السخط ، إنهم يدفعون المليارات من أجل أن يتفادوا السخط في نفوسنا، إنهم يعرفون كم سيكون هذا السخط مكلفاً، كم سيكون هذا السخط مخيفاً لهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في جمع كلمة المسلمين ضدهم, كم سيكون هذا السخط عاملاً مهماً في بناء الأمة اقتصادياً وثقافياً وعلمياً، هم ليسوا أغبياء كمثلنا يقولون ماذا نعمل؟. هم يعرفون كل شيء ، من درس الصرخة في وجه المستكبرين ».
بقلم / أحمد يحيى الديلمي