تعز العز

إنكسارات ’داعش’ تدفعه الى المتاجرة بأجساد ضحاياه

تسببت سلسلة الانكسارات والهزائم الاخيرة التي مني بها تنظيم “داعش” الارهابي في مدينة الرمادي بالعراق، والتحضيرات الجارية على قدم وساق لتحرير محافظة نينوى منه، بدفع ذلك التنظيم الى تصعيد نهجه الاجرامي الدموي ضد ابناء المدن والمناطق الخاضعة لسطوته.

مصادر مطلعة من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى اكدت لموقع “العهد الاخباري”، “ان مدينة الطب في الموصل ازدحمت بالاهالي القادمين لاستلام جثث ذويهم المعتقلين لدى تنظيم داعش منذ فترة، ليتفاجأوا حينما استلموا جثث أبنائهم بأكياس تحتوي على اكوام من اللحم البشري مهشمة وعليها اثار عمليات جراحية.

واشارت المصادر الى “ان ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ الى ذويها ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺛﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻭﻗﺪ اقتطعت ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﻛﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺛﺎﺭ ﺩﻫﺲ ﻭﺳﺤﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺒﻮﻋﻴﻦ” .

ووفق اشخاص عملوا مع تنظيم داعش، وتركوه فيما بعد “ان ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺩﺍﻋﺶ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺻﺎﻻﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﻤﻮﻫﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺛﻼﺟﺎﺕ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ، ﻭﺍﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻻﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺈﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻻﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺭﻭﺍﺝ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻟﻜﻠﻰ ﻭﻗﺮﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ”.

وأضافت المصادر قائلة ” ان ﺩﺍﻋﺶ ﻗﺎﻡ ﺑﺴﺤﻖ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺑﺎﻻﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻐﺰﻻﻧﻲ ﻟﻤحو ﺍﺛﺎﺭ ﺟﺮﻳﻤﺘه ﻗﺒﻞ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻌﺪﻟﻲ”.

 

وقد اكدت مصادر طبية في دائرة الطب العدلي ومدينة الطب بالموصل تلك المعلومات، مشيرة الى ان ارهابيي تنظيم داعش قاموا باستئصال أعضاء ثلاثمئة شخص  من أبناء الموصل من أجل بيعها في الأسواق المخصصة لذلك، لسد العجز المالي الذي يعاني منه.

وتابعت المصادر ان التنظيم المجرم قام قبل أيام بنقل 300 جثة، بدت عليها آثار تعذيب شديدة، واغلبها كانت مشوهة المعالم الى درجة يصعب التعرف عليها، بل أن قسما منها كان عبارة عن كومة لحم بشري موضوع في أكياس، وان التنظيم الارهابي ادعى ان هذه الجثث تعود الى مدنيين كانوا معتقلين في أحد سجونه قبل ان يتعرضوا الى قصف جوي من قبل طيران التحالف الدولي، وامر الكوادر الطبية ان يقوموا باتخاذ اللازم وتسليم الجثث الى ذويهم في حال تعرفوا عليهم”.

واشارت المصادر الطبية الى “ان الشك انتاب الكوادر واللجان الطبية المختصة بعد ملاحظتهم ان اثار عمليات جراحية قد أجريت على الجثث، كذلك تضارب القصص من قبل عناصر التنظيم بشأن الطريقة التي قتل فيها الضحايا، ما دفع بهم الى تشريح 221 جثة ليكتشفوا المفاجأة وهي انه قد جرى انتزاع الأعضاء الحياتية كالقلب والكبد والكلى والرئة والبنكرياس, وان الكوادر الطبية لم تتمكن من فعل شيء خوفا على حياتها من آلة القتل التي يمارسها التنظيم المجرم بحق كل من يقف بوجهه او يخالف أوامره”.

خبراء: داعش يفقد 50% من قدراته القتالية واللوجيستية

وفي هذا السياق، طالب ناشطون ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻣﻮﺣﺪ ﺍﺯﺍﺀ مثل تلك ﺍﻟﺠﺮائم البشعة، ﻋﺒﺮ ﻓﻀﺤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻟﺘﻮﺛﻴﻘﻬﺎ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻻﺩﻟﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻻﺗﺠﺎﺭ ﺑﺎﻻﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﺰﺑﺎﺋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺍﻋﻀﺎﺀ الضحايا ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﻗﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﻢ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻦ التورط بأجراء العمليات الجراحية واستئصال الاعضاء البشرية من اجسد الضحايا الابرياء.

من جانب اخر، نقل مواطنون من مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار، والتي ما زالت رازحة تحت وطأة تنظيم داعش الارهابي، ان عناصر التنظيم فرضوا على كل مواطن يريد مغادرة المدينة دفع مبلغ الف دولار، وبخلافه سيكون مصيره الموت اما من خلال القصف العشوائي للطائرات الاميركية، او بسلاح تنظيم داعش.

يذكر ان القوات الامنية الحكومية التي تحاصر الفلوجة من عدة جهات تمهيدا لاقتحامها وتحريرها من الدواعش، اعلنت قبل ثلاثة ايام فتح ممرين امنين لخروج المواطنين من المدينة.

الى ذلك شدد رئيس كتلة منظمة بدر النيابية وعضو لجنة الامن والدفاع قاسم الاعرجي على اهمية محاربة الفكر الداعشي التكفيري، باعتبار انه  لاقيمة للنصر العسكري لو بقى هذا الفكر سائدا ويتم تدريسه في بعض مدارس العراق.

واشار النائب الاعرجي الى ان مواجهة تنظيم داعش الارهابي يحتاج الى مواجهة عسكرية، وابناء العراق الابطال لم يقصروا في ذلك ابدا، بيد ان محاربة الفكر التكفيري المستند على افكار ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب التي تدرس في المدارس الدينية الحكومية في العراق بعد عام 2003، لاتقل اهمية عن المواجهة العسكرية”.

وفيما يتعلق بقدرات تنظيم داعش العسكرية، قال الخبير في شؤون الجماعات الارهابية هشام الهاشمي، ان تنظيم داعش الارهابي خسر 25% من قوته القتالية، و30% من قوته اللوجستية في كل من العراق وسوريا.

واشار الهاشمي الى  ان داعش في العراق وسوريا يقاتل باربعة جيوش هي (دابق والكرار والعسرة والخلافة)، وتعداد كل جيش منها اثنى عشر الف عنصر , ومجموعهم هو ثمانية  واربعين الف عنصر منذ شهر تشرين الاول/اكتوبر من عام 2014 الى الان, وانه بحسب احصائيات “التحالف الدولي” فان قتلى داعش في العراق وسورية بلغ خمسة وعشرين الف قتيل, وبحسب الاحصائيات الفرنسية بلغ عدد القتلى ثلاثة وعشرين الف داعشي. الى جانب ذلك فان داعش خسر مايقارب نصف الاراضي التي سيطر عليها في البلدين.

عادل الجبوري

المصدر /

وكالات