كوريا الشمالية تضع قمرًا صناعيًا في المدار.. إدانات دولية واجتماع طارئ لمجلس الأمن
أعلنت كوريا الشمالية، الأحد، أنها نجحت في وضع قمر صناعي في المدار بفضل اطلاقها صاروخا، في خطوة قالت انها “حدث العصر” واعتبرت اختبارا لصاروخ بالستي في اطار صنع اسلحة قادرة على ضرب الاراضي الاميركية.
واعلنت مقدمة برامج في التلفزيون الرسمي عن اطلاق الصاروخ بأمر من الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-اون شخصيا، وقالت انه اتاح “وضع قمرنا الصناعي لمراقبة الارض كوانغميونغسونغ-4 بنجاح في المدار”.
وقالت ري ان “النجاح التام في اطلاق كوانغميونغسونغ-4، هو حدث العصر في تطور البلاد العلمي والتقني والاقتصادي وقدراتها الدفاعية عبر ممارسة الحق المشروع في استخدام الفضاء لاغراض سلمية ومستقلة”.
كوريا الشمالية تضع قمرًا صناعيًا في المدار
وقال التلفزيون الرسمي إن القمر الصناعي يقوم بالدوران حول الأرض كل 94 دقيقة، وإن كوريا الشمالية ستواصل إطلاق أقمار صناعية في المستقبل.
وتؤكد بيونغ يانغ أن برنامجها الفضائي اهدافه محض علمية لكن معظم الدول الاخرى ترى ان الامر ليس سوى تغطية لتجارب لصواريخ بالستية تهدف الى تطوير انظمة اسلحة قاردة على ضرب الاراضي الاميركية.
وفي وقت لم يصدر اي تأكيد خارجي حتى الآن لوصول الطبقة الاخيرة من الصاروخ التي تحمل القمر الصناعي الى مداره، أكد مسؤول اميركي ان آلية للاطلاق “وصلت الى الفضاء على ما يبدو”.
ولم تتأخر الادانات من مختلف أطراف العالم، فقد رأت واشنطن في هذه الخطوة “استفزازا كبيرا” يهدد امن آسيا والولايات المتحدة وستكون له “عواقب خطرة”، وقال البيت الابيض انها خطوة “جديدة تؤدي الى زعزعة الاستقرار واستفزازية وتشكل انتهاكا صارخا للقرارات العديدة لمجلس الامن الدولي.
وأكد أن “برامج الاسلحة النووية والبالستية لكوريا الشمالية تشكل تهديدا جديا لمصالحنا بما فيها امن بعض من حلفائنا المقربين، وتهدد السلم والامن في المنطقة”.
من جهته، طلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من كوريا الشمالية “الكف عن اعمالها الاستفزازية”، مؤكدا ان اطلاق الصاروخ “مؤسف جدا” وينتهك قرارات الامم المتحدة.
واكد الامين العام للمنظمة الدولية “التزامه العمل مع كل الاطراف المعنية لتهدئة التوتر واخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية بشكل يمكن التحقق منه”.
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون
وسيعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا صباح اليوم الاحد في نيويورك في هذا الشأن، وفق ما افاد دبلوماسيون بطلب من اليابان والولايات المتحدة البلدين العضوين في مجلس الامن، وكوريا الجنوبية، وسيبدأ الاجتماع عند الساعة 11,00 (16,00 بنوقيت غرينتش).
بدورها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها الأحد أن كوريا الشمالية حينما أطلقت صاروخها الأخير إنما انتقصت من احترام القانون الدولي بشكل صارخ، وتجاهلت المناشدات الدولية.
وجاء في بيان الخارجية “مما لا شك فيه أن مثل هذه الممارسات تفضي إلى تأزيم جدي للوضع في شبه الجزيرة الكورية وفي عموم شمال شرق آسيا، مشيرة الى أن هذه الممارسات إنما تصب في صالح من يراهنون على سياسة التحالفات ومضاعفة المواجهات المسلحة وتلحق ضررا بالغا بأمن بلدان المنطقة وأمن كوريا الشمالية بالدرجة الأولى”.
وأبدت وزارة الخارجية الصينية أسفها، وقالت متحدثة باسم الوزارة إن “الصين تبدي أسفها لإصرار كوريا الشمالية على استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية للقيام بعملية إطلاق رغم اعتراض المجتمع الدولي الواسع النطاق “.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية
كما عبّرت طوكيو عن احتجاجها على الإطلاق وأعلنت أنها تدرس إمكانية تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات ضد بيونغ يانغ، وفي الوقت نفسه عبرت عن الرغبة بالتعاون في هذه القضية مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والصين.
واعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى “عملا استفزازيا لا يغتفر” ودعت مجلس الأمن الدولي إلى الموافقة بسرعة على عقوبات قوية.
وقالت باك إن كوريا الشمالية تحاول تحقيق تقدم في قدراتها الصاروخية بغية إطالة عمر نظامها.