⭕️«كيلو 16» بديلاً من مطار الحديدة بجبهة فاشلة جديدة
كثّفت الميليشيات الموالية لـ«التحالف»، خلال الساعات الماضية، محاولاتها قطع خطوط إمداد الجيش واللجان ما بين صنعاء والحديدة، من دون أن تتمكّن من تحقيق تقدم يُذكر، في ظلّ المقاومة الشرسة التي ووجِهَت بها من قِبَل «أنصار الله»
مع انهيار محادثات السلام التي كان يُفترض انطلاقها في جنيف في السادس من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، عادت مدينة الحديدة إلى واجهة المشهد اليمني، في ظلّ استئناف تحالف العدوان التصعيد العسكري على جبهة الساحل الغربي. استئناف يؤكد أن السعودية والإمارات لم توقفا، طيلة فترة التحضيرات لـ«جنيف 3»، عملهما على خطط بديلة للسيطرة على الحديدة، بعدما ثَبت لهما أن خططهما الأولية غير ناجعة، وأن لا مفرّ من الدخول في معارك على الأرض. لكن، وعلى رغم الحماسة التي ترافق الانطلاقة الجديدة للمعارك، إلا أن المقاومة الشرسة التي تُجابَه بها الميليشيات المدعومة إماراتياً تنبئ بأن الطريق «الالتفافية» لن تكون ــــ بالنسبة إلى تلك الميليشيات ــــ أقصر وأكثر سهولة من الطريق المباشرة المارّة عبر مطار الحديدة.
وفي أعقاب فشلها الشهير في تثبيت موطئ قدم في المطار، وكذلك في السيطرة على المناطق الداخلية من محافظة الحديدة، كالتحيتا والفازة وزبيد، تعاوِد القوات الموالية لـ«التحالف» محاولتها قطع طريق الإمداد الرئيس الرابط ما بين صنعاء والحديدة، مع فارقٍ اليوم متمثل في أن 4 ألوية عسكرية إضافية تمّ تدريبها خلال الفترة الماضية في مدينة عدن (جنوب) على «اقتحام المدن وحرب الشوارع» سيتمّ الزجّ بها في ميدان العمليات. هذه الألوية المتمركزة حالياً في المخا (جنوب الخط الساحلي) زارها أول من أمس رئيس أركان القوات الإماراتية حمد الرميثي، حيث تفقّد جاهزيتها قبل أن يحطّ في معسكر ما يسمّى «القوات المشتركة» في الخوخة. مرة أخرى إذاً، تتصدّر الإمارات واجهة المعركة، واضعةً رهانها على إمكانية خنق «أنصار الله» داخل مدينة الحديدة، وبالتالي تسهيل استسلامهم.
هان لا يبدو، إلى الآن، أنه سيؤول إلى خلاف ما أسفرت عنه الرهانات السابقة. إذ حتى لو تمكّن «التحالف» من إيصال تلك الألوية إلى جنوب الحديدة عبر البحر، فإن استمرارية القتال تتطلّب خطوط إمداد برية ثابتة، وهذا ما ليس متوافراً في ظلّ سيطرة الجيش واللجان على معظم الخطوط المذكورة، والتي تعزّزت السبت الماضي بإسقاط منطقة الجاح الأسفل بأكملها في مديرية التحيتا. يُضاف إلى ذلك، أن «أنصار الله» أعدّت العدّة لجميع الاحتمالات والسيناريوات التي قد تخطر على بال قيادة «التحالف»، ومنها قطع طرق إمداد الجيش واللجان من صنعاء إلى الحديدة. وهي استعدادات بدت مؤشراتها واضحة خلال الساعات الماضية، في تصدّي قوات حكومة «الإنقاذ» لهجمات الميليشيات المدعومة إماراتياً على منطقة كيلو 10، والتي أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن القوات الموالية لـ«التحالف» لم تتمكّن من السيطرة عليها، لكن استطاعت فقط نقل المواجهات إلى مقربة منها، خلافاً لما تداولته الوسائل الإعلامية السعودية والإماراتية من أنباء عن سيطرة على منطقة كيلو 10، وتقدم باتجاه منطقة كيلو 16. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن «أنصار الله» تضع في حسبانها إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية بالقوات المهاجِمة عبر الكمائن والتكتيكات النوعية، بما يحيل فاتورة محاولتها التقدم باهظة جداً، ويضائل إمكانية استمرارها في المعركة لفترة طويلة.
خطط المقاومة والتصدي هذه ظهرت جلية في خلفية الخطاب الذي ألقاه قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أول من أمس، والذي شدد فيه على ضرورة «تعزيز توجّهنا بكل جدية في معركة الساحل، ودعم الموقف هناك، لأن المؤامرة كبيرة، والتحرك دون اكتراث لما حصل حتى الآن، من أجل كسب المعركة وهذا متاح». دعوة لم يجد الحوثي بداً منها في ظل «تعنّت دول تحالف العدوان»، و«عدم وجود جدية لدى الأميركي والبريطاني وبقية دول الغرب» في إنهاء الحرب. وهي حقيقة يُعزى إليها، بحسب «أنصار الله»، فشل انعقاد مشاورات «جنيف 3»، التي اتهم قائد الحركة «التحالف» بعرقلة مشاركة الوفد الوطني فيها، كاشفاً للمرة الأولى أن سلطات صنعاء اضطرت ـــ في أعقاب انتهاء مشاورات الكويت عام 2016 ـــ إلى تسليم «جواسيس أميركيين» كانت تحتجزهم مقابل عودة الوفد من سلطنة عُمان إلى اليمن.
#العيد_في_امساحل
#أعيادنا_جبهاتنا
أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه