تعز العز

🗣الاصلاحيون الجدد وتحصين المجتمع ضد التغيير-1-2

كيف يمكن لإخوان اليمن أن يوفقوا بين تعاليم وتوجيهات (الرسائل الثلاث) لمؤسس الحركة وبين دعوتهم للعلمانية ؟ فحسن البنا يرى أن تقليد الغرب باتخاذ العلمانية نهجا مبني على المغايرة ،فلا قساوسة في الاسلام بحسب رؤيته ورجال الدين في الاسلام لا يملكون سلطة قلب النظام وتغيير الاوضاع “مما جعل القواعد الأساسية في الاسلام محفوظة على مر القرون تساير العصور وتدعو الى الرقي وتعضد العلم وتحمي العلماء” بحسب قوله، وغاب عن مؤسس حركة الاخوان المسلمين أن الجماعة التي أسسها صار لرجال الدين فيها القدرة على قلب الانظمة ،والرقابة على الفكر والسلوك ! ومع ذلك تظل إشكالية الدعوة إلى العلمانية التي يتبناها( الاصلاحيون الجدد ) في اليمن هي في عدم إحداث مراجعة نقدية للإرث الفكري والتنظيمي الذي تركه لهم المؤسس، فالإخوان في مراجعاتهم يمارسون نقدا توفيقيا مع ما انجزه سيد قطب لكنهم لا يستطيعون إحداث قطيعة مع رؤية حسن البنا لمدينة الله … من هنا يصبح القفز دون إحداث قطيعة معرفية مبنية على نقد جذري وثوري -يصبح عملا من أعمال فقه النفعية والمرحلية كوسيلة للتمكين ومن ثم العودة إلى القواعد الاساسية التي لم يمسوها بالنقد والاختلاف … يقول حسن البنا بلغة بيانية تبشيرية يقينية ” كانت الدنيا في وقت ما شرقية بحتة ،ثم صارت بعد ظهور اليونان والرومان غربية ثم نقلتها النبوات الموسوية والعيسوية والمحمدية إلى الشرق مرة ثانية ،ثم غفا الشرق غفوته الكبرى ونهض الغرب نهضته الحديثة فكانت سنة الله التي لا تخلف وورث الغرب القيادة العالمية ، وها هو الغرب يظلم ويجور ويطغى ويحار ويتخبط . فلم يبق إلا أن تمتد يد (شرقية ) قوية يظللها لواء الله وتخفق على رأسها راية القرآن ويمدها جند الله القوي المتين .فإذا بالدنيا مسلمة هانئة . واذا بالعوالم كلها هاتفة ” الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله” ص٨٤ الرسائل الثلاث – حسن البنا- القاهرة دار الطباعة والنشر الاسلامية ١٩٧٧م. نقلا عن هشام شرابي – النظام الابوي … لن يوجد تنوير دون تثوير الواقع الاجتماعي ،أما الحديث عن تنوير جاهز ،وتكييف المجتمع وفقه فتلك لعمري تؤدي إلى تحصن ومناعة المجتمع ضد التحولات التنويرية بحجة أنها دخيلة وجاهزة ومعطى من الخارج . لهذا فالثورات الاجتماعية هي من تنتج تنويرها ،فلا يوجد وصفة جاهزة للتنوير ينبغي تمثلها والسير على منوالها ” وليس من المستغرب إذن أن تتسم مرحلة التنوير العربية (اليقظة) منذ بدايتها بالتوجع الطوباوي المتكيف الذي أكد أساليب العقلنة والمواءمة بدل الطرح الجذري والثوري بغرض إحداث تحول اجتماعي ،ذلك أن القادة الأوائل لتلك اليقظة كانوا خريجي المدارس التبشيرية ،لقد أنتجت الثقافة التبشيرية نخبة مثقفة ،رأى أفرادها منذ البدء ضرورة التأثير في المجتمع باللجوء إلى “تنوير المعرفة ” ونبذ النشاط الثوري” ص ٩٩- النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع الغربي- هشام شرابي – ت محمود شريح- مركز دراسات الوحدة العربية ١٩٩٣م. الدعوة إلى العلمانية والتحول الديمقراطي لا يكون بقفزة تعزز الماضي في مواجهة التغيير. فالتحولات المجتمعية تأتي نتيجة ” سياق طويل من التبدل والتغيير اللذين يتولدان في ثلاثة مجالات أساسية : البنية التحتية المادية (النمو الاقتصادي على نمط عقلاني ) ،وفي المؤسسات الاجتماعية (مثلا،في تركيب الأسرة الأبوية ) ،وفي الممارسة السياسية) ص١٧١- النظام الابوي – هشام شرابي.

✍🏼محمدناجي احمد

#العيد_في_امساحل

#أعيادنا_جبهاتنا

أشترك على قناة أخبار تعز تلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه

telegram.me/taizznews