معهد الأمن القومي الإسرائيلي: 3 ملفات تتحكم في استقرار السعودية بينها الحرب في السعودية والتقرير يصب في صالح اسرائيل ويعزز علاقتها بالرياض .
معهد الأمن القومي الإسرائيلي: 3 ملفات تتحكم في استقرار السعودية بينها الحرب في السعودية والتقرير يصب في صالح اسرائيل ويعزز علاقتها بالرياض .
نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي تقريرا له أمس حول تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الصراع القائم خلال الفترة الراهنة بين السعودية وإيران.
و أكد أن المملكة العربية تواجه عدة تحديات قوية، بدءا من هبوط أسعار النفط، مرورا بالحرب التي تخوضها في اليمن، وصولا بالأوضاع المضطربة في لبنان والتي ترتبط بالأحداث التي تشهده سوريا.
و أوضح التقرير الذي أعده رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق “عاموس يادلين” أن السعودية تحولت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى لاعب نشط في منطقة الشرق الأوسط، سواء من خلال تشكيل قوات التحالف لمواجهة الحوثيين في اليمن، أو التحالف الإسلامي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا، مضيفا أن هذا التحالف سيكون سُنيا لمواجهة إيران في المنطقة.
و لفت التقرير إلى أن الصراع الدائر بين السعودية وإيران يصب في صالح إسرائيل، و يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية، لا سيما و أن هناك عدة مصالح مشتركة بين تل أبيب والرياض في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من مخاطر النووي الإيراني، وصولا إلى مواجهة المحور الراديكالي في سوريا، مرورا بمحاولات صد طموحات إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.
و ألمح معهد الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن حادثين كبيرين تسببا في هذا التوتر المتنامي بين الرياض و طهران، أولهما إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، و كذلك قتل القيادي بجيش الإسلام زهران علوش في سوريا عبر غارة جوية، مضيفا أن هذا التوتر انعكس دبلوماسيا وأدى إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران.
و أضاف التقرير الإسرائيلي أن انعكاسات هذا التوتر القائم بين السعودية وإيران لن تقتصر على الصعيد الدبلوماسي فقط، بل تقف على أعتاب تطور عسكري عنيف سيؤدي إلى غرق الشرق الأوسط في صراع خطير ومواجهة شرسة بين القوتين الإقليميتين اللتين تتزعمهما السعودية وإيران بالشرق الأوسط.
و أكد المعهد الإسرائيلي على أن التطورات الدبلوماسية التي أعقبت قرار إعدام نمر النمر، تمثلت في قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية و بعض الدول العربية الداعمة لها من جهة وإيران من جهة أخرى، فضلا عن اجتماع الجامعة العربية بالقاهرة لبحث سبل مواجهة النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط و منع تدخلها في شؤون الدول العربية.
و يشير التقرير الإسرائيلي إلى جذور الصراع بين السعودية وإيران تعود إلى عدة عقود ماضية، و بدت واضحة مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وتزايدت بمرور السنوات و الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، خاصة ثورات الربيع العربي التي اندلعت في كثير من البلدان العربية.
و طبقا لتقرير المعهد الأمني الإسرائيلي فإن استقرار المملكة العربية أصبح اليوم رهينة 3 ملفات رئيسية هي الصراع داخل العائلة الحاكمة، وسلوك الأقلية الشيعية بالمنطقة الشرقية في السعودية، و أخيرا الظروف الاقتصادية التي تعيشها المملكة في ظل انخفاض أسعار النفط.
و عن مستقبل الصراع الراهن بين السعودية و إيران، أكد التقرير الإسرائيلي أن هناك 3 سيناريوهات محتملة، أولها حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين، لكن هذا الاحتمال نسبته ضعيفة، أما السيناريو الثاني يتمثل في تغذية الصراع في المناطق المشتعلة بين السعودية وإيران خاصة في اليمن و سوريا، أما السيناريو الثالث يتمثل في أن انخفاض أسعار النفط سيؤدي لحدوث مصالحة بين الدولتين برعاية القوى العظمى.