✍🏼 محمد طاهر أنعم
من الاشياء التي يجب ان يفهمها المتابعون للشأن التعزي أن المدينة تتوزعها مراكز نفوذ منذ فترة قديمة، بناء على خلفيات اجتماعية معقدة.
جنوب مدينة تعز (الاجينات والمدينة القديمة ووادي المدام والجمهوري والجحملية) هي مناطق نفوذ ضد الاصلاح عادة، ولاؤها السياسي سابقا للمؤتمر، وكبار السن صوفية مرتبطون بعادات صبر والمدينة التاريخية، وكثير من شبابها سلفية جامية مبغضون للاخوان لاسباب دينية ظاهرا ووراثية عن ابائهم الصوفية لا شعوريا.
وذلك بخلاف سكان شمال مدينة تعز، وهو الجزء الجديد من المدينة الذي نشأ خلال العقود الاربعة الاخيرة، ويغلب عليه المغتربون المنتمون لشرعب والمخلاف والعدين، والذين تلقوا جرعات من الفكر الوهابي في الغربة، والتأثير الاخواني محليا، وولاؤهم للاصلاح وتيارات سلفية موالية لهم.
وكانت الاوضاع في بداية الامور سنة ٢٠١٤ لصالح الجيش واللجان في جنوب المدينة والاصلاح في شمالها…
حتى حصلت خيانات كبيرة وشراء مالي كبير جدا لبعض قيادات في الحرس الجمهوري السابق، فكان يتم تسليم المنطقة تلو المنطقة جنوب المدينة لصالح جماعة ابو العباس السلفية بناء على تفاهمات اماراتية وتنسيق سلفي مع جناح مؤتمري متواطئ مع ابو ظبي ومندس في صفوف الجيش اليمني حينها!
كان تسليم تلك المناطق ابتداء من الجحملية للقاهرة للاجينات لبيرباشا يتم عبر انسحابات مفاجئة يسقط فيها المئات من شباب انصار الله الذين يقعون بين فكي الكماشة فجأة، وينصدم الرأي العام المناهض للعدوان من تلك الهزائم الغريبة المفاجئة.
لقد كانت الامارات ترتب مع جناح عميل داخل المؤتمر مع السلفيين الحجوريين من وقت مبكر لانشاء ارضية لمواجهة الاخوان داخل المدينة ومواجهة انصار الله خارجها.
وكان الهدف تطويق الاخوان من شمال المدينة ايضا عن طريق سيطرة السلفيين على المخلاف والتعزية، ولكن انصار الله لما فهموا لعبة الخيانات والانسحابات ابعدوا قيادات الحرس الجمهوري المتواطئة عن كل جبهات القتال في تعز، وانتهى اي تقدم للمرتزقة من حينها قبل سنة ونصف.
بعدها انتقلت الاستخبارات الاماراتية لترتيب الحزام الامني لحصار الاصلاح واستئصاله في تعز وهي ما تعمل حتى الان عليه.
ويبدو ان تحركات الاصلاحيين الاخيرة في تعز هي بعدما فهموا اللعبة الاماراتية الخطيرة.
#يد_تحمي_ويد_تبني
#انفروا_خفافا_وثقالا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅