🖊 الحمار السعودي عالق على الحائط اليمني
أكثر الصور تعبيرا عن ورطة السعودية في اليمن ،هي صورة ذألك الحمار الذي اجتاز الحائط ،بقدميه الأماميتين وعلق عليه ،فلا يستطيع رفع قدميه الأخيرتين لينطلق إلى الأمام ولا سحب قدميه الأوليين ليعود أدراجه ،
ونحن نعيش الآن الذكرى الثالثة للحملة البربرية السعودية وتحالفها على اليمن ،
لكن يبدو أن عاصفة الحزم فقدت حزمها مقابل الحزم اليماني المتصاعد بعكس ما كانوا يخططون ،
فدخول الحرب عامها الرابع على وقع الصواريخ البالستية في الرياض وعسير ونجران وجازان يؤرخ لمرحلة جديدة من مراحل الصراع لطالما عملت المملكة على أن لاتصل إليها .
وهذا ما أثار حفيظة بوريس جونسون (وزير الخارجية البريطاني ) ليقول: ” أن بلاده ستدعو الأمم المتحدة للتحقيق في مصدر الصواريخ اليمنية” ،متناسيا- على هول خطورة الموقف وتعاظم القوة الصاروخية للجيش اليمني وأنصار الله – كم الصواريخ والغارات السعودية التي انهالت على رؤوس اليمنيين طوال ثلاث سنوات ،بالترافق مع الحصار والجوع والأمراض حيث وصل العدد إلى ما يقارب 296834 من حالات الوفاة غير المباشرة بسبب العدوان ،و247000طفل توفوا بسبب سوء التغذية ،و17608 بسبب عدم القدرة على السفر للعلاج ،هذا في ماعدا القتل المباشر والجروح والإعاقات بالقصف والذي وصلت ضحاياه إلى 38500 قتيل و جريح ومعاق فيهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء بحسب وزارة حقوق الإنسان اليمنية.
لكن يبدو أن المملكة والإمارات ومن معهما لا يريدون الاعتراف بالحتمية التاريخية التي وصفها الله بقوله :((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ))(الأعراف، 34)
إنها حتمية النكوص التاريخي للأمم بعد أن يستشري فيها مرض الفساد والظلم من القمة إلى القاعدة .
((وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا)) (الكهف ،59)
وأما محاولات إطالة العمر بالمزيد من رفع الأرجل للغاوي الأمريكي فلا تجدي نفعا ،
فهي لا تزيده إلا شراهة ونشوة ولن يكف عن إشباع رغباته قبل أن تنهار الضحية منهكة بين يديه .
ففي خطوة لإعادة بث الحياة في جسد المملكة المتهالك يقدم بن سلمان المزيد من المليارات والادعاءات للسيد الأمريكي، أملا أن يستمر في الصمت عن أوراق المملكة السوداء في ملف أحداث 11 سبتمبر و دعم الإرهاب وانعدام الديمقراطية وغيرها، التي يحتفظ بها ترامب كأداة للضغط السياسي والاقتصادي على المملكة.
وآخرها زيارته المهينة لترامب الذي قال :إن السعودية تملك الكثير من الأموال ونريد أن تعطينا جزئا من ثروتها .
وقيامه بتغييرات في النمط الثقافي والاجتماعي للمجتمع السعودي بناءا على طلبات أمريكية صريحة لا على رغبة حقيقية في التغيير والإصلاح .
كالسماح بالسينما وقيادة المرأة وتقليص نشاط هيئة الأمر بالمعروف وغير ذلك .
لكن كل هذه التغييرات السطحية غير مرضية للشعب السعودي الذي يريد أن يعيش كما يعيش الناس في دول أخرى فيمارس حق الانتخاب والتصويت ،ويمارس حريته الاعتقادية والفكرية ،
وهي أي الرشاوي والإذعانات قد تشتري الرضا الأمريكي مؤقتا لأنها تخفف من الحرج الذي تشعر به الولايات المتحدة في مقابل العالم ،بتحالفها المخجل مع كيان متخلف كما في السعودية في حين تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .
✍🏼 حسام خلف
كاتب و ناشط سياسي سوري
#نحو_جبهاتنا_وفاء_لشهدائنا
#انفروا_خفافا_وثقالا
أشترك على قناة أخبار تعز للتلغرام وكن أول من يعلم الخبر فور حدوثه انقر هنا ✅