الإسلام بقيَمِه العظيمة وحكمة القيادة إستطاع أن يُغيِّر واقع سيء ومظلم.
من هدى القرآن
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ} [الإسراء : 70]، الإسْـلَام الذي أرسى في تعاليمه ما يحقق لهذا الإنسان السعادة ما فيه الرحمة بكل معانيها لهذا الإنسان الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى قال لنبيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : 107]، الإسْـلَام الذي من أهم دعائمه ومن أهم ما يقدمه للبشرية في مبادئه وفي قيمه وفي أخلاقه وفي تعاليمه وفي نُظُمِهِ العدلُ في الحياة العدل كأَسَــاس لمعاملات وتعاملات البشر لشئونهم لإدارة شئونهم لمختلف شئون حياتهم،{كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النساء : 135]، بل إنه أكد أنها دعامة أَسَــاسية في كُلّ رسالاته مع كُلّ رسله ومع كُلّ أنبيائه، فأكد ذلك في القرآن الكريم كثيراً وكثيراً، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد:25]، وكم في القرآن من تركيز على هذه المسألة كونوا قوامين بالقسط{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة : 2]، أي شقاء شقيت البشرية؟!، أية معاناة عانت البشرية حينما أضاعت هذه القيم قيمة الحرية بمفهومها الصحيح والحقيقي والكامل وقيمة الكرامة وقيمة العزة وقيمة العدالة!!، أي معاناة يعانيه هذا الإنسان الذي يُستهدف اليوم من جاهلية اليوم في كُلّ شيء في كُلّ واقع حياته في كُلّ شئون حياته لا يزال يُستهدف، هذا الإسْـلَام هو ضرورة هو خير هو مشروع خير ورحمة للبشرية جمعاء، وهو مشروع أتى لينتصر.
إن ما واجهه الإسْـلَام منذ حركته الأولى الذي يتحرك في ذلك الواقع العالمي المطبق بالظلم والظلام فشق طريقه ونهض وانتصر وساد أرجاء المعمورة وغير الواقع بشكل كبير جداً ومثّل فعلاً محطة مهمة في تَـأريخ البشرية عالجت الكثير من المشاكل وطمست الكثير من المساوئ وأنعشت وأحيت الكثير من المبادئ، أعادت للخير وللحق وللعدل حضوراً فاعلاً وكبيراً في واقع البشرية، لو نأتي لنتصور أَوْ نتخيل ماذا لو لم يأتِ خاتم الأنبياء محمد؟!، ماذا لو لم يبعث الله رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله؟، ماذا لو لم يأتِ هذا الدين العظيم ويحدث في تلك المرحلة ذلك التغيير الكبير؟، ماذا لو امتدت تلك الجاهلية إلى اليوم بكل ما كانت عليه وتطورت نحو الأسوأ؟، كيف من الممكن أن يكون واقع البشرية اليوم على ما هو عليه بعد كُلّ الذي قد حدث واقع البشرية مع كُلّ ما كان في محطاته السابقة في تَـأريخهم من أنبياء ورسل ومصلحين ومغيّرين وهداة ومن بذلوا قصارى جهدهم حتى بالتضحية بالنفس والنفيس من أجل إصلاح واقع البشرية، ثم نرى ما هو عليه اليوم لكانت كارثة لا نستطيع أن نتخيل بالفعل مستوى ما كانت ستصل إليه البشرية لولا هذه الرسالة لولا هذا الرسول الخاتم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، الإسْـلَام ورسالة الله سُـبْحَـانَـه وَتَعَالَى قال عنها:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة : 33] وبالتأكيد هو مشروع لابد منه؛ لأنه يمثل حاجة للبشرية ضرورة للبشرية، سمواً وكرامة للإنسان، ولكن حدث في واقع المسلمين ما حدث بالنسبة لمن كان قبلهم من أهل الكتاب في الجاهلية الأولى لم يكن بقي لدى العرب من آثار نبي الله إبراهيم إلا الحج والختان، أما أهل الكتاب لم يكن بقي لديهم إلا أشياء شكلية من بعد الأنبياء، حالتا التحريف والانحراف كلتاهما أثرت تأثيراً سلبياً وكبيراً في واقع البشرية، اليوم نجد أن واقع المسلمين للأسف الشديد قد شابه الكثير من التحريف على المستوى الثقافي حتى بإسم الدين وبإسم تعاليم الدين وبإسم مبادئ الدين والانحراف حتى فيما هو معروفٌ أنه من الدين عما هو معلوم من الدين وعما هو صحيح من الدين، فكلتا الحالتين التحريف والانحراف يمثلان عامل هدم في داخل الأمم تبعدها عن التمسك الصحيح بمبادئ الأنبياء ورسالة الأنبياء وقيم الأنبياء وتعاليم الأنبياء.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيدُ القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة رأس السنة الهجرية:1438هـ.
? ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا “
⭕️ ذكرى المولد النبوي الشريف 1439هــ