سقطرى تحت الاحتلال.. نهب وتجريف واستيطان في مناطق تأريخية.. الاحتلال الإماراتي يسرق (185) طيراً من طيور سقطرى النادرة في العالم تسمى (سوعيدة) ونقلها إلى أبو ظبي
تواصِلُ دولُ العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي أعمالها الاحتلالية والخطيرة التي وصلت إلى أكبر عملية نهب وتجريف للهُوية اليمنية في جزيرة سقطرى التي بات الدخول إليها يحتاج إلى “فيزا” إماراتية وختم “دخول” صادر عن جوازات مطار أبو ظبي، دون الحاجة إلى فيزة يمنية مسبقة بحسب القانون اليمني ولا يحتاج السائح أَوْ الزائر بأن يختمَ جوازَ سفره بختم “دخول” الأراضي اليمنية من قبل جوازات مطار سقطرى.
وتكشفُ هذه الخطوةُ الخطيرةُ لدولة الاحتلال الإماراتي حقيقةَ المشروع الاستعماري للدولة الخليجية التي لا يتعدى عُمُرُها 35 عاماً هو زمن أصغر شجرة حديثة في أرخبيل سقطرى، حيث لا زالت الجزيرة تشهد استمرَار أعمال السرقة والنهب لكل ما هو قيم ونادر وجميل على مدار اليوم والساعة ونقلها إلى دبي وأبو ظبي على متن سفن عملاقة وأساطيلَ من طائرات الشحن.
احتلال من أجل نهب ثروات سقطرى
وفي إطار الحديث عن فضائح السرقات الإماراتية لسقطرى، كشفت تقاريرُ إعلاميةٌ عربية وَدولية ومحلية، وفقاً لوثائقَ ومعطياتٍ وأدلة، أن الاحتلال الإماراتي يكرس تواجده من أجل نهب ثروات سقطرى وإقامة قواعدَ أمريكية تحت غطاء الاحتلال.
وذكرت تقارير، أمس الاثنين، أن 185 طيراً من طيور سقطرى تسمى (سوعيدة ) تم اصطيادها بالشباك الكبيرة من قبل المدعو الجنرال خلفان المزروعي بو مبارك “المندوب الإماراتي في سقطرى” وضباطه قبل أن يتم نقلُها إلى عاصمة الاحتلال أبوظبي، وهي طيورٌ نادرةٌ في العالم، لا توجد إلا في جزيرة سقطرى، حيث يبلغ طولُ جناحَيه 190 سم ووزنه 2000 جرام.
ولفت المواطن السوقطري سعيد بامخرمه، إلى أن الاحتلال سرق أيضاً خلال الأيام الماضية ما يقارب 30 زوجاً من صقور الصقور النادرة في الجزيرة التي لا يوجد مثلُها في العالم، بالإضافة إلى النباتات والأشجار ونقلها إلى حدائق أبو ظبي ودُبَي، موضحاً أن الإمارات تقوم بالسرقة حتى على مستوى النحل والعسل من سقطرى بعد أن نهبت كُلّ غالٍ في اليمن.
مستثمر إماراتي يطلق موقعاً سياحياً إلكترونياً باسم سقطرى
إلى ذلك أكد الناشط عاطف السقطري – أحد أبناء الجزيرة، أن مستثمراً إماراتياً أطلق موقعاً سياحياً إلكترونياً “مزوّراً” باسم الحكومة اليمنية، ويتحدث باسم مكتب السياحة في سقطرى، وأنه الجهة الحكومية الرسمية والوحيدة الخاصة بتنظيم الرحلات السياحية إلى سقطرى.
ويأتي هذا الحدثُ بعد إلغاء العشرات من مكاتب ووكالات السياحة والسفر في 23 مايو الماضي واحتكار هذا العمل على متنفذين إماراتيين، بعد إحكام قبضتهم على مطار سقطرى وتحت إدارتها فقط، فيما تواصل الجزيرة استقبالَ البواخر العملاقة لنقل الأشجار والأحجار والآثار النادرة من ميناء سقطرى إلى ميناء أبو ظبي بطلب من المندوب الإماراتي، وتوجيهات المرتزق محافظ سقطرى أحمد بن حمدون، لأجهزة الأمن في الميناء بعدم تفتيش الحاويات أَوْ حتى التعرض لها.
دفن نفايات نووية
وفيما يبدو أن هناك مُخَطّطاً إماراتياً لتهجير سكان جزيرة سقطرى الذي يعيش الغالبية العظمى من سكانها على مهنة الاصطياد، والتفرد بها لتنفيذ مشاريعه الاستيطانية، أقدم الاحتلال الأسبوع الماضي على تسميم مساحة كبيرة من البحر المقابل لجزيرة سقطرى، ما أدى إلى وفاة الآلاف من الأسماك الصغيرة والكبيرة ونفوقها إلى الشواطئ، في خطوة تنذر بكارثة بيئية ربما تستمر لسنوات طويلة.
وتناول العديد من الناشطين والكُتّاب المنتميين إلى جزيرة سقطرى، بأن هذه الجريمة التي أقدم عليها الاحتلال من شأنها أن تقطع أرزاق معظم سكان الجزيرة وتحرمهم من الحصول على الاسماك في عرض البحر.
وكشف المواطن أبو أحمد الشاوش، عن قيام الاحتلال الإماراتي بتصريف نفايات نووية للدول الغربية بصورة سرية، ودفنها في البحر، مستغلة تواجدها في سقطرى، الأمر الذي قد يشكّل خطراً على الحياة الطبيعية في الجزيرة والمحافظات المجاورة، بل وربما يصل خطرها على اليمن كله، ولا يستبعد أن تكون هذه النفايات تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وفيما تشير المواطنة حنان علي، إلى أن الاحتلال يقف وراء تسمُّم البحر ومحاربة الصيادين في لقمة عيشهم، أوضح المواطن محمد العمري أن تدخل الإمارات في اليمن لم يأتِ منه إلا الخرابُ والدمار، مبيناً أن هيمنتَها على الجزيرة امتد ليطالَ حتى شبكة الاتصالات.
بناء قصور وهدم تأريخ
إلى ذلك قال موقعُ “سقطرى اليوم”، أمس الاثنين، إنه تم استئنافُ العمل في هدم قلعة حواري المطلة على المدينة التأريخية التي تسمى مدينة “سوق” بعد ما قام ناشطون في سقطرى باستنكار الأعمال التخريبية فيها قبل أشهر بهدف بناء وتشييد قصر للمندوب الإماراتي “بو مبارك” بدلاً عن القلعة التأريخية، بالتعاون مع جهات نافذة ومرتزِقة من قيادات السلطة المحلية في سقطرى، وبتواطؤ مباشر من المحافظ المرتزق الذي يتعمَّدُ تضليلَ الرأي العام ووسائل الإعلام من خلال إصدار قرارات وهميّة لوقف أعمال البناء في الشواطئ، في حين البناء مستمر كُلّ يوم وفي كُلّ جُزء من شواطئ الجزيرة وبشكل متسارع.
وحصلت صحيفة “المسيرة” على صورة نشرها ناشطون يظهر فيها شيخُ محافظة أرخبيل سقطرى سليمان بن ذي عبيدهل بن كلشات، إلى جانب محمد بن زايد ومجموعة من الضباط والمسئولين الإماراتيين بعدَ ما تم شراؤه بالمال، كشفت عن صفقات البيع التي تتم بين مشايخ من الأرخبيل وقيادات الاحتلال من أجل شراء الولاءات والشخصيات الاجتماعية والمؤثرة مقابل إغراءات مالية.
وأضاف أن مشروعَ مدينة زايد السكني الذي يتم تشييده حالياً في سقطرى اختير بعناية فائقة ووُزِّع فقط لمن يعطون الولاء والطاعة للاحتلال وينفذون أجندتَهُ وأطماعهَ مع تحركات عسكرية ولقاءات سياسية، إلى جانب الاستحواذ على مساحات شاسعة من شواطئ وأراضي الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي.
بعثة أجنبية للتنقيب عن الآثار وسرقتها
ويواصل الناشطون والصحفيون والإعلاميون تنظيمَ العديد من الحملات والهاشتاقات التي حملت عنوان “#انقدوا_سقطرى، وَ”#سقطرى_وحلم_السيطرة” لفضح جرائم المحتل الإماراتي واستمرَار عملياته الممنهجة والمنظّمة في انتزاع وسرقة كُلّ ما كان له أهمية وقيمة في سقطرى ونقلها إلى عاصمته بصورة غير أخلاقية وإنْسَانية وقانونية.
وتحدثت مصادر من داخل سقطرى عن وصول بعثة أجنبية خاصة بالتنقيب عن الآثار إلى الجزيرة بداية شهر أكتوبر المنصرم، بالتنسيق مع دولة الاحتلال الإماراتي ومندوبها في الأرخبيل “أبو مبارك” الذي كان في استقبالهم بالمطار وتسكينهم لديه حتى إتمام عملها، الأمر الذي يؤكد حقيقة سرقة الإمارات لآثار اليمن النادرة وعرضها في متحف اللوفر الذي تم افتتاحُه بأبو ظبي في تأريخ 9 نوفمبر الجاري بحضور الرئيس الفرنسي، كنُسخة عربية من متحف اللوفر الفرنسي، وقد نشرت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية استياء مواطنين يمنيين وعراقيين جراء سرقة الاحتلال الإماراتي للآثار القديمة والنادرة التي تتحدث عن حضارات سبأ وبلقيس اليمنية وبابل وسامراء العراقية.
اعتداءٌ على ثوابت المجتمع
ويمارِسُ الاحتلالُ أنشطتَه الاستعمارية والاستيطانية في جزيرة سقطرى مستغلاً حاجة الناس وظروفَهم المعيشية لتهيئة المجتمع المحلي للقبول بأي قرار لصالح مشروعه باختلاف عناوينه.
وأكد مواطنون من الجزيرة أن الإمارات تقوم بتغليف احتلالها وتجريفها ثروة اليمنيين في سقطرى بالمساعدات الإنْسَانية والتي يعرف الجميع حقيقتها، مشيرين إلى أكبر فضيحة يرتكبها الاحتلال في الجزيرة بعد اشتراط المندوب الإماراتي في سقطرى “أبو مبارك” عند تمويل الدورات النسائية لبعض الجمعيات والمنظمات، بضرورة خلع الجلباب والنقاب للمتدربات في هذه الدورات كشرط أساسي من شروط الاحتلال في الجزيرة.
حركة بواخر متواصلة دون رقيب
مع استمرَار الأزمة الخليجية مع قطر يواصل الصحفيون التابعون لحزب الإصْلَاح كشْفَ جانب من ممارسات الاحتلال، ليس من باب الوطنية؛ لأنهم لم يفعلوا ذلك قبل تلك الأزمة، حيث نشر صحفيون موالون للعدوان معلوماتٍ تقول إن الاحتلال قام بإقالة مدير عام جمارك محافظة سقطرى سعيد عامر أحمد التابع لحكومة المرتزقة، واستبدله بآخر مقرَّب من المحافظ الموالي للاحتلال بعد رفضه لبعض المخالفات التي ترتكبها الإمارات أهمها رسو بواخرها في رصيف الميناء ومغادرتها دون علم السلطات الجمركية، كما يتم تحميلُ كونتيرات مقفلة دون الخضوع للتفتيش الجمركي.
وطالب مديرُ عام الجمارك بسقطرى في رسالة موجَّهة للمندوب الإماراتي، خلفان بن فاضل بن راشد المزروعي “بو مبارك” حصلت صحيفة المسيرة على نسخة منها، تطالِبُ بتسليم جميع البيانات الخاصة بالبواخر “المنفست” الواصلة إلى ميناء سقطرى باسم “بو مبارك” بحسب الإجراءات التي تتمُّ في كُلّ موانئ العالم، وهو ما قوبل بالرفض وبعد ذلك الإطاحة به من منصبه.
تقرير / هاني أحمد علي
? ” إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا “
⭕️ ذكرى المولد النبوي الشريف 1439هــ