أستعد ملفاتك القديمة بصورة جديدة
تقول أبحاث علم النفس المعرفي طبعا بإمكانية تأثير اللاشعور.
حدد الباحثان تولفين و شاكتر في دراستهما لمستويات الذاكرة ما سمياه بـ« منظومة التمثلات الإدراكية « فصنفا بالتالي الذاكرة الضمنية والذاكرة العلنية.
1- الذاكرة الضمنية: تشير إلى عملية تخزين المعلومات بدون وعي بعوامل تعلمها أو اكتسابها.
الذاكرة الضمنية تساعد على التحسن أو التقدم في القدرة على القيام بعمل ما بعيداً عن الاسترجاع الواعي والإرادي لهذا العمل( مثل الطفل في اكتسابه اللاوعي للقواعد اللغوية(
المضخة الإدراكية: هي نظام مستقل عن القدرة الواعية للتذكر وهو ينطوي على نظام واحد أو أنظمة أخرى من الذاكرة الضمنية .دورها ضخ المعلومة المخزنة في اللاوعي يعني استرجاعها وتذكرها (دائما بصفة لا واعية) في مواقف التعلم.
2- الذاكرة العلنية: تشير إلى التعبير عن تجربة شخصية وواعية.
الجديد في تصنيف تولفين وشاكتر للذاكرة أنها عبارة عن محتوى لمعاني، وليس فقط عمليات استرجاعية إرادية أو لا إرادية لمعلومات مخزنة.
من هنا بدأت الأبحاث حول ما نسميه ب«المضخة الإدراكية » والتي تقول بوجود تأثيرات لاشعورية لمثيرات تحدث لنا عموماً، وليس فقط في مظاهر التلاعب بالإنسان، كما يحدث في ميدان الإعلان والإعلام.
إن المثير بتأثيره اللاواعي لا يخلق فيك مقاومة، ومقاومة الشيء لا تأتي في أغلب الأحيان إلا حين تكون في كامل وعيك وإرادتك.
ظهرت دراسة الفرق بين الذاكرة الضمنية والذاكرة العلنية (أو التصريحية أو الإرادية) في الثمانينيات إبان التجارب التي أجريت على عدد من الأشخاص فاقدي الذاكرة، وهي تعد من الأبحاث الأساسية في علم النفس. وقد خلصت هذه الأبحاث إلى النتائج التالية: بعض الأفراد فاقدي الذاكرة أظهروا على أنهم غير قادرين على تذكر الأحداث الحديثة أي أنه وقع الخلل لديهم في الذاكرة العلنية، بينما حفظت القدرات الذهنية الأخرى.
هذا المستوى من الذاكرة المحفوظ عند فاقدي الذاكرة، نجده أيضا عند أفراد سليمين، ودراسته تشكل مجالا أساسيا في أبحاث علم النفس.
وقد صنفت عدة اختبارات للذاكرة منها ما سمي بالاختبارات الضمنية وهو ينبني على الذاكرة الضمنية أي الهدف منها هو استرجاع المعلومات اللاواعية المخزنة أو المضمرة في الذاكرة، والروائز الضمنية، لا تتطلب بالضرورة تذكرا واعيا وإراديا لتجارب من الماضي. دوره أنه يبني أثر التعلم أو يسهله، ويأتي تبعا لتعرض الفرد إلى المعلومة سابقا وبشكل لاواعي ومن غير أن يدرك أنه تعرض لها.
أما الروائز المسماة بالعلنية (أو المقصودة أو المباشرة) من سماتها أنها تعمل على استرجاع الأحداث من الماضي بطريقة واعية، وقد تم استثمار هذه النظريات حول اللاوعي والذاكرة في الإعلان والإعلام.