المثلية السياسية وقانون عدم التناقض
#أصوات_تعزية
علم المنطق هو العلم الذي يعصم العقل من الوقوع في الخطأ – تفكيرا وقولا وفعلا – ولا مكان لديه للتناقض في التفكير الذي يؤدي إلى التناقض في الحياة بين القول والفعل . أراد المنطق أن تكون قوانين الفكر تشبه القوانين الرياضية 1 +1 = 2 في كل زمان ومكان .و
القانون الثاني من قوانين
المنطق – الذي صاغه أرسطو – يسمى قانون عدم التناقض والذي يعني أن الشيء هو ذاته ولا يمكن أن يكون شيئا غير ذاته بمعنى : أنه لا يمكن أن تحمل صفتين متناقضتين في نفس الوقت ، إما أن تكون عاقلا في كل زمان ومكان أو لا تكون .أما ان تكون رجلا أو أنثى ولا يمكن أن تكون رجلا وأنثى في نفس الوقت ، لأن في ذلك مرض جسدي ( الخنوثة ) نادر الحدوث فمن بين 4 ملايين تظهر حالة واحدة تحمل صفات الذكورة والأنوثة يتم معالجتها بعملية جراحية . يمكن أن نفهم معنى قانون عدم التناقض من خلال قول الله تعالى ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) أي ما جعل الله لأي إنسان قلبين أحدهما يحمل الإيمان والثاني يحمل الكفر والشرك – والعياذ بالله – والمعنى أنه يوجد قلب واحد إما أن يكون مؤمنا بالله أو مشركا به ولا وسط بينهما . الكلام السابق ينطبق على بعض الأشخاص والأحزاب التي تمثل دورين وتعيش بشخصيتين متناقضتين شخصية تدعم العدوان وتقف معه ضد من يتصدون له بالقول والفعل وشخصية أخرى تدعي أنها تقف ضد العدوان وتقف ضده في صف واحد مع من يقفون ضد العدوان . هذا التناقض بين الموقفين يعتبر مرضا نفسيا – شيزوفرينيا – يسمى انفصاما في الشخصية وأشهر من عبرت عنه رواية( دكتور جيكل ومستر هايد ) شخص كان بالنهار طبيبا محترما وفي الليل مجرما محترفا. هذا المرض أصاب الكثير من المثقفين والسياسيين واعضاء بعض الاحزاب في اليمن ربما يكون العدوان سببا لظهوره ، لكنه ليس السبب الوحيد ، لأن المرض يكون كامنا في النفس منذ الصغر فالشخص الذي تعود طوال حياته أن يرى السلطة مغنما فقط – وليست مغرما – يأخذ من الشعب والدولة لا يمكن أن يشارك في السلطة عندما تكون مغرما فقط ،حتى وإن حاول أن يدعي ذلك لأن صفاته وطباعه سوف تفضحه وهذا ما حصل لبعض السياسيين الذين وضعوا رجلا في السلطة والأخرى في المعارضة ويظنون أنهم يحسنون صنعا .
عرفات الرميمة