عندما يصبح اليقين سلاحا في قلب المؤمن !!
اليقين هو القناعة التامة التي لا تقبل الاهتزاز أو التخلخل مهما تغيرت الأحداث ومهما كانت التحديات ومهما كانت الشائعات، وهو المرحلة التي إذا ما استقرت في النفوس والقلوب والعقول كانت هي الدافع الكبير والحافز القوي للمضي بتلك الثوابت التي عززها اليقين، والتي لا يمكن أن تتخلى عنها ولا أن تحيد عن الدفاع عن مبادئها ولو اجتمع كل من في الأرض ليثنوك عنها لما استطاعوا، فإلى أي مرحلة قد وصل إليها اليقين في قلبك؟ بل إلى أي مستقر قد توطنت تلك المفاهيم العظيمة والأسس الربانية في وجدانك وانعكست دلالاتها في واقع حياتك؟ هل وصلت لمرحلة الذوبان والتماهي مع شخصيتك ؟ هل جعلت منك كتلة متوقدة تسعى بكل الجهات من أجل نشرها في كل الجبهات للدفاع عنها؟ هل جعلك اليقين بما تحمله من قضية عادلة وبما سكن في جوارحك من حقيقة وصدق بأن تدافع عن مفاهيم عادلة وصادرة من خالقك؟ وأن تنطلق في ساحة الدفاع عنها وأن تعمل جاهدا في سبيل نصرتها وفي سبيل التصدي لأعدائها بكل قوة وإخلاص؟.
هل وصل اليقين إلى قلب كل يمني؟ اليقين بأن قضية الدفاع عن الوطن هي قضية الحق ضد الباطل وهي قضية الدفاع عن كل تلك المعاني السامية، وهي أيضا قضية الدفاع عن تعاليم الله، وتعاليم دينه وهي قضية الدفاع عن المظلومية وعن الإنسانية، وأن من يحاول محاربتها هو ذاته من يحاول محاربة الله ومحاربة كل تلك المعاني الصادقة والمبادئ الربانية التي تحقق العدالة في هذا الوجود.
إذا كان الأمر كذلك، فكيف نحن بذلك اليقين الذي ترسخ في كياننا؟ كيف نحن بتلك القوة الربانية التي نستشعرها وكيف نحن بذلك الدافع الذي يحركنا؟ هل سنخاف أم هل سنتراجع أو نتهاون أو ننتكس؟ أم هل سنتوقف عند أقوال المرجفين أو المثبطين عندما يجد الشك إلى قلوبنا طريقا ومنفذا؟ لا أبدا ما هكذا هو المؤمن الصريح ولا هكذا هو اليقين الذي ينبغي أن نكون عليه في واقع حياتنا وفي منطلق معركتنا.
اليقين مرحلة تجعل منك صاروخا يفتك بالأعداء ولجاما يخرس كل أصوات الخداع وملاذا لكل ضعيف ومستغيث، وجنديا لله، ولداعي الحق مطيعا و منتصرا ومنطلقا بكل عزة وبكل إباء. ذلك هو اليقين الذي سيجعل منك قوة مستمدة من قوة الله، تقف بكل صمود في وجه كل الطغاة، بل هو من سيجعلك تشعر بضعف العدو وبجبنه برغم قوته وعتاده لأن يقينك هو الأقوى وهو من سيجعلك المنتصر بإذن الله.