اليمن … يدق المسمار الأخير بنعش الهزائم السعودية في الإقليم
يبدو واضحاً لجميع المتابعين لمسار الحرب العدوانية للنظام السعودي على الدولة اليمنية، بعد ما يقارب العامين ونصف العام ،أن هذا المسار يقودنا إلى طرح سؤال رئيسي يشتق من نمطية وتراتبية مسار حروب النظام السعودي ، في الإقليم ككلّ وهو: ما الفائدة التي ستعود على السعودية ونظامها، من تداعيات هذه الحرب الشعواء التي تشنّ اليوم على اليمن أو غيره؟ فالنظام السعودي منغمس اليوم في مجموعة أزمات افتعلها في الإقليم، بدءاً من الحرب على الدولة السورية وليس انتهاء بانغماسه المباشر في الحرب على اليمن،اليوم، النظام السعودي يستطيع تقديم مئات المبرّرات والحجج الواهية لأسباب ومبرّرات حروبه في المنطقة، على تعدّد أشكالها. ولكن الواضح اليوم، أنّ كلّ الرهانات السعودية على كسب معركة واحدة من هذه المعارك والأزمات المفتعلة، باءت بالفشل. فالسعوديون يدركون حقيقة هزيمتهم في ميادين عدة، مؤخراً، خصوصاً في الميدان السوري. والواضح أنهم يسيرون بمسار واضح وهو تلقي المزيد من الهزائم والانتكاسات، سياسياً وعسكرياً والأخطر اقتصادياً ومجتمعياً.
في اليمن اليوم ، يدرك معظم الفرقاء السياسيين اليمنيين ، باستثناء جماعة «الإصلاح» الإخوانية وأنصار هادي المتحالفين مع السعودية، طبيعة ومسار الحرب العدوانية التي فرضتها السعودية وحلفاؤها، على الدولة اليمنية والتي تستهدف اليمن كلّ اليمن، فمعظم اليمنيين، على اختلاف توجهاتهم، يعون اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى،حقيقة الأهداف السعودية – الأمريكية – الصهيونية ، من وراء الحرب على اليمن ، ولكن هنا وبالتحديد، عند الحديث عن الداخل اليمني، يجب الإشارة إلى ملاحظة هامة، خصوصاً بعد مرور ما يقارب العامين ونصف العام من هذه الحرب العدوانية المفروضة على الدولة اليمنية، فهنا يمكننا القول، إنّ اليمنيين نجحوا في استيعاب واستقراء طبيعة الحرب السعودية. وهم بالفعل، أثبتوا أنهم قادرون على الردّ وما زالوا يعملون ولليوم، على بناء وتجهيز إطار عام للردّ على مسار هذه الحرب العدوانية.
على أرض الواقع، ما زال النظام السعودي مستمراً في معركته العدوانية على اليمن، مرتكز على قاعدة دعمه من أمريكا وبريطانيا وغيرهما، فهو ” النظام السعودي ” اليوم ما زال يفتح وبشكل واسع، معارك كبرى بالداخل اليمني وعلى جبهات ومحاور مختلفة. مع أنّ السعوديين يعلمون جيداً، ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات التي ستفرزها هذه المعارك. وبالأحرى، يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي في هذه المعركة، على الداخل السعودي ومع كلّ هذا وذاك، قرّر السعوديون أن يخوضوا هذه المعارك الجديدة، لعلهم يستطيعون أن يحققوا انتصاراً، حتى وإنْ كان إعلامياً، أو على حساب جثث أطفال ونساء الشعب اليمني، لعلّ هذا الانتصار يعطيهم جرعة أمل، بعد سلسلة الهزائم المدوية التي تلقوها في أكثر من ساحة صراع إقليمي.
أما على الصعيد الدولي والإقليمي، فتدرك القوى الإقليمية والدولية أنّ استمرار حرب السعوديين الأخيرة، على حدودهم الجنوبية والاستمرار بإشعال فتيل حروب وصراعات جديدة في المنطقة، ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة واستقرارها الهشّ والمضطرب، ولكنها إلى الآن ” القوى الدولية “لم تخط خطوات حقيقية لإنزال السعوديين عن الشجرة اليمنية التي مازالوا عالقين عليها منذ عامين ونصف العام ، ولا يعرفون للآن كيف سينزلون عنها ، مع وجود مؤشرات لديهم “السعوديين ” للثمن المطلوب منهم لإنزالهم عن الشجرة اليمنية العالقين عليها .
ختاماً ، اليوم يمكن لأي متابع أن يدرك أن مسار الحرب العدوانية السعودية على الدولة اليمنية، بات يحمل الكثير من المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، لأنّ للمعركة أبعاداً مستقبلية ومرحلية ولا يمكن لأحد أن يتنبأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسارها يخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلاً. وستكون لنتائج الميدان مستقبلاً، الكلمة الفصل وفق نتائجه المنتظرة، في أيّ حديث عن تسويات للحرب السعودية على الدولة اليمنية ومعظم الملفات الإقليمية العالقة وتغييرا كاملا ومطلقا في شروط التفاوض. فالمرحلة المقبلة، من المؤكد أنها ستحمل الكثير من التكهّنات والتساؤلات حول مستقبل ونتائج كلّ ما يجري في الإقليم بمجموعه.
هشام.الهبيشان
كاتب صحفي أردني
#تعز_كلنا_الجيش_واللجان_الشعبية
#جرائم_داعش_في_تعز