في اليمن العظيم.. نهاية الأفعى
يدور الزمان دورته الكاملة بعد 44 عامًا، يقف الجيش السوري العظيم مدافعًا عن -ما تبقى من- شرف الأمّة،وتعود مملكة آل سعود الملعونة للعب دور قوّاد الصهاينة، في الصراع الدائر على منذ سنوات ست على كتابة مستقبل جديد للشرق الأوسط
الأدوار حددت، وقبِل أصحابها الاستمرار لنهاية الصراع، إيران مثلت في لحظة فارقة الاحتياطي الإستراتيجي والعمق الفاعل القادر لوطننا العربي، المنكوب بغيبوبة طويلة، وأعين عماها المال صهيوني الهوى سعودي الهوية
تمضي معركة قلب العرب في سوريا إلى نصر أكيد، بعد صمود إعجازي للجيش العربي السوري، وتدخل لرايات الفخر، التي تمرست على قطع رقاب الصهاينة أينما كانوا، وسطر مقاتلو حزب الله من جديد نصر في معركة مباشرة على الكيان الصهيوني، فوق الأرض السورية
العراق هو الآخر وضع طريقه على أول طريق الدولة، وصنع “الحشد الشعبي” بمجاهديه وأبطاله وشهدائه ملحمة أسطورية أمام تنظيمات ممولة دوليًا، واستطاعت في فترة شهور تحرير أغلب الأراضي العراقية، التي سقطت منذ عامين بفعل فاعل، ستكشف الأيام عنه مع توالي الانتصارات على هذه الجبهة
لكن الأفعى ظلت رابضة في جحرهان ترسل صنائعها للقتل والذبح في كل الدول العربية، وبقيت آمنة رغم كل أفاعيلها الشنعاء.. إلى حين دعاها الشيطان إلى بلع اليمن، الأقرب لها، والممزق بفعل التناحر الطويل
خرج “أنصار الله” إلى العالم من رحم المعاناة اليمنية أبطالًا، مزقوا أحلام البيت الملكي السعودي فوق جبال اليمن وطاردوه في الوديان، وحققوا أول انتصار واضح على رأس الحية في عقر دارها، وأحالوا حدودها الجنوبية جحيمًا مقيمًا
السعوديون الآن يعضون بنان الندم على تجرئهم في اليمن، فقد أيقظوا الأسد النائم، ويدركون بعد أعوام ثلاث أن قدرة “أنصار الله” تفوق ما يكدسونه من سلاح، وأن إراداتهم أقوى من علاقاتهم الدولية، وأن انتقامهم قادم إلى مخادعهم الحريرية
الحرب التي ظنها جنرال الثلاثين نزهة طالت بلا طائل، والبيت السعودي الذي من زجاج يتشظى كل يوم برصاصات صغيرة، تنطلق من أرض اليمن إلى الحد الجنوبي، وغدًا ستصل إلى الحد الذي يوجع ويؤلم، وهي واصلة حتمًا
وضع “أنصار الله” راهنهم كله على إستراتيجية الحسين، فرحوا بكل شهيد، وزفوا كل جريح، وتمنت قلوبهم المدد فنالوه، سقطت أمام رصاصتهم أحد ما في جعبة الغرب من سلاح، وبدت الطائرات الأمريكية وكانها طائرات ورقية لا تملك أمام الريح اليمنية من أمرها شيئًا
أما في جحر الأفعى، فقد بنى الأمير رهانه الأساسي على استراتيجيات “النازي” في الحرب العالمية الثانية، السرعة والسرعة ومزيد من السرعة، الجرأة والجرأة دائما ثم الجرأة، وهو ما ثبت خطأه قبل 7 عقود، حين أكدت آلة الحلفاء الحربية وثورة الشعوب تحت الاحتلال أن للقوة حدود لا تتجاوزها
في درس اليمن –المستمر- تصرفت العائلة ضد مصالح الأغلبية من شعبها، بددت عوائد النفط، وهو محدود الكمية والزمن، على مغامرات ورثت القلوب نارًا لن تنطفئ، ورهنت العدوان في الحاضر على البناء للمستقبل، فكانت كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا